منطقتنا... والتغييرات الجذرية

يشهد الشرق الأوسط، باعتباره منطقة ذات أهمية ستراتيجية وجغرافية، تحولات مستمرة تؤثر على استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، مع اقتراب نهاية عام 2025، تتوقع العديد من التحليلات أن تشهد المنطقة تغيرات جذرية، تعكس تطورات على الأصعدة المحلية والعالمية.

من المحتمل أن تتجه بعض الدول نحو استقرار سياسي نسبياً، نتيجة للجهود الرامِية إلى حل النزاعات المسلحة، وإعادة ترتيب البيت الداخلي، خصوصا في الدول التي خاضت حروباً داخلية أو نزاعات إقليمية. مع ذلك، فإن تهديدات الإرهاب والاضطرابات الأمنية ستظل قائمة، لا سيما مع استمرار النزاعات بين فصائل مختلفة، وتزايد التحديات المرتبطة بملفات الأنظمة الحاكمة، وربما الاحتجاجات الشعبية في بعض الدول.

سيواصل الشرق الأوسط مسعاه لتنويع اقتصاده بعيداً عن الاعتماد الشديد على النفط، خصوصا مع التغيرات المناخية وتحديات سوق الطاقة، وستتجه العديد من الدول للاستثمار في التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والتقنيات الحديثة، بهدف خلق فرص عمل وتنشيط النمو الاقتصادي.

كما ستظل مسألة الاستثمارات الأجنبية والحوافز الاقتصادية مطروحة، بهدف جذب رؤوس الأموال وتحقيق التنمية المستدامة.

التوقعات تشير إلى احتمال تحسن بعض العلاقات بين الدول، مع تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، وبخاصة في المجالات الأمنية والإنمائية،

في الوقت ذاته، قد تظهر توترات جديدة أو تصعيدات، نتيجة لمصالح جيوسياسية متنافسة، أو خلافات محتدمة، مما يعكس طبيعة المنطقة المعقدة والمتغيرة.

من المتوقع أن تستمر التحولات الاجتماعية والثقافية، مع مزيد من التركيز على حقوق الإنسان، المرأة، والتعليم، ستعزز بعض الدول من برامج الإصلاح الاجتماعي، بينما قد تواجه مقاومة في مناطق أخرى، كذلك، ستزداد أهمية التكنولوجيا ووسائل التواصل في تشكيل الوعي المجتمعي والنهوض بالثقافة المحلية.

سوف تزداد التحديات البيئية، لاسيما مع تدهور الموارد المائية وارتفاع درجات الحرارة، مما يستوجب ستراتيجيات فعالة للتكيف والحفاظ على البيئة، وستبرز مشاريع الاستدامة والطاقة النظيفة كجزء أساسي من التنمية المستدامة في المنطقة.

إن مستقبل منطقة الشرق الأوسط خلال الاعوام المقبلة (والعلم عند الله) بعدم اليقين، لكنه يحمل أيضاً فرصاً للتقدم والتنمية، إذا تمكنت الدول من إدارة تحدياتها بشكل جماعي والاستفادة من إمكانياتها الكامنة.

كاتب سعودي