"اللومي الحساوي"... ثمرة تتحول إلى قصة نجاح وطنية

يحمل معرض "اللومي الحساوي 2025" في نسخته الثانية رسالة تتجاوز حدود المنتجات الزراعية التقليدية، ليصبح منصة تحتفي بالهوية المحلية، وتدعم توجهات التنمية المستدامة في المملكة.

شهد مركز المعارض في الأحساء افتتاح المعرض برعاية محافظ الأحساء الأمير سعود بن طلال بن بدر، وبحضور مسؤولين ومزارعين ورجال أعمال.

الإعلان عن انطلاق فعاليات المعرض تزامن مع إطلاق "سوق اللومي" كإضافة تعكس رغبة في تعزيز القيمة الاقتصادية للمنتج وربطه مباشرة بالمستهلكين، وما يميز المعرض هذا العام هو تنوع أجنحته وثراء فعالياته. فقد شملت العروض منتجات غذائية، وصحية، وتجميلية مستخلصة من اللومي، إلى جانب ورش تدريبية وجلسات استشارية تستهدف المزارعين ورواد الأعمال، كما خُصصت مساحات للأطفال لتعريفهم بمراحل زراعة وصناعة اللومي بطريقة تعليمية مبسطة.خلال أيام المعرض، وُقّعت اتفاقيات عدة تعاون بين جهات حكومية وخاصة، من بينها هيئة تطوير الأحساء والخطوط السعودية للشحن، إلى جانب شراكات مع مؤسسات تعليمية وتنموية.

هذه الاتفاقيات تشير إلى أن قطاع اللومي الحساوي لم يعد نشاطاً محلياً محدوداً، بل بات جزءاً من رؤية أوسع لزيادة الصادرات وتحفيز الاقتصاد الريفي.

اللافت في هذه النسخة هو حضور البعد المجتمعي والثقافي إلى جانب الاقتصادي، والجمعيات النسائية، الحرفيون، والمصورون الفوتوغرافيون شاركوا جميعاً في إبراز صورة متكاملة للمعرض، وبذلك، تحول اللومي من مجرد ثمرة إلى رمز يختصر روح الأحساء وثراء بيئتها الزراعية.

يمكننا القول إن معرض اللومي الحساوي يمثل خطوة جديدة في طريق طويل لتحويل منتج محلي إلى علامة سعودية بارزة، ومع الدعم الرسمي والشعبي، يبدو أن هذه الثمرة الصغيرة مرشحة لأن تحمل على عاتقها قصة نجاح كبيرة تعكس أصالة الأرض وابتكار الإنسان.

كاتبة سعودية