الخميس 04 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
خولة الحساوي... رائدة العمل الخيري
play icon
كل الآراء

خولة الحساوي... رائدة العمل الخيري

Time
الأحد 31 أغسطس 2025
حامد الهاملي

في عالم يتسارع فيه الإيقاع الحياتي، وتتنافس فيه الدول على الإنجازات الاقتصادية والتكنولوجية، تظل المرأة الكويتية رمزاً للقيم النبيلة التي تجمع بين الطموح والعطاء الإنساني.

ومن بين هؤلاء النساء اللواتي نقشن أسماءهن في صفحات التاريخ الكويتي المعاصر، تبرز خولة مبارك الحساوي كنجمة ساطعة في سماء العمل الخيري. ابنة الرجل البارز مبارك عبد العزيز الحساوي، الذي كان نائباً في مجلس الأمة الكويتي، ورجل أعمال عصامياً.

ورثت خولة من والدها ليس الثراء فقط، بل أيضاً روح العطاء والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية، وهي حصلت على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وبكالوريوس العلوم الاقتصادية والسياسية من جامعة الكويت، وأصبحت رائدة في مجال الخير، حيث ساهمت في بناء مجتمع أكثر عدلاً ورحمة، مستلهمة قيم الإسلام والتراث الكويتي العريق في الكرم والإحسان.

جذور عائلية مبنية على العطاء والإرث الوطني من والدها مبارك عبد العزيز الحساوي كأنموذج حي للرجل العصامي الذي بنى إمبراطوريته الاقتصادية من الصفر.

هذا الإرث لم يكن مجرد أموال، بل كان قيماً تربوية غرسها في أبنائه، منهم خولة التي كانت السادسة بين سبع بنات وشقيقين، وهذا الجهد الشخصي يعكس شخصيتها القوية، التي لا تقبل بالكسل أو التقاعس، مستلهمة قول والدها: "المال يأتي، لكن الأخلاق والعلم يجلبان الاحترام والمال".

والجانب الأبرز في مسيرتها هو التزامها بالعمل الخيري، الذي يمثل امتداداً طبيعياً لإرث والدها، في عام 2014، أصبحت خولة أول امرأة كويتية تدخل مجلس إدارة بيت الزكاة والصدقات والوقف، الهيئة الحكومية المستقلة المسؤولة عن جمع وتنمية الزكاة والخيرات وإنفاقها محلياً ودولياً وفق الشريعة الإسلامية.

ترأس ثلاث لجان رئيسية: تنمية الموارد، الإعلام، والإشراف على تطبيق قانون 38 لعام 2014، تحت قيادتها، ساهم بيت الزكاة في تطوير اللائحة الخاصة بالرواتب، تفعيل الفروع، وزيادة عدد الحجاج في 2015، بالإضافة إلى حملات توعوية في الجامعات والكليات. اقترحت تعاوناً مع إدارة التنفيذ لمساعدة المدينين الكويتيين من خلال اقتطاع جزء من التبرعات لجدولة ديونهم، مما يهدف إلى "كويت خالية من المعسرين".

كما كان لها دور في تأسيس مبرة مبارك الحساوي لمساعدة السجينات، والتي تعد المركز الأول من نوعه في الوطن العربي لتأهيل النساء بعد خروجهن من السجن.

هذا المشروع يقدم الدعم النفسي والمهني، معترفاً بحاجة هؤلاء النساء إلى فرصة ثانية لإعادة الاندماج في المجتمع، كما ساهمت في مشاريع أخرى مثل مركز الركن المبارك، ودعمت حملات خيرية متنوعة داخل الكويت وخارجها، بما في ذلك مساعدة المحتاجين في الدول المجاورة.

تُعد خولة مبارك الحساوي نموذجاً حياً للمرأة الكويتية التي تجمع بين النجاح المهني والالتزام الاجتماعي، في مجتمع يشهد تطوراً سريعاً، أثبتت أن العطاء ليس مقتصراً على الرجال، بل يمكن للمرأة أن تكون قائدة فيه.

خولة الحساوي ليست مجرد ابنة لرمز وطني، بل هي رائدة بنفسها، تجسد قيم البر والعطاء التي غرسها والدها، من خلال عملها في بيت الزكاة ومبراتها، ساهمت في بناء مجتمع أكثر إنصافاً، وألهمت جيلاً من الشباب للمشاركة في العمل التطوعي، في زمن يحتاج العالم إلى المزيد من الإنسانية.

كاتب صحافي

[email protected]

آخر الأخبار