الدويش: "الخزف" لغة تعبيرية تحمل قيماً جمالية وثقافية

خلال ندوة أحياها في "الجمعية الكويتية للتراث"

ألقى الفنان والخزاف فواز الدويش في مقر الجمعية الكويتية للتراث ندوة بعنوان "رحلتي مع الخزف"، وأدارها الباحث وعضو مجلس إدارة الجمعية صالح المسباح، وسط حضور لافت من المهتمين بالفنون التراثية. واستعرض الدويش خلال الندوة محطات بارزة من رحلته ومسيرته الفنية في مجال الخزف، متحدثا عن بداياته الأولى وتجربته في اكتشاف هذا الفن العريق، ثم تطور اهتمامه به حتى أصبح أحد أبرز الممارسين له على الساحة المحلية. وأوضح الدويش أنه عمل على إبراز الخزف كفن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مقدما إياه للجمهور المحلي عبر معارض وورش عمل، وفي الوقت نفسه سعى إلى الانفتاح على الساحة الدولية من خلال مشاركاته في معارض خارجية.

وأشار الدويش إلى أن فن الخزف ليس مجرد صناعة للأواني أو القطع الفنية، بل هو لغة تعبيرية تحمل في طياتها قيماً جمالية وثقافية، وتوثّق ملامح الهوية الفنية للشعوب عبر العصور.

وحرص الدويش خلال المحاضرة على تعريف الحضور بماهية الخزف، متحدثا عن أبعاده الجمالية والتاريخية، ومكانته كأحد الفنون التي تجمع بين الحرفة اليدوية الدقيقة والإبداع الفني الراقي.

وتلقى الدويش عدوة أسئلة ومنها سؤالاً حول المواد المستخدمة في صناعة الخزف، فأوضح أن هذه المواد الفنية تعد باهظة الثمن، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأفران وما يرافقها من صعوبات، مؤكداً أن أكبر تحديات هذا الفن تكمن في توفير مستلزماته.

وأضاف أن فن الخزف، يحتاج إلى شغف وعشق حقيقي من الممارس، مشيراً إلى أنه يقضي في ورشته ما بين ست إلى سبع ساعات يومياً، يعيش خلالها في عالم مختلف تماماً من الإبداع والتأمل.

وأوضح الدويش أن والده - رحمه الله - كان الداعم الأول لمسيرته الفنية في مجال الخزف، حيث شجعه منذ بداياته على الاستمرار وتطوير موهبته، مضيفا أن زملاءه من الخزافين أسهموا بدورهم في دعمه معنوياً من خلال متابعتهم لأعماله وإبداء إعجابهم بها.

وأشار الدويش إلى أن الدعم الأساسي في حياته بعد وفاة والده جاء من أسرته، مؤكداً أن زوجته كان لها تأثير كبير في تشجيعه ومساندته، تلاها أبناؤه الذين منحوه دفعة معنوية لمواصلة العمل والإبداع في ورشته الفنية.

وعلى هامش الندوة قال الدويش "استمتعت بالمناقشات والآراء التي طرحت من الحضور، وآمل أن تكون هذه الندوة بداية لسلسلة من الفعاليات التي تسلط الضوء على فن الخزف وتمنحه ما يستحقه من اهتمام".

وعن مشاريعه المقبلة، كشف الدويش أنه يحضر حالياً لمعرضه الشخصي الثاني، إلى جانب خططته للقيام برحلة فنية إلى الصين عام 2026، إضافة إلى تقديمه لأن يكون عضوا في الأكاديمية الدولية للخزف، معبرا عن تطلعه إلى مواصلة مسيرته الفنية على المستويين المحلي والدولي.