الخميس 28 أغسطس 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
تحشيد عسكري في اليمن وسط تحذيرات أممية من العودة إلى الحرب
play icon
الدولية

تحشيد عسكري في اليمن وسط تحذيرات أممية من العودة إلى الحرب

Time
الاثنين 25 أغسطس 2025
تحركات مكثفة من طرفي الصراع والمساعي السياسية لا تتوقف لتجنّب التصعيد وتحقيق اختراق بجدار الجمود

صنعاء، عواصم - وكالات: بالتزامن مع تحذيرات أممية من احتمالات العودة إلى مربع الحرب بعد ثلاث سنوات من التهدئة، تطل أزمة اليمن برأسها مجدداً، حيث يشهد اليمن تحشيداً عسكرياً متصاعداً وسط تحذيرات أممية من احتمالية انهيار هدنة أبريل 2022 الهشّة، وما ستفرزه من تداعيات كارثية على المنطقة، فعلى الصعيد الميداني، تشهد الساحة اليمنية تحركات عسكرية مكثفة من قبل طرفي الصراع، وعلى الصعيد السياسي، لا تتوقف اللقاءات في مسعى لتجنب التصعيد وتحقيق اختراق في جدار الجمود الراهن.

ووفقا لتقرير أورده موقع "الخليج أونلاين" الالكتروني، فقد استبق المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ زيارته الخيرة إلى السعودية بالتحذير من خطورة الإجراءات الأحادية، خصوصاً التي اتخذها الحوثيون، ثم ذهب إلى الرياض يحدوه أمل في مواصلة المضي في مسار السلام، لكن التحشيد العسكري من قبل الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ينبئ بأن المرحلة المقبلة قد تكون مرحلة حرب لا سلام، فخلال الأسبوعين الماضيين، قام وزير الدفاع اليمني محسن الداعري بزيارات ميدانية لعدد من المناطق العسكرية الواقعة على تماس مع مناطق سيطرة الحوثي، وزار قوات الجيش اليمني في المنطقة العسكرية الخامسة في ميدي وحرض وحيران وعبس، بمحافظة حجة، على الحدود بين اليمن والسعودية، كما تفقد قوات الجيش في محور مران، ومحور علب، وجبهات كتاف والبقع ومحور الرزامات، بمحافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي، وعلى التماس مع الحدود مع السعودية، وشملت الجولة أيضاً قوات الجيش اليمني في المنطقة العسكرية السابعة والمنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب، وكذا المنطقة العسكرية السادسة في محافظة الجوف، وقوات درع الوطن في الوديعة، وتوجه إلى سيئون بمحافظة حضرموت، وأثناء الزيارات، شهد وزير الدفاع اليمني استعراضات عسكرية ضخمة تظهر حجم ومستوى الجاهزية القتالية في صفوف القوات المسلحة اليمنية، كما وجه الداعري قادة القوات بضرورة رفع الجاهزية، لتنفيذ أي مهام مستقبلية، بهدف استعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية وإسقاط انقلاب جماعة الحوثي، وواكب هذا، إصرار سياسي من قبل قيادة السلطة في اليمن على ضرورة تغيير طريقة التعاطي مع جماعة الحوثي، في مؤشر على أن الشرعية ممثلة بمجلس القيادة والحكومة تريد التقاط اللحظة والاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية للقضاء على انقلاب الحوثيين.

وفي مقابل تحركات الشرعية المكثفة، تعيش جماعة الحوثي حالة استنفار دائمة، في ظل مخاوف تسود أوساط الجماعة من تحرك عسكري وشيك ضدها، يتعاضد فيه الداخل مع الخارج، وزادت الجماعة من احتياطاتها الأمنية، وسارعت لتنفيذ حملات اعتقال واسعة لقيادات وكوادر من حزب المؤتمر الشعبي العام المتحالفين معها في صنعاء، بحجة أنهم يجهزون لمؤامرة بدعم خارجي، كما تواصل حملات التعبئة العامة، من خلال إجبار موظفي مختلف مؤسسات الدولة على حضور دورات قتالية في مناطق سيطرة الجماعة تحسباً لأي تصعيد، ودفعت الجماعة الآلاف من مقاتليها إلى جبهات القتال المتقدمة في حجة ومأرب والساحل الغربي، في حين حاولت الجماعة تنفيذ بعض عمليات التسلل في صعدة ومناطق أخرى، فيما يشبه عملية "جس النبض"، ورفعت الجماعة جاهزيتها القتالية، بالتزامن مع تحركات وزير دفاع الشرعية، وعقدت اجتماعاً بقائد المنطقة العسكرية السادسة التي تشمل عمران والجوف وأجزاء من صعدة، لتدارس الموقف.

وتتزامن حالة التحشيد العسكري التي يشهدها اليمن حالياً، مع مشهد إقليمي معقد، بسبب استمرار حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وانخراط جماعة الحوثي فيها، من خلال إطلاق الصواريخ والمسيرات ضد دولة الاحتلال، وكذا استهداف السفن المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر وخليج عدن، وخلق انخراط الحوثيين في هذه العمليات معادلة أمنية جديدة في الإقليم، ودفع الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى إلى إعادة النظر في تعريفها للجماعة اليمنية المتمردة، وسرعان ما تبنت الولايات المتحدة موقفاً متشدداً من "الحوثي"، وأعادت تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية في يناير الماضي، كما بدأت واشنطن بالبحث عن آلية لردع الجماعة بعيداً عن الاستهداف المباشر الذي لم يثبت جدواه، كما كان متوقعاً، وتشير تقارير أميركية وغربية إلى أن واشنطن قد تدعم الحكومة اليمنية وقواتها للقضاء على تهديد جماعة الحوثي للملاحة الدولية، وسط انتقادات للتعاطي الأميركي مع ملف الأزمة اليمنية خلال ما قبل حرب غزة.

وتعليقاً على هذه التحركات، نقل "الخليج أونلاين" عن الخبير العسكري والستراتيجي علي الذهب القول إن جولات وزير الدفاع اليمني تأتي بدفع من التحالف العربي وإلحاح بعض الأطراف في مجلس القيادة الرئاسي، لافتاً إلى أنها شملت المناطق العسكرية الخاضعة لسيطرة الوزارة أو تلك التي يمولها التحالف ولا تتبع الحكومة مالياً، ومنها محاور صعدة وعلب وكتاف والبقع ومران والرزامات التي تخضع مالياً لوزارة الدفاع السعودية، وجزء منها يخضع إدارياً لنظيرتها اليمنية، معتبرا الزيارة "شكلية، وتأتي ضمن برنامج وزير الدفاع اليمني، وضغوط مجلس القيادة والتحالف، في إطار تبادل استعراض القوة، وحل إشكالات تنظيمية وإدارية"، كما تهدف لإضفاء الشرعية على بعض الوحدات العسكرية المتمركزة في مناطق صعدة وحجة تحديداً، خصوصاً في ظل الجدل الشعبي والنخبوي بشأن ولاءاتها دون الوطنية ودون الدولة، قائلا "يجري الجدل بشأن أن تلك الوحدات تحركها قوى خارجية – إقليمية، كما أنها تعبر عن انحيازات انفصالية، ومن ثم فهي زيارة مدفوعة من قبل أطراف إقليمية ترعى تلك القوات".

وبشأن احتمالات عودة الحرب، قال الذهب إن الهدنة قائمة، لكنه لا يرى حرباً ولا سلاماً في الأفق، إلا في حال تدخل الحوثي في أي مواجهة مرتقبة بين إيران ودولة الاحتلال الإسرائيلي وكذا الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الهدنة أتاحت للحوثيين الكثير، خصوصاً فيما يتعلق بالتسليح والتدريب وتبادل المعلومات، لافتاً إلى أن الجماعة تلقت ضربات من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا والاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الإجراءات الاقتصادية والمصرفية التي اتخذتها الحكومة اليمنية بدعم من واشنطن ولندن وكذا من قبل التحالف العربي، متطرقا إلى أن الحوثي "لديه استقلالية أكبر في أي مواجهة قادمة، في الوقت الذي لدى القوات التي تنضوي تحت مظلة الشرعية أجندات متعارضة، وكل طرف يحاذر من الطرف الآخر، والهدف العام يخضع للمصالح، التي قد تتماهى بدورها مع مصالح الحوثيين".

آخر الأخبار