حوارات
يتوجّب على المرء الرّزين في عالم اليوم المضطرب أخذ الحذر الشديد تجاه من هو عدو متخفٍ ومتربّص به، ولا سيما من ينتظر أن يحلّ به الشرّ، وذلك بسبب أنّ هذا النوع من الشخصيات الغامضة هم الأكثر صعوبة على الكشف المبكّر، لكن من بعض الصفات البارزة للعدو الخفيّ المتربّص، التي لا يمكن الاستمرار في إخفائها، نذكر ما يلي:
ـ الحليف الصديق العدو: الحليف العدو المتظاهر بالصداقة، هو من يدّعي مناصرة الآخر، ويزعم استعداده للوقوف إلى جانبه أثناء تعرضّه للأزمات (التي لم تحدث بعد) لكن عند الحاجة إليه، فهو سيختفي من الساحة بشكل مفاجئ، وربما ينقلب إلى ألدّ الأعداء، ومن علامات هذا النوع من الأفراد المتلوّنين هو شعور المرء العاقل، لا سيما صاحب الوعي والنباهة، بأنّه يتعرّض بشكل خفيّ للتلاعب النفسي من العدو الخفيّ، ولكنّه لا يستطيع بدقّة تحديد سبب شكّه تجاهه.
ـ العيون الماكرة: يمكر الشخص بكلامه وبتصرّفاته، لكن يصعب عليه الاستمرار في المكر والخداع بعينيه بسبب كونهما بوابات صعبة الاغلاق وتكشف عمّا يوجد في القلب، ويتّصف العدو الخفيّ المتربّص بكثرة تكذيب عينيه لما ينطق به لسانه، وربما يقلّ عنده التواصل البصري، ويزيد عنده اللّحظ والنظرات الخاطفة، واختلاس النظر، ومن يتجنّب النظر الى عيون الناس أثناء الحديث معهم، دون أن يوجد سبب منطقي لهذا الفعل، ربما يوجد في قلبه شيء سلبي تجاههم يريد أن يخفيه عنهم.
ـ العدو الخفيّ المتربّص والنصائح المدمّرة: بدلاً من السعي لإصلاح نفسه والمثابرة لعيش حياة ناجحة، يشغف العدو الخفيّ المتربّص بتدمير حياة الإنسان الآخر الذي يدّعي إخوّته، أو صداقته، أو يتصنّع التحالف معه، لا سيما عن طريق تعمّد تشجيع الآخر على الاندفاع في قراراته الشخصية لكي يدمّر نفسه بنفسه.
-احذر من يزيّن لك أخطاءك: يُضفي العدو الخفيّ صفات الصواب على أخطاء الآخر بهدف دفعه إلى ارتكاب مزيد من الأخطاء في حقّ نفسه، والصديق والحليف الأمين يقدّم له نصائح صادقة تدفعه لأن يكون اليوم إنسانًا أفضل من الأمس، وفي بعض النصح لدغ العقارب (منقول بتصرّف).
كاتب كويتي