يجب علينا منح فرصة للأيام لتُزيل الذكريات السلبية

كتب على الرمال: لقد صفعني أقرب صديق لي

حفر على صخرة: لقد أنقذ صديقي المقرب حياتي

زوجي استأجر أرضاً وزرعها بالدَّيْن وعسى ينهمر الخير

إن هطل المطر سيذوب الفخار ونتعرض لمصيبة

الدنيا لا تخلو من التقلبات والحمدلله على كل حال

...وهي مليئة بالاختلافات فما يسعد شخصاً يقلق آخر

صديقان يسيران في الصحراء، وفجأة نشب بينهما شجار حاد، أدى إلى صفع أحدهما الآخر، فشعر الصديق بالألم من فعلة صديقه، ولم يتفوه تجاهه بكلمة، لكن كتب على الرمال: "لقد صفعني أقرب صديق لي".

استكملا الطريق معاً حتى وصلا إلى واحة جميلة فيها بحيرة للسباحة، فسبح الاثنان، وفجأة علقت قدم الصديق الذي صفع صديقه، وكاد يغرق في رمشة عين، فأنقذه صديقه، فذهب وحفر على صخرة: "لقد أنقذ صديقي المقرب حياتي".

تعجب الصديق من أفعال صديقه، فقال له: لماذا عندما صفعتك كتبت على الرمال، وعندما أنقذتك كتبت على الصخر؟

فأجاب: يجب علينا إعطاء فرصة للأيام أن تزيل الذكريات السلبية من عقولنا، فقد كتبت الموقف المحزن على الرمال حتى يزول، وكتبت ما لا أريد أن أنساه منك على الصخرة.

***

إذا أمطرت بخير وإذا لم تمطر بخير

رجل كان له ابنتان، واحدة متزوجة من فلاح، والأخرى من صاحب مصنع فخار، فقرر زيارتهما بعد عام من زواجهما، وبدأ بابنته "زوجة الفلاح"، التي استقبلته بفرح وسرور، وعندما سألها عن أحوالها قالت: زوجي استأجر أرضاً وزرعها بالدَّين، فإن أمطرت السماء فسنكون بخير، وإن لم تمطر، سنكون في مصيبة.

حزن الأب قليلا، لكنه قرر المضي لزيارة ابنته الثانية "زوجة صانع الفخار"، التي استقبلته هي الأخرى بفرح وسرور، وعندما سألها عن حالها أجابته: زوجي اشترى ترابا بالدَّين وحوله فخار، ووضعه تحت الشمس، فإن أمطرت السماء سيذوب الفخار وسنتعرض لمصيبة.

عاد الأب إلى بيته مهموما، وعندما سألته زوجته عن حال البنتين قال: "إن أمطرت فاحمدي الله، وإن لم تمطر فاحمدي الله".

فالدنيا لا تخلو من التقلبات، والحمد لله على كل حال، الدنيا مليئة بالاختلافات فما يسعد شخصا قد يكون مصدر قلق لآخر.

نكشات

ما جمعه البعض يذهب به الطمع إلى آفاق بعيدة...يسرق ويكذب، ويدعي، لكنه في النهاية يسقط.

الواثق في نفسه هو المتواضع، والمتكبر كل من كان عالماً بنقصه، لذلك املك من الدنيا ما شئت، لكنك ستخرج منها كما جئت.

قال رجل لصاحبه وهو يتأمل في القصور: أين نحن حين قُسِّمت هذه الأموال؟ فأخذه صاحبه إلى المستشفى وقال له: وأين كنا حين قسمت هذه الأمراض؟

سيقال عنك ما ليس فيك، وسيقال لك ما لا تحب، وسيقال إنك فعلت ما لم تفعل، ولن تجد من يدفع عنك الأذى، لا تيأس، المهم اصبر فالله مع الصابرين.

دع الخلق للخالق، كلٌّ سينال حظه، إن خيراً أو شراً، لقد آمنا بالقدر خيره وشره.

أراد أن ينهي كل شيء، لكنه نسي أن هناك عيونا تراقبه ... كذب وزوّر، وتعاون مع من بيدهم النفوذ، لكن وقع في شر أعماله، فما أكره الطمع!