خلال مراجعتي إحدى إدارات الدولة، لفت انتباهي مشهد مألوف أمام أغلب الوزارات، شاحنات صغيرة لتصوير المستندات، يقف أمامها المواطنون في طوابير طويلة، ويدفعون أسعاراً مبالغاً فيها.
يخرج المراجع من المبنى ليصور ورقة، ثم يعود ليستكمل معاملته، ليجد نفسه عالقاً بين الخروج والدخول، والتوقيع والدفع، وكأن الوقت لا قيمة له.
الغريب أن الحكومة مشكورة وفرت لنا تطبيق "سهل" الذي أثبت نجاحه في إنجاز كثير من المعاملات بخطوات بسيطة، فلماذا لا نكمل التحول الرقمي، لماذا يترك المواطن عمله ويتعطل لساعات، بينما يمكنه بضغطة زر أن ينهي معاملته من مكتبه أو منزله؟
خذوا مثالاً بسيطاً: إذا تلفت لوحة السيارة، يضطر المراجع لمراجعة إدارات المرور، وكتابة الطلب، ثم الخروج لتصوير المستند، والعودة لتسليمه، ودفع الطوابع، ثم التوجه إلى المصنع لاستلام اللوحة، بينما يمكن أن تتم العملية كلها عبر "سهل": تقديم الطلب إلكترونياً، دفع الرسوم، واستلام اللوحة مباشرة من المصنع.
الأمر ممكن والإمكانات موجودة، فقط نحتاج إلى قرار بتفعيل التحول الرقمي الكامل، فالمواطن لا يطلب أكثر من احترام وقته، وتبسيط إجراءاته.
أنا متفائل أن المستقبل القريب سيحمل خطوات أوسع في هذا المجال، وأن الوزارات ستجعل من "سهل" منصة حقيقية تختصر المعاملات وتوفر على الناس العناء. فالتحول الرقمي ليس رفاهية، بل ضرورة.
صحافي كويتي