بن زايد وبن سلمان بحثا استقرار المنطقة... وأبوظبي تلوّح بالانسحاب من اتفاقيات أبراهام
الرياض، أبوظبي، عواصم - وكالات: في تزامن لافت مع تلويح إماراتي بالانسحاب من اتفاقيات أبراهام للتطبيع مع الكيان الصهيوني حال اتجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي لضم الضفة الغربية، بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد في الرياض أمس، مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار، حيث زار الشيخ محمد بن زايد السعودية وكان في مقدمة مستقبليه لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس". وتتميز العلاقات بين الإمارات والسعودية بتعاون ستراتيجي عميق، يمتد ليشمل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مدعوماً برؤى قيادية متقاربة تسعى لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، كما تشهد الشراكة بين البلدين تنسيقاً متواصلاً في ملفات إقليمية ودولية، ويتبادل الجانبان الزيارات الرفيعة من وقت إلى آخر، لبحث القضايا المشتركة والإقليمية والتحديات الراهنة التي تواجه المنطقة.
في غضون ذلك، وفيما اعتبره مراقبون تلويح ضمني بالانسحاب من اتفاقيات إبراهيم للتطبيع مع الكيان الصهيوني، حذرت مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية مبعوثة الإمارات الخاصة لانا نسيبة، دولة الاحتلال الإسرائيلي، من أن ضم الضفة الغربية سيكون بمثابة خط أحمر من شأنه إنهاء رؤية الاندماج الإقليمي وتقويض أي فرصة لسلام دائم، قائلة في مقابلة مع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية قبل نحو يومين من استعداد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعقد مشاورات وزارية بشأن المضي قدما في الخطوة المثيرة للجدل، إن "الضم سيكون خطا أحمر بالنسبة لحكومتي، وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم. إنه سيغلق فكرة الاندماج الإقليمي وسيشكل نهاية لحل الدولتين".
ووجهت نسيبة رسالة غير مباشرة إلى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤكدة ثقة الإمارات بأن الرئيس ترامب لن يسمح بتقويض إرث اتفاقيات أبراهام، قائلة "نحن نؤمن بأن الرئيس ترامب وإدارته يمتلكان العديد من الأدوات لقيادة المبادرة نحو اندماج أوسع لإسرائيل في المنطقة"، مشددة على أن الضم سيعتبر رفضا فعليا لاتفاقيات أبراهام، مؤكدة أن هذا الخيار يجب أن يطرح أمام الشعب الإسرائيلي نفسه، وبينما أوضحت نسيبة ما قد تخسره إسرائيل إذا مضت في الضم، حرصت أيضا على الإشارة إلى ما يمكن أن تجنيه إذا تخلت عن الخطة، مؤكدة أن دولا عربية، بينها السعودية، لا تزال منفتحة على التطبيع، لكن بشرط أن تسحب إسرائيل خطط الضم وتقبل بمسار جاد ولا رجعة فيه نحو إقامة دولة فلسطينية.
وقالت إن فكرة الاندماج الإقليمي لا تزال مطروحة في العواصم العربية، لكن الضم لإرضاء العناصر المتشددة في إسرائيل سيخرج الفكرة من المعادلة، مؤكدة أن أبوظبي لم تصل إلى هذه القناعة بخفة، مضيفة "خلال العامين الماضيين، ظل موقفنا أن رؤية اتفاقيات أبراهام ما زالت صالحة، وأنه لا يمكن السماح للمتطرفين بتحديد مسار المنطقة"، لكنها حذرت من أن الخطوات الإسرائيلية المتصاعدة لترسيخ وجودها في الضفة الغربية وغزة تدفع المنطقة نحو نقطة اللاعودة، معتبرة أن مبادئ اتفاقيات أبراهام المتعلقة بالازدهار والتعايش والتسامح والاندماج والاستقرار لم تكن يوما أكثر تهديدا مما هي عليه اليوم، قائلة إن هناك يدا عربية ممدودة لإسرائيل رغم كل ما يحدث، لكنها شددت على أن الضم "سيسحب هذه اليد".
على صعيد متصل، أدان مجلس الوزراء السعودي أي إجراءات تقوض حل الدولتين في فلسطين، وجدد الدعوة إلى الوقف الفوري للحرب في غزة، مؤكدا أهمية تحقيق سلام عادل وآمن وشامل في الشرق الأوسط، وبحث جهود المملكة الحثيثة بالتواصل مع أعضاء المجتمع الدولي لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، وإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى القطاع بالتعاون الكامل مع الآليات الدولية، كما جدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تأكيد موقف السعودية الداعي لوقف فوري للحرب في غزة، وضرورة تحقيق سلام عادل وآمن وشامل في الشرق الأوسط، مشددا في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إدانة المملكة أي إجراءات تقوض حل الدولتين، فيما بحث الاتصال الجهود المبذولة لإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، واستعرض الجانبان تطورات الأحداث في المنطقة بما فيها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تأكيد مصري - بحريني على رفض التهجير وحفظ الاستقرار
القاهرة، المنامة، عواصم - وكالات: أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد أمس، الحرص على تعزيز العلاقات الثنائية الراسخة بين مصر والبحرين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ودفع تنفيذ المشروعات المشتركة بما يخدم مصالح الشعبين، وذكر المتحدث الرئاسي المصري أن الرئيس السيسي وولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد توافقا خلال لقاءهما في قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية القاهرة على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين الجانبين إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مضيفا أن الجانبين أكدا رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وضرورة البدء في إعادة إعمار القطاع وإحياء عملية السلام الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية. ونقل المتحدث عن ولي عهد البحرين إشادته بجهود مصر المبذولة لاستعادة الاستقرار في المنطقة خاصة في قطاع غزة بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، من أجل وقف إطلاق النار وتأمين الإفراج عن الرهائن والأسرى وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يشهدها القطاع، وذكر أن المحادثات تطرقت إلى الجهود الرامية للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن في عدد من دول المنطقة مع التشديد على احترام سيادتها ووحدة أراضيها.