جيش الاحتلال يُقر بارتكاب مجزرة في مجمع ناصر الطبي ويزعم فتح تحقيق

غزة، عواصم - وكالات: أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بارتكابه مجزرة بشعة باستهداف مجمع ناصر الطبي في خان يونس صباح أمس، ما أدى إلى استشهاد 20 بينهم أربعة صحافيين وعنصر في الدفاع المدني في ضربتين استهدفتا المجمع الطبي، زاعما أن رئيس الأركان إيال زامير أمر بفتح تحقيق أولي بأسرع وقت، معبراً عن أسفه لسقوط مدنيين، مدعيا أنه لا يستهدف الصحافيين بأي شكل من الأشكال، ويعمل قدر الإمكان على تقليص المساس بهم، وفي المقابل، قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن المبنى استُهدف بغارتين إسرائيليتين، مضيفا أنه تم استهداف مبنى الياسين الطبي داخل مستشفى ناصر بطائرة انتحارية إسرائيلية، وخلال عمليات نقل الشهداء والمصابين، استُهدف المكان مرة ثانية بضربة جوية.

وبينما قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن حصيلة الشهداء من الصحفيين في غزة ارتفع إلى 244، موضحا أن الشهداء الصحفيين الأربعة حسام المصري الذي يعمل مع وكالة "رويترز" للأنباء، ومحمد سلامة المصور الصحفي بقناة "الجزيرة" ومريم أبو دقة الصحفية مع وسائل إعلام عدة بينها "إندبندنت عربية" و"أب"، ومعاذ أبو طه الصحفي مع شبكة "إن بي سي" الأميركية، قُتلوا بجريمة مروعة بقصف إسرائيلي استهدف مجموعة صحفيين كانوا في مهمة تغطية صحفية بمستشفى ناصر، وراح ضحيتها عدد من الشهداء، وصفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين الغارتين بأنهما "جريمة اغتيال" لأربعة صحافيين، هم محمد سلامة ومريم أبو دقة ومعاذ أبو طه وحسام المصري، مشيرة إلى استشهادهم أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية العدوان المتواصل على قطاع غزة، ذكرت وكالة أنباء "رويترز" أن أحد الصحافيين القتلى وأحد الجرحى يعملان معها كمتعاقدين، كما قالت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن الصحافية مريم أبو دقة كانت صحافية مستقلة تتعاون مع الوكالة.

من جانبها، ذكرت وكالة "الأناضول" التركية إن القصف الإسرائيلي الذي استهدف مجمع ناصر الطبي أسفر عن استشهاد 14 فلسطينياً بينهم أربعة صحفيين وسائق مركبة إطفاء تابع للدفاع المدني الفلسطيني، قائلة إن القصف الإسرائيلي استهدف صحفياً في الطابق العلوي بمبنى الطوارئ في مجمع ناصر الطبي، وبعد دقائق ومع تجمع الصحفيين للتغطية ورجال الدفاع المدني للإنقاذ والانتشال، عاود استهداف المكان، موقعاً عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى.

على صعيد متصل، أعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة استشهاد 11 فلسطينيا بينهم طفلان جراء المجاعة وسوء التغذية الناتجين عن سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي بالقطاع، قائلة إن حصيلة ضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفعت بذلك إلى 300 شهيدا بينهم 117 طفلا، بينما أكد مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لارزاني أن سكان غزة يعيشون الجحيم بكل أشكاله، مجدداً دعوته إلى رفع الحصار المفروض على القطاع والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود، قائلا في رسالة على منصة "إكس" إن المأساة ستظل تطارد المجتمع الدولي، معتبرا أن إنكار حصول مجاعة في غزة "أبشع تعبير عن نزع الإنسانية"، داعيا لتمكين الصحافيين الدوليين من تغطية الوضع بشكل مستقل من داخل القطاع.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن الشعب الفلسطيني يتعرض إلى أبشع درجات القمع والإبادة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر في انتهاك صارخ غير مسبوق للقانون الدولي، مشددا في كلمة السعودية في الدورة الاستثنائية الـ21 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بجدة أمس، على أن الصمت الدولي إزاء جرائم الاحتلال الإسرائيلي يفاقم المأساة الإنسانية، كما يقوض فرص السلام والأمن في المنطقة والعالم، حاضا المجتمع الدولي على ضرورة إنهاء جرائم الاحتلال ومنع إسرائيل من المضي في سياساتها العدوانية بما فيها محاولات احتلال مدينة غزة وفرض المشاريع الاستيطانية، مشيراً إلى أن الانتهاكات المستمرة تعرقل أي مسار للسلام كما تشعل مزيداً من الاضطرابات إقليميا ودولياً.

وشدد على موقف السعودية الثابت تجاه القضية الفلسطينية، معتبرا استمرار إسرائيل في ارتكاب الجرائم ضد المدنيين والإفلات من العقاب، يقوض أسس الأمن والسلام الدوليين، داعياً الدول التي ما زالت مترددة في إدانة الممارسات إلى مراجعة مواقفها، مؤكداً أن عدد الدول التي قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية في تزايد مستمر، ما يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية، داعيا لضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى سكان غزة دون عوائق ودعم السلطة الفلسطينية في مسار إصلاحها وتثبيت دورها باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.

جدة، عواصم - وكالات: دعت منظمة التعاون الإسلامي لتنسيق العمل من أجل تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وجاء في البيان الختامي لجلسة منظمة التعاون الإسلامي "ندعو الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى متابعة دراسة مدى توافق عضوية إسرائيل مع ميثاق الأمم المتحدة، بالنظر إلى مخالفتها الواضحة لشروط العضوية وانتهاكاتها المتكررة لقرارات الأمم المتحدة، وتنسيق العمل من أجل تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة. وندد البيان بجرائم الإخفاء القسري والإعدام والتنكيل والتعذيب وجميع الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها اقتحام الوزير المتطرف بن غفير زنزانة القائد الوطني الفلسطيني مروان البرغوثي وتهديده، ويدعو المجتمع الدولي خاصة مجلس الأمن الدولي وهيئة الصليب الأحمر الدولية والمحكمة الجنائية الدولية للضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للكشف عن مصير المختطفين الفلسطينيين لديها والعمل على إطلاق سراحهم فورا وضمان توفير الحماية لهم، كما يطالب بتحقيق مستقل وشفاف حول جميع الجرائم والانتهاكات الاسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين، وضمان ملاحقة المجرمين الإسرائيليين ومساءلتهم.

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه "نحن مدعوون لمضاعفة جهودنا على مختلف الجبهات في مواجهة جرائم إسرائيل المستمرة، بما في ذلك العدوان العسكري، والإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتهجير القسري، والتدمير الممنهج، والحصار غير القانوني لقطاع غزة، واستخدام التجويع أو الحرمان من الغذاء كسلاح حرب، وسياسات الاستيطان والضم، والاعتداءات على الأماكن المقدسة، وخاصة القدس الشريف"، مضيفا "نحمل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وندين إعلانها عن نيتها فرض سيطرة عسكرية كاملة على قطاع غزة، وتصريحات رئيس وزرائها بشأن ما يسميه رؤية إسرائيل الكبرى"، داعيا المجتمع الدولي إلى خطوات ملموسة لكسر الحصار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.