قصص إسلامية
ما أبشع الظلم، وما أبشع الظالم.
الظالم يزين له الشيطان ظلمه ويقنعه به، فلا يبالي بتدمير الناس والأسر والمجتمعات، هو يحسب أنه يحسن صنعاً.
قال تعالى "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعا".
ينام الظالم، بينما يظل المظلوم مستيقظاً يدعو عليه، وعين الله لا تنام، فالظلم يوقع الظالم في الندم الذي سيشعر به في نهاية المطاف، ودعوة المظلوم مستجابة، لقول النبي محمد(صلى الله عليه وسلم): "اتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب". ويُنزل الله انتقامه وعقابه بالظالم في الدنيا في أشد الأوقات.
نصيحة من كل قلبي: تخلص أيها الظالم من ظلمك للناس، فإن الدنيا دوارة، وكما تدين تدان، والمظلوم سينتصر ولو بعد حين، وعبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل"، لها أثرٌ كبير فعّال في نصرة المظلوم.
في الحديث الشريف: دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويقول جلَّ في علاه:"وَعِزَّتِي وجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ"
قالت إحداهنّ:"انا بنت من عمر سبع سنين انسحبت من حضن امي لبيت ابي وزوجته، لان أبي وأمي كانا منفصلين. عشت أياماً عصيبة من المعاملة السيئة لي ولأخي الذي كان عمره خمس سنوات، وللتهرب من تلك المعاملة كنت ادرس كثيراً، ومن المتفوقات بالمدرسة، ولما صار عمري 16 سنة، وأنهيت اولى ثانوي خطبت إلى شخص اكبر مني بعشر سنوات، وزوجني ابوي من غير اخذ رأيي، لكن لم أعترض، لانني اعتبرته نجاة من البيت.
كان انساناً جيداً كما ظهر لي، لكن عيبه الوحيد رفضه اكمال دراستي، وانا وافقت، وهو يشتغل بالاعمال الحرة، أي متنقل حتى استقرينا في جدة، وانجبت منه بنتين وولدا، وتوفي ابوي، رحمة الله عليه، وورثت منه مبلغاً جيداً، فاقترحت على زوجي أن نبني لنا قصراً قريباً من البحر فقال لي: حسناً لكن ضعي كل شيء باسمي لكي ما نتعطل بالوكالات، واذا خلصنا نقلته باسمك.
وثقت به واشتريت الارض باسمه وبنينا القصر وسكنّاه، وكنت اتنقل فيه وانا اتبسم كأني اميرة، إلى ان جاء اليوم الذي صعقني فيه بدخوله مع زوجته الثانية إلى بيتي.
لقد هدم كل فرحتي، ولما عاتبته ببكاء وقهر قال: "هذا بيتي اذا مو عاجبك غادري بيتي".
انصدمت من رده، كيف بيتك وهو بيتي؟
قال:"هذا الذي عندي، وخرج وتركني".
بدأت معاناتي معه ومع زوجته، اهانات… سب، اخذت عيالي وطلعت من البيت ورجعت للرياض، دخلت على أمي بحالة نفسية، واكتئاب، ولا اكلم احدا ولا أخرج من غرفتي، وامي استاذة كبيرة، كلمت صديقتها وهي دكتوره نفسية وبدأت تزورني، وصرفت لي حبوب، والحمدلله بفضل الله طلعت من الحالة التي انا فيها، واول خطوة اقدمت عليها اني اكمل دراستي، ودخلت علمي، وتخرجت بنسبة عالية، وتفوق، وذلك من فضل ربي، وقدمت على الابتعاث لدراسة الطب في اميركا، والحمدلله تسهلت اموري، وسافرت ودرست تسع سنوات، كانت امي تأتي لزيارتي هي وعيالي في كل اجازة.بعد تسع سنوات رجعت ومعي شهادة جراحة تجميل، وتعينت في أكبر مستشفى حكومي في الرياض، وبعد دوامي فيه سنة اخذت انتداب إلى بريطانيا سنة، ثم رجعت إلى عملي، وكان لي رحلة ثانية الى بريطانيا، إلاّ أنه تم استدعائي على عجل، انا وكم دكتور لحالة حرجة لشخصين مشوهين.
دخلت غرفة العمليات وجلست فيها ثماني ساعات أخيط الاعضاء المقطعة، طلعت من العمليات سلمت الحالة لاستشاري وسافرت، ورجعت بعد اربعة اشهر، واول ما رجعت سألت عنهما وأعطوني الملفات، وهنا كانت الصدمة التي هزتني ورجعتني للماضي، المصابان هما طليقي وزوجته، دخلت عليه وسألته عن حاله؟
لم يعرفني، وعرفته بنفسي فبدأ يصيح ويقول: سامحيني…سامحيني، أنا جئت للرياض لأقهرك وآخذ عيالك بعد ما سمعت وشفت نجاحاتك، وكان كل تفكيري كيف أقهرك، الاّ أن حكمة رب العالمين ارسل لي عقابه قبل أن أصل لك، وصار الحادث، وشفت الموت لولا رحمة رب العالمين.
نظرت إلى ذلك الوجه الجميل لقد اختفت معالمه، وهو طريح الفراش كل مافيه متكسر، قلت له: لن أسامحك الا اذا أرجعت لي بيتي الذي اغتصبته مني.
وافق وأرجعه لي، ثم بعته بأضعاف قيمته التي كلّفني بها.
لقد ذهبت الضيقة التي كانت حسرة بقلبي، وطلعت للحياة وتصدقت بثلاثة ارباع المبلغ… شكراً لله رب العالمين الذي أرجع لي حقي لو بعد سنين، وربّي يمهل ولا يهمل".
انتبه لنفسك، لأن حياتك ستكون جحيماً في الدنيا والآخرة، لن تستمتع بدنياك، انتظر في كل ساعة، بل في كل دقيقة عقاب الله و"الحوبة" التي ستصيبك، ربما في صحتك، أو في بيتك، أو في أولادك، أوفي زوجتك، أوتجارتك أو عملك، ومنصبك.
نصيحة لك من كل قلبي، لأنّ وضعك الذي جلبته لنفسك سيكون صعباً، فتخلّص من ظلمك.
$ إمام وخطيب