الاثنين 15 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'أملاك الدولة'... بين فرض هيبة القانون وحُسن الإدارة
play icon
الإزالة لفرض هيبة القانون
المحلية

"أملاك الدولة"... بين فرض هيبة القانون وحُسن الإدارة

Time
السبت 06 سبتمبر 2025
إيناس عوض
أعضاء في "البلدي" شخّصوا عبر "السياسة" أسباب التعديات وسبل مواجهتها
  • وليد الدغر: ضعف الرقابة وتطور أساليب التعديات يعيقان التصدي لها
  • إسماعيل بهبهاني: إيرادات كبيرة يمكن تحصيلها من خلال عقود الإيجار
  • عبدالله العنزي: تحديات كبيرة وعوائق كثيرة أمام تنفيذ المشاريع التنموية الكبرى

إيناس عوض

تُعد أراضي أملاك الدولة من الأصول الستراتيجية المهمة التي تحتاج إلى إدارة وحماية فعالة لضمان استغلالها بما يخدم المصلحة العامة ووفق القوانين واللوائح المنظمة.

وفي مسعى من "السياسة" لتسليط الضوء على التحديات المتزايدة المتعلقة بالاستغلال غير القانوني لهذه الأراضي، التقت عددا من أعضاء المجلس البلدي الذين شددوا على ضرورة التحرك السريع لوضع حد للاستغلال غير المشروع لأراضي ومرافق الدولة.

تقصي الحقائق

من ناحيته، أشار العضو وليد الدغر إلى سؤال قدمه إلى بلدية الكويت حول استغلال أراضي أملاك الدولة لأغراض تجارية، منوها بحرص الأعضاء المنتخبين على حماية الممتلكات العامة وضمان استخدامها بالطرق القانونية.

'أملاك الدولة'... بين فرض هيبة القانون وحُسن الإدارة
play icon
وليد الدغر

وأضاف في تصريح إلى "السياسة" أن رد البلدية المعتمد من مديرها العام منال العصفور أكد أن استغلال أي مساحات من أملاك الدولة غير مسموح إلا في حالة واحدة، وهي صدور موافقة صريحة من وزارة المالية – إدارة عقود أملاك الدولة، على أن تُترجم هذه الموافقة إلى عقود إيجار رسمية تبرمها الوزارة مع الجهة المستفيدة، وفق الشروط واللوائح المنظمة.

وأوضح أنه لم يكتفِ بالإجابة، وأعاد أسئلته للحصول على مزيد من التفاصيل، لكن البلدية لم تضف جديداً، ما دفع اللجنة القانونية والمالية في اجتماعها بتاريخ 30 يوليو الماضي إلى اتخاذ قرار بتشكيل لجنة فرعية لتقصي الحقائق بشأن التعديات على أملاك الدولة واستغلالها تجارياً برئاسة الدغر، وعضوية إسماعيل بهبهاني (المقرر)، وفهد العبد الجادر (عضو).

وأكد الدغر أن هذه الخطوة تأتي حفاظاً على المال العام وتكريساً لمبدأ سيادة القانون وضماناً لحسن إدارة واستغلال أملاك الدولة. وأوضح أن آليات الرصد والمتابعة تتم عبر تفعيل الرقابة والحملات التفتيشية من خلال إدارات السلامة والتدقيق والمتابعة الهندسية والنظافة وإشغالات الطرق، وخدمات البلدية في الفروع الستة، مشيراً إلى أن صلاحيات البلدية تتراوح بين توجيه الإنذار وتحرير المخالفات وصولاً إلى الإزالة. وأشار إلى أن بعض التعديات يمكن ترخيصها مثل "التشوين الموقت"، بينما التعديات غير القابلة للترخيص تستوجب الإزالة الفورية.

ولفت إلى أن أبرز عوامل صعوبة مواجهة التعديات هو غياب الحصر الكامل لها وتنوعها وتطور أساليبها، فضلاً عن ضعف الدور الرقابي.

وأضاف أن بعض المخالفات تنطوي على تحايل، مثل استغلال رخص التشوين المؤقت لأغراض تجارية بتأجيرها للغير، أو استغلال الارتدادات المحيطة بالمجمعات التجارية والمراكز الطبية كمواقف سيارات مدفوعة، ما يسيء إلى المظهر الحضاري ويؤثر سلباً على التخطيط العمراني.

آلية دقيقة

من جانبه، شدد إسماعيل بهبهاني على ضرورة وضع آلية دقيقة لحماية أراضي الدولة من التعديات، لافتاً إلى أن هذه الممارسات تحرم الخزينة العامة من إيرادات كبيرة كان يمكن تحصيلها من خلال عقود الإيجار، كما تفرض تكاليف إضافية على الدولة لمتابعة وإزالة التعديات والتقاضي وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة.

'أملاك الدولة'... بين فرض هيبة القانون وحُسن الإدارة
play icon
إسماعيل بهبهاني

وأكد أن الاستغلال العشوائي للأراضي يعرقل تنفيذ المخططات الهيكلية ويتسبب في تدهور البنية التحتية،فضلا عن تحمل الدولة تكاليف إضافية لمتابعة التعديات وإزالتها، والتقاضي في المحاكم، وإعادة تأهيل الأراضي المتضررة، إضافة إلى التسبب باختلال المخططات الهيكلية وعرقلة تنفيذها بسبب الاستغلال العشوائي للأراضي بالتوازي مع تدهور البنية التحتية بسبب إجهاد شبكاتها في الأراضي والمرافق المستغلة بشكل غير قانوني.

هيبة القانون

بدوره، أشار عبدالله الهذال العنزي إلى أن التعديات تمثل تحدياً كبيراً وعائقاً أمام المشاريع التنموية الكبرى التي تستهدفها رؤية "كويت جديدة 2035"، مؤكداً أن استمرارها دون معالجة فعالة يضعف هيبة القانون ويعرقل تنفيذ المشاريع الحكومية، فضلاً عن استنزافها موارد الجهاز الإداري، منوها بأهمية الخطوة التي اتخذها المجلس البلدي بتشكيل لجنة فرعية لتقصي الحقائق، معرباً عن أمله بأن تسهم في وضع ستراتيجية فعالة تحد من هذه الظاهرة السلبية.

'أملاك الدولة'... بين فرض هيبة القانون وحُسن الإدارة
play icon
عبدالله العنزي

وأضاف أن ما يزيد من خطورة التعديات هو تأثيرها السلبي على التخطيط العمراني والنظام العام، فضلاً عن الخسائر المالية التي تتكبدها الدولة جراء عدم الاستفادة المثلى من هذه الأصول.

ولفت إلى أن تكرار التعديات على أملاك الدولة دون معالجة فعالة يؤثر على هيبة القانون والثقة في قدرة الدولة على حماية ممتلكاتها، مشيرا إلى أن متابعة التعديات ومعالجتها تستنزفان موارد الجهاز الإداري الحكومي وتحولان دون التركيز على أولويات أخرى.

آخر الأخبار