تشويه سمعة الناس

مختصر مفيد

إدعت إمرأة، المرة تلو الأخرى، أن جارها لص، فتم توقيفه، وبعد مضي أيام أثبتت براءته، وأُطلق سراحه، وفي الوقت نفسه، استدعتها المحكمة.

فقالت للقاضي: إن الكلمات لاتوذِ أحدا!

رد عليها القاضي: هكذا إذن! وتابع قائلا: عندما تعودين للبيت اكتبي على ورقة جميع الصفات السيئة التي قلتها عن الجار، ثم مزقي الورقة وارمها على طول الطريق، وتعالي في الغد لتسمعي الحكم.

نفذت المرأة طلبه، وعادت في اليوم التالي.

قال لها القاضي: سيتم العفو عنك إذا استطعت جمع قصاصات الورقة التي كتبتها بالأمس، وإلا سيحكم عليك بالسجن لمدة عام.

أجابت المرأة: لكن هذا مستحيل! فقد أخذتها الريح بعيدا.

فرد القاضي: بالتأكيد، فكلماتك حملتها الريح، ودمرت سمعة الرجل، التي لا يمكن إصلاح الضرر الناتج عنها، وعليه أصدر حكمه بسجن المرأة.

العبرة من القصة: على المرء أن يدرك قوة الكلمة التي يقولها، ومدى تأثيرها على الآخرين، فالكلمات كالرصاص المنطلق من بندقية، لانستطيع إيقافه، أو تحويل مساره.

ليقل كل منا إن تضرر من ظالم اغتابه وشوه سمعته: حسبي الله ونعم الوكيل بـ"فلان"، ويذكر اسمه، وينتظر، وقد حدث معي، فسيرى القدر يبدع دائما في تصفية الحسابات، فالله يوازن كل شيء، فهناك ليل ونهار، وصيف وشتاء، ونور وظلام، وهكذا.

فطالما لايوجد خلل في الكون إلا في سلوك الإنسان لذلك تقوم هذه القدرة الإلهية على تحقيق التوازن في تصرفات الناس، فتكافئ الطيب، وتحرم السيئ، وتقتص من الظالم وتنصف المظلوم.

فلايوجد في الحياة ما يُسمى عامل الصدفة، لكن هناك قانون إلهي لا يمكن أن يُخطئ، وهو عدل الله وحكمته وقدرته التي لا حدود لها، والجزاء الرباني في هذا الكون القائم على العدل والميزان الذي لا يميل ولا يحابي أحدا.

البشر كالحروف: البعض يستحق الرفع، والبعض يحترف النصب، وهناك من يستاهل الضم، والبقية يستحقون الكسر

قال غاندي: لن أندم على أي شخص دخل حياتي ورحل، فالمخلص أسعدني، والسيئ منحني التجربة، والأسوأ كان درسا لي، أما الأفضل فلن يتركني أبداً.

أول من استخدم كلمة "مرحبا" هم السوريون القدماء، الذين يقطنون قرية صيدنايا ومعلولا وجبعدين، وكلمة مرحبا هي كلمة آرامـية، والآرامية هي لغة السيد المسيح (عليه السلام)، وهي مؤلفة من مقطعين: مـار، وتعني الله... حبــا، وتعني محبة.