وزراء الخدمات زوروا دواوين الكويت

أن يذهب المسؤول إلى الناس ويسمع منهم تلك حنكة وانفتاح على هموم وقضايا الشعب، وهي خطوة كبيرة ومقدّرة، لهذا، فإن زيارة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، دواوين الكويت مثمّنة، لأنها تكون للاطلاع على ما يدور بين الكويتيين، خصوصاً أن من صلب عمله قضايا كبرى تهم كل المواطنين، ومن حسناته الشخصية، أنه يسمع النقد قبل المديح.

اليوسف مستمعٌ جيد، ويفسح في المجال لكل رأي، أكان سلبياً أو إيجابياً، وعليه، فإن هذه السُّنة التي استنّها وزير الداخلية مهمة كثيراً لتوضيح الصورة والموقف.

من هنا يا حبذا لو أن الوزراء، وخصوصاً المعنيين بالخدمات، يفعلون ذلك، ويلتقون الناس في الدواوين، أو يفتحون مجالسهم، ولو مرة في الأسبوع، لسماع ما يقوله أهل الكويت بشأن المشاريع والخطط، التي تعتزم الدولة تنفيذها، كي لا يقع أحدهم في المحظور فيما لا ينفع الناس، أو تكون هناك ملاحظات غائبة عن بال المسؤولين في وزارته.

إذ على الوزراء أن يتذكروا توجيهات القيادة السياسية، وعلى رأسها صاحب السمو الأمير، ولي الأمر، التي تقوم على التنمية المستدامة، وإعادة الكويت إلى نهضتها التي كانت رائدة في الإقليم.

فمن البديهي ألا يمكن السير في مشروع أو خطة إذا لم تدرس جيداً، وتعالج من كل الجوانب، وتعرف النواقص قبل الفوائد، حتى لا تكون كمن يحرث في البحر، فالتخطيط الجيد أهم ركن في عملية البناء، والمهندس الجيد هو من لا يترك أي أخطاء في عمله، ولهذا قيل إن الفريق الذي يهدم ليس هو من يبني.

ما تركته العقود الأربعة الماضية من فساد أو إفساد، وتخريب ممنهج، وكذلك التدخلات في الوظائف وغيرها جعل الإدارة تترهل، أولاً، وثانياً تنحرف عن مهمتها التي وجدت من أجلها، فيما لم يكن هناك من يسمع صوت الناس.

لذا، اليوم الفرصة موجودة كي يطلع المسؤول على كل ما يدور في المجتمع، ويناقش بصدر رحب، وفي الوقت نفسه يعرف مكامن الخلل التي يشتكي منها الناس، فهناك الكثير من القرارات والمشاريع التي يعلن عنها، ولا يسوَّق لها، وعليها ملاحظات من الكويتيين.

لهذا، فإن وزراء الخدمات، بل كل أعضاء مجلس الوزراء، عليهم أن يكونوا قريبين من الناس، ففي كل مناطق الكويت هناك دواوين لها روادها من الشخصيات الفاعلة في المجتمع، وعندما يسمع المسؤول ملاحظاتهم، ويوضح وجهة نظر الحكومة، فهو يقطع نصف الطريق إلى الإنجاز.

فكما أسلفنا، إن التنمية القضية الأولى والأهم عند ولي الأمر، وهو ما يجب أن يسير عليه المسؤولون كافة في السلطة التنفيذية، التي لا منافس لها اليوم.

أحمد الجارالله