أحوال الشعوب... والخليج وطن لايُقدر بثمن

مختصر مفيد

تعاني شعوب العالم من أزمات ومصاعب جمة، ليتنا نقارن بلدنا الكويت، والخليج، بما يحدث في كثير من البلدان لنحمد الخالق على ما نحن به من خير ونعمة.

لنضرب أمثلة على ذلك، في بعض مناطق الصين يتسلق الأطفال جبلاً طوله كيلومتر للذهاب الى المدرسة، وفي الهند ينتحر بعض الناس عندما لا تنتج الأرض محصولاً زراعيا، وكانت الروبية الهندية مرتفعة القيمة تساوي دولاراً أميركيا قبل 70 عاماً لكنها تدهورت قيمتها 65 مرة خلال الـ 66 عاماً الماضية، ولما نشبت حرب أوكرانيا أصبح كبار السن فقراء، وفي اميركا الوسطى حدثت مجاعة في نيكاراغوا فطلبت حكومتها من الشعب أكل السحالي.

وهناك حياة بائسة في كوريا الشمالية بسبب النظام السياسي فيها، فزعيم تلك البلاد يعدم المسؤولين على أتفه الأسباب، ويوجد الفقر حتى في الدول الغنية، فمن بين الشعب الألماني البالغ تعداده 80 مليون شخص هناك 12 مليون ونصف المليون ألماني فقير، ومن بين ستة أميركيين هناك أميركي واحد فقير، وينام كثير من المشردين الإنكليز في الشوارع، واضطر كثير من الانكليز الى الهجرة والاستقرار في دبي، مثلاً، هرباً من امرين رئيسيين في بريطانيا هما: ارتفاع معدلات الجريمة والضرائب العالية.

والياباني الفقير يخفي حالته المادية أمام الآخرين لأن هذا أمر مٌعيب وفق التقاليد اليابانية فلا يذكر فقره للناس لدرجة ان الشرطة اليابانية اكتشفت موت عائلة يابانية بمنزلها لأنها لم تكن تملك ثمن التدفئة، وهناك الملايين من الروس الفقراء.

في غرب أفريقيا تدهورت أحوال البلدان، فاختار كثير من الأفارقة الهجرة شمالا، ودفع المال لجماعات التهريب لدخول بلدان اوروبا بالزوارق بطريقة غير شرعية.

وفي البحر الكاريبي اضطر الناس في جزيرة هاييتي القريبة من كوبا الى صنع أشكال من الطين مفروشة على الأرض كهيئة الكعك (الكيك) وبعد ان تجف يتناولها الفقير، لا سيما ان أكثر الناس فقراء بسبب ارتفاع سعر المواد الغذائية فقبلوا بأكل الطين لأنه يسد الجوع، وفي أميركا الوسطى نجد العنف والعصابات الإجرامية، وتشتهر كولومبيا بزراعة المخدرات مع تعرض القضاة فيها للإغتيال من قبل عصابات المخدرات، ومن المآسي الاجتماعية في أميركا اللاتينية ان العصابات الإجرامية تبتـز الآلاف من الناس فيضطر هؤلاء لدفع المال حفاظاً على أنفسهم وعائلاتهم، وحتى لا نتحامل على هذه المنطقة نقول صحيح أن معظم الناس فيها يتسمون بالطيبة والكرم، لكن المنطقة خطرة رغم جذبها السياحي.

المنطقة العربية مضطربة، وإيران أضاعت الفرص، كان بإمكانها أن تصبح دولة متقدمة، لو انها اهتمت بشؤونها الداخلية وتركت التدخل في شؤون العرب، إنها لا تملك وزير مالية محنكا ينصح قيادتها السياسية، ولدى ملفات كثيرة عن أوروبا، وأحوالها الداخلية.

وغير صحيح ان فنلندا أسعد بلد في العالم، بل الخليج، وسنذكر ذلك بالتفصيل في مقالة بشهادة مصدر أوروبي، لقد زرت هلسنكي، عاصمة فنلندا، عام 2008، وفي وسط العاصمة تشعر ان الدولة لها ارتباط بالنظام الشيوعي الروسي، وما ضايقني أنني سألت عن "سوبرماركت" فأخبروني أن أذهب للمطار، فدفعت اجرة الـ"تاكسي" ما يساوي 28 دينارا ذهابا و28 دينارا عودة،أي حتى أجد "سوبرماركت" علي ان أدفع 56 دينارا، هذا مثال، والمصدر الاوروبي ينتقد الحياة فيها، وشتان مابينها وبين دول الخليج، بل نحن أسعد حالا.

هناك الآلاف من الانكليز الذين اختاروا الهجرة والإقامة في الامارات، هربا من الضرائب والجرائم، فيما صحف أوروبا واميركا مافتئت تنتقص من أوضاع العرب، ولاتكشف الحقائق.

دمر الإنسان البيئة بكثرة المصانع والطائرات التي تنفث الغازات في الجو، ودخان محركات السيارات، فارتفعت حرارة المناخ، وذاب جزء من الجليد في القطبين فزاد منسوب البحار، وعصفت الأعاصيروالفيضانات في دول العالم، فتضررالبشر بكوارث من صنع أيديهم.