الخميس 04 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
KH108
play icon
ميليشيات الحوثي تشيع قتلى حكومتها غير الشرعية في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف صنعاء وأودى بحياة رئيس الحكومة ومدير مكتبه وتسعة وزراء (أب)
الدولية

الحوثيون يضربون ناقلة نفط إسرائيلية قبالة سواحل السعودية

Time
الاثنين 01 سبتمبر 2025
الميليشيا شيّعت جنازات قتلى حكومتها غير الشرعية بقصف صنعاء بينهم وزراء الخارجية والإعلام والاقتصاد

صنعاء، عواصم - وكالات: في إطار التصعيد المتواصل بينها وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، وردا على الضربات التي استهدفت اجتماعا حكوميا في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الخميس الماضي وأدت إلى مقتل رئيس حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا وعدد من وزرائه، أعلنت مليشيا الحوثيين في اليمن أمس، أن قواتها البحرية نفذت عملية عسكرية استهدفت ناقلة نفط إسرائيلية في شمال البحر الأحمر، مؤكدة أنها أصابتها بصاروخ باليستي بشكل مباشر، وقال المتحدث باسم قوات الجماعة يحيى سريع فقي بيان إن العملية نُفذت انتصاراً للشعب الفلسطيني ورداً على جرائم الإبادة الجماعية والتجويع في غزة، مضيفا أنها تأتي ضمن مساعي الحركة لمنع حركة الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي، مؤكدا مواصلة استهداف السفن الإسرائيلية وأهداف أخرى في فلسطين المحتلة، مشددا على أن العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

من جانبهما، أعلنت منظمتان بحريتان بريطانيتان أن سفينة تجارية تعرضت لحادث في البحر الأحمر قبالة سواحل السعودية، إحداهما أكدت أنها إسرائيلية وتحمل علم ليبيريا، وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إن سفينة أبلغت عن سقوط جسم مجهول بالقرب منها وسماع دوي انفجار قوي، مضيفة أن الحادث وقع على بعد نحو 40 ميلاً بحرياً جنوب غرب ينبع في السعودية، مشيرة إلى أن كل أفراد طاقم السفينة بخير وأن السفينة تواصل رحلتها، بينما قالت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، إنها تلقت بلاغاً عن واقعة على بعد 37.5 ميلاً بحرياً جنوب غرب ينبع، مضيفة أن السفينة كانت تحمل علم ليبيريا وتعود ملكيتها لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

في غضون ذلك، شيّعت ميليشيات الحوثي جثامين 11 مسؤولا من قتلى حكومتها غير الشرعية في الهجوم الذي شنته مقاتلات تابعة للاحتلال الإسرائيلي على مقر احتياطي لهم جنوب العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها، ونشرت وسائل إعلامية تابعة للميليشيات مقطع فيديو يظهر 11 مسؤولا من قتلى حكومتهم غير الشرعية بينهم رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي الذي سبق الإعلان عن مقتله ومدير مكتبه محمد الكبسي وتسعة وزراء آخرين في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت صنعاء الخميس الماضي، وشملت قائمة الوزراء الذين أعلن مقتلهم حتى الآن وزراء الخارجية جمال عامر والإعلام هاشم شرف الدين والاقتصاد والصناعة معين المحاقري والعدل مجاهد أحمد والزراعة رضوان الرباعي والكهرباء علي سيف والشباب والرياضة محمد المولد والثقافة علي اليافعي والشؤون الاجتماعية سمير باجعالة.

من جانبه، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ عن قلقه البالغ إزاء استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين عقب هجماتها ضد الاحتلال الاسرائيلي، مؤكدا في بيان أن اليمن لا يمكن أن يتحول إلى ساحة صراع جيو-سياسي أوسع، داعيا جميع الأطراف إلى وقف الهجمات واستخدام القنوات الديبلوماسية لخفض التصعيد، مبديا قلقه من سقوط قتلى وجرحى مدنيين جراء الضربات الأخيرة، مشيرا إلى أن بيانات صادرة عن الحوثيين أفادت بمقتل وإصابة عدد من كبار مسؤولي الجماعة وبعض الوسطاء السياسيين.

ودان غروندبرغ بشدة موجة الاعتقالات التعسفية الجديدة التي نفذتها ميليشيات الحوثي بحق موظفي الأمم المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة الحديدة والاقتحام القسري لمقرات الأمم المتحدة والاستيلاء على ممتلكاتها، موضحا أنه تم اعتقال نحو 11 موظفا أمميا، مبينا أن 23 آخرين لا يزالون رهن الاحتجاز بعضهم منذ عامي 2021 و2023 فيما توفي أحد الموظفين خلال فترة احتجازه في وقت سابق من هذا العام، مشيرا إلى أنه على الرغم من الجهود المستمرة والمساعي التي تمت للحصول على ضمانات خلال العام الماضي، استمر الاحتجاز التعسفي لموظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، لافتا إلى أن الإجراءات تعيق بشدة الجهود الأوسع نطاقا لتقديم المساعدات وتعزيز السلام في اليمن، مؤكدا أن عمل موظفي الأمم المتحدة يصمم ويدار وفقا لمبادئ الحياد والنزاهة والاستقلالية والإنسانية وأن الاعتقالات تشكل انتهاكا للالتزام الجوهري باحترام وحماية سلامتهم وكرامتهم وقدرتهم على أداء عملهم الأساسي في اليمن، مجددا مطالبة جماعة الحوثي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة بالإضافة إلى موظفي المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني والبعثات الديبلوماسية.

بدوره، أكد رئيس الوزراء اليمني سالم بن بريك حرص الحكومة الشرعية على التعاطي الإيجابي مع كل الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل وفقا للمرجعيات الثلاث وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216، مشددا خلال لقائه سفير سويسرا لدى اليمن توماس أورتيلا في عدن على أن طريق السلام واضح ومتفق عليه محليا وإقليميا ودوليا، غير أن تعنت ميليشيا الحوثي يعرقل الجهود، مجددا التأكيد على أهمية مضاعفة الضغوط الدولية لردع سلوكها.

استمرار "الكر والفر" ضمن معادلة استنزاف متبادل أو توسع المواجهة إذا نقلت تل أبيب ضرباتها لأبعد من اليمن
التصعيد الإسرائيلي - الحوثي يضع المنطقة أمام صراع طويل لم تتضح نهايته

صنعاء، عواصم - وكالات: حذر تقرير من أن المنطقة بصدد صراع طويل النفس لم تتضح نهاياته بعد، مؤكدا أن الاتجاه المستقبلي للتصعيد بين الحوثيين ودولة الاحتلال الإسرائيلي يظل مفتوحاً على سيناريوهين رئيسيين، الأول استمرار جولات "الكر والفر" بين الجانبين ضمن معادلة استنزاف متبادل، والثاني توسع رقعة المواجهة إذا اختارت تل أبيب نقل ضرباتها إلى ما هو أبعد من اليمن، وفي الحالتين تبدو المنطقة أمام صراع طويل النفس لم تتضح نهاياته بعد.

وذكر التقرير الذي أورده موقع "الخليج أون لاين" الاليكتروني أن الضربات الإسرائيلية المتكررة على صنعاء والحديدة، تظهر أن تل أبيب لم تعد تتعامل مع الحوثيين كتهديد ثانوي بل كجزء مباشر من المعركة مع إيران، ناقلا عن الباحث السياسي نجيب السماوي الإشارة إلى أن التصريحات الرسمية الإسرائيلية خصوصاً من وزير حرب الاحتلال يسرائيل كاتس، تكشف عن استعداد لرفع السقف وصولاً إلى ضرب أهداف مرتبطة بطهران إذا استمر الدعم العسكري للجماعة، مضيفا أن الحوثيين يواصلون ترسيخ خطابهم بوصفهم جزءاً من محور المقاومة، رابطين عملياتهم الصاروخية مباشرة بحرب غزة، وهذا الخطاب يتيح لهم الحفاظ على شرعية داخلية وإقليمية، كما يضمن استمرار تدفق الدعم الإيراني، ما يعني أن قدراتهم ستبقى قابلة للتجدد حتى بعد الضربات الموجعة.

ويرى السماوي أنه إقليمياً، يطرح استمرار هذا النمط من الضربات والردود احتمال توسع الصراع إلى مسارح جديدة، خاصة في البحر الأحمر والخليج، محذرا من أن أي انزلاق نحو مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران قد يحول اليمن إلى ساحة ثانوية لحرب أوسع ويضاعف من هشاشة الممرات البحرية والتجارة العالمية، أما على الصعيد الدولي، فتبدو الجهود لاحتواء التصعيد محدودة التأثير حتى الآن، فالمواقف الغربية تركز على ضمان أمن الملاحة وحماية إسرائيل، بينما يبقى البعد الإنساني في اليمن في المرتبة الثانية، ومع غياب ضغط دولي فعال على الطرفين، يستمر مناخ التصعيد بلا كوابح واضحة، وبناءً على هذه المعطيات، يبقى الاتجاه المستقبلي مفتوحاً على سيناريوهين رئيسيين، الأول استمرار جولات "الكر والفر" بين الحوثيين وإسرائيل ضمن معادلة استنزاف متبادل، والثاني توسع رقعة المواجهة إذا اختارت تل أبيب نقل ضرباتها إلى ما هو أبعد من اليمن، وفي الحالتين تبدو المنطقة أمام صراع طويل النفس لم تتضح نهاياته بعد.

وقدم التقرير توطئة لتاريخ الصراع بين الحوثيين وإسرائيل، قائلا إن العاصمة اليمنية صنعاء شهدت في 28 أغسطس المنصرم، تصعيداً إسرائيلياً غير مسبوق، تجلى في سلسلة من الغارات الجوية المركزة التي نفذتها مقاتلات إسرائيلية، على مواقع قالت تل أبيب إنها تضم مراكز قيادة عليا في ميليشيا الحوثيين، واستهدفت الغارات التي بلغ عددها ما بين 10 و12 غارة مركزة جبل عطان جنوب غرب صنعاء الذي يضم مقر قيادة ألوية الصواريخ، إضافة إلى معسكر النهدين داخل المجمع الرئاسي، ومعسكر قوات الأمن المركزي في منطقة السبعين ومقر وزارة الداخلية في منطقة الحصبة شمال العاصمة، وجاء التصعيد رداً على إطلاق الحوثيون في 22 أغسطس، صاروخاً باليستياً مزوداً برؤوس عنقودية نحو تل أبيب، ما أوقع 16 إصابة، وهو ما دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى رفع مستوى رده العسكري.

وبحسب مصادر محلية وإعلامية يمنية، أدت الغارات إلى دمار واسع في البنية التحتية، حيث طال القصف محطات كهرباء ومنشآت نفطية ومستودعات وقود، ما أثر على الخدمات الحيوية للعاصمة، دون إعلان حصيلة دقيقة للضحايا مع استمرار عمليات الإنقاذ والإسعاف في مواقع الغارات، كما تركزت الضربات على قيادات حوثية بارزة، كان يُعتقد أنهم مجتمعون في عدة مواقع بصنعاء في وقت واحد، في محاولة لشل قيادة الجماعة وإضعاف بنيتها العسكرية.

وقبل أربعة أيام فقط، تحديداً في 24 أغسطس، شنت إسرائيل غارات استهدفت المجمع الرئاسي ومحطات كهرباء عسار وحزيز ومستودع وقود، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وإصابة أكثر من 90 آخرين، وفق وزارة الصحة التابعة للحوثيين.

ومن الناحية الستراتيجية، تعتمد جماعة الحوثي على قدرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المدعومة إيرانياً، في حين ترد إسرائيل بغارات مركزة تستهدف موانئ وشبكات الطاقة ومواقع القيادة والسيطرة، بهدف إضعاف القدرة العسكرية والاقتصادية للجماعة ومنعها من تهديد أمنها القومي، ومنذ اندلاع حرب غزة، في أكتوبر 2023، أطلق الحوثيون نحو مئتي صاروخ وطائرة مسيرة على إسرائيل، ما دفع الأخيرة لرفع مستوى ردعها العسكري بشكل ملحوظ، تشير تقديرات رسمية إسرائيلية إلى أن الهجمات الحوثية أدت إلى إغلاق ميناء إيلات بنسبة 85 في المئة قبل إعلان إفلاسه في يوليو 2025، كما أثرت على حركة التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس التي شهدت انخفاض مرور السفن من نحو ألفي سفينة في نوفمبر 2023 إلى نحو تسعمئة في أكتوبر 2024.

من جانبها، نفذت إسرائيل منذ منتصف 2024، نحو 15 غارة كبرى على مواقع حوثية، من بينها استهداف ميناء الحديدة في يوليو 2024 وقصف مطار صنعاء في مايو 2025، ما أسفر عن تدمير طائرات مدنية بلغت قيمتها نحو خمسمئة مليون دولار، لكن مع هجمات أغسطس الماضي، بدا واضحاً أن إسرائيل وسعت من بنك أهدافها ليشمل عقد القيادة والسيطرة ومنشآت الطاقة، في محاولة لإرباك الحوثيين وإضعاف بنيتهم العسكرية والاقتصادية، وسبق أن أعلن وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن إسرائيل ستقطع كل يد تمتد ضدها، مؤكداً أن الغارات على صنعاء والحديدة ستتواصل إذا استمرت الهجمات الصاروخية من اليمن، مضيفاً أن الهجوم يأتي في إطار خطة شاملة لتفكيك قدرات الحوثيين، أما رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فاعتبر استهداف المراكز الحيوية للحوثيين "درساً قاسياً" للجماعة المدعومة من إيران، في رسالة واضحة مفادها أن العمليات الحالية ليست مجرّد ردود فعل مؤقتة وإنما جزء من ستراتيجية أوسع لردع الخصوم الإقليميين ومنع توسّع نفوذ الحركات المدعومة من إيران.

آخر الأخبار