ظهر الذكاء الاصطناعي كفكرة في خمسينيات القرن الماضي، من خلال عالم الرياضيات البريطاني آلان تورينغ عندما طرح السؤال: هل يمكن للآلة أن تكون بديلا عن الإنسان في التفكير؟ ومع التطور التدريجي لأنظمة الحاسوب، في السنوات الاخيرة، بدأت فكرة الذكاء الاصطناعي تنمو بسرعة رهيبة إلى أن ظهرت خاصية "شات جي بي تي" التي تمكن الإنسان من طرح أسئلة في مختلف الأمور، ويجيب عليها الذكاء الاصطناعي.
اعتقد البعض أن تلك الخاصية تقضي على الوحدة، والضيق والملل، ولكن ما يقلق علماء النفس أن الذكاء الاصطناعي قد يفهم الأمور على غير محملها، وبالتالي يعطي نصائح خاطئة، ونذكر هنا واقعةنشرها موقع "الجزيرة نت" عن أن رجلا من بلجيكا في مارس 2023، حينما استخدم أحد برمجيات المحادثة تلك لحل مشكلة تغيّر المناخ، فاقترح عليه الذكاء الاصطناعي بعد نقاش طويل التضحية بنفسه لأجل القضية، وهو ما فعله الرجل.
ورغم تعدد إيجابيات الذكاء الاصطناعي لاسيما للباحثين، وللكثير من القطاعات الاقتصادية التي تبحث عن الحلول السريعة لمعالجة البيانات وتخزينها فضلا عن دوره المهم في كشف بعض الاخطاء في المجال الصناعي.
وفي الوقت نفسه اتفق مع علماء النفس في مخاوفهم في فهم "شات جي بي تي" الأمور على غير محملها، وبالتالي يعطي وصفات خاطئة، وهناك فئة من المدمنين اتخذوا "شات بي جي تي" وسيلة لحل معاناتهم من الادمان، هربا من التوجه للمتخصصين أو لعدم رغبتهم في الاشتراك بمجموعات الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي المعنية بحالاتهم.
هذه الفئة لا تدرك أن نصائح ووصفات "شات جي بي تي " قد تكون وبالا عليهم، وتزيدهم عزلة عن المجتمع، لاسيما أن لكل مدمن ظروفه الخاصة في علاجه، وتعتمد على جملة أمور منها اختلاف طبيعة مرضه، والبيئة التي نشأ بها، وسلوكياته، والدوافع التي جعلته يسلك طريق الادمان، فضلا عن ظروف اخرى عديدة يصعب سردها في مقالة.
لذا أنصح بتوجه المدمن للمختص دون الانجرار لخاصية "شات جي بي تي" حتى لا يعرض نفسه للخطر.
وهناك مخاطر أخرى في حوارات "شات جي بي تي" فهي إنها تخزن كل ما يطرحه الانسان بعامة، والاشكالية تكمن في النواحي القانونية التي يمكن أن تستخدم وتقدم كأدلة ضده في ساحات المحاكم، لا سيما أن حوارات "شات جي بي تي" عرضة للاختراق، وبهذا تصبح تلك المحادثات ممسكا عليه، وقد تكون النتيجة غير مرضية تماما للإنسان.
كاتبة كويتية