صراحة قلم
يعاني أهل غزة من مجاعة قاتلة، ألمت بالأحياء منهم، بعدما عانوا نحو السنتين من القتل والدمار بسبب حماقة "حماس" ووحشية الاحتلال الصهيوني.
كانوا قبل 7 من أكتوبر 2023، يعيشون في أمان، ومدينتهم عامرة، لكن انقلبت حالهم بسبب حماقة "حماس" المدفوعة من حكومة طهران، التي أسمتها "طوفان الأقصى"، فدمرت مدينتهم، وقتل منهم أكثر من واحد وستين ألفا، وجرح نحو 110 آلاف، الغالبية من هؤلاء القتلى والجرحى ومن النساء والأطفال، والشيوخ الكبار.
ورغم توغل جيش الاحتلال الصهيوني وتدمير غزة، وقتل شعبها، إلا أن "حماس" زادت من حماقتها، برفضها إطلاق الأسرى الإسرائيليين الذين تم أسرهم خلال "عملية الطوفان"، والذين تتحجج بهم إسرائيل في استمرارها قتل أهل غزة وتدميرها، لأن "حماس" ترى أن أسرهم ورقة رابحة لاستمرار وجودها في القطاع، رغم ما تسببه من تفاقم معاناة أهل غزة، والتي تحولت إلى مجاعة تحصد أرواح الأحياء منهم، فالأهم عند الحركة استمرار وجودها السياسي في القطاع، ومشاركتها المشهد السياسي لفلسطين، او بالأحرى استمرار تأثير ووجود التدخل الإيراني في المنطقة، كونها ذراعا عسكرية وسياسية أخرى لطهران موازة لذراعها الأولى "حزب الله".
وكما هي عادة "الإخوان المفلسين"، يوقدون نار الفتن، والصراعات، ومن ثم يقتاتون عليها، من خلال دعواتهم للتبرع، متخذين معاناة غزة ومجاعتها حجة لهم، لكنهم يرفضون أي تبرعات إغاثية ترمى من الجو على السكان النازحين، ناعتين من الدول التي تقوم بذلك أقبح النعوت، لأنهم لا يستفيدون من هذه المساعدات، ولهذا هم يطالبون بإدخال هذه المساعدات من خلال المعابر البرية لكي يسيطروا عليها بقوة السلاح ويوجهونها لمخازنهم للاستحواذ عليها، أو بيعها في السوق السوداء.
الكثير من الشعوب العربية، وفي مقدمتهم شعوب دول الخليج، تبرعوا بمئات الملايين من الدولارات، وسيرت حكوماتهم مئات الشاحنات الاغاثية، التي نرى أنها لن تصل إليهم إلا بشق الأنفس، وبنسبة أقل بكثير من قيمة التبرعات المرصودة لهم، لأنها إذا دخلت عليهم من المعابر سوف تسيطر عليها "حماس"، وإذا تم رميها من الجو سوف يتقاتل عليها السكان، كما سيسطر عليها بعض العصابات التي تبيعها في السوق السوداء.
وإذا تم إدخالها عن طريق الأمم المتحدة، فإنها تدخل من خلال القنوات الإسرائيلية التي حتما سوف تحجب غالبية المساعدات عن أهل غزة بهدف استمرار تجويعهم، حتى يهاجروا من القطاع، وخصوصا أن حكومة تل ابيب أعطت الضوء الأخضر لجيشها الصهيوني المحتل احتلال كامل القطاع، بحجة طرد "حماس".
الحل الوحيد، هو تسليم "حماس" كل الأسرى الإسرائيليين، لقطع الطريق على إسرائيل التي تتحجج بهم، والخروج من القطاع، وتسليمه للحكومة الفلسطينية المعترف بها دوليا، وتهاجر إلى إيران كونها تأتمر بأوامر حكومته، وتترحهم على قادتها الذين تلطخت أيدهم بدماء شعبي العراق وسورية.