وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي
وزير التربية: انتهى عهد التلقين وبدأنا بخلق خريج محترف عبر مناهج متطورة
الطبطبائي: عبثٌ ساد التعليم 4 عقود مضت وأوجد مُخرجات لا تواكب سوق العمل بل تزيد البطالة
- نعكف حالياً على تشجيع المتعلمين على الدخول في المهن التي يحتاج إليها سوق العمل بالبلاد
- لدينا طاقات شابة لكنها تفتقد المنهجية الصحيحة ونعمل على خلق جيل مبدع ومحترف
- تيارات تدخلت كثيراً في العملية التربويةفغاب عن المناهج تاريخ الكويت وحكامها وأهلها
- ما مرّ على التعليم في الكويت خلال العقود الماضية أنتج مخرجات تصبح عالة على الدولة
- قريباً... مدارس "الأفق" حكومية بمناهج دولية متطورة يشرف عليها خبراء من وزارة التربية
- هناك الكثير من الغث في الكتب ولا يمكن بناء دولة عصرية من دون تعليم متميز ومنتج
- العملية التعليمية متابعة من سمو الأمير والأوامر واضحة لتحديث المناهج وفقاً لمتطلبات العصر
- أجرينا الكثير من الإصلاحات والتعديلات على التقويم المدرسي لأننا وجدنا فيها عبثاً
كتب - أحمد الجارالله:
ينطلق العام الدراسي اليوم بحلة جديدة، عن سابقيه، لما طرأ على التعليم خلال الفترة القليلة الماضية من تغيرات جوهرية؛ قادها وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي، وبتوجيهات من القيادة السياسية العليا، على طريق الإصلاح الشامل، استهدف المناهج الدراسية وتطوير المحتوى، وجودة المخرجات، والتركيز على المتعلم المنتج، وصولاً إلى تعليم عصري، يواكب متطلبات الحداثة ويخدم المستقبل.
التعليم الذي ران عليه الكثير من التراكمات، وتراءت خلال أزمنة طويلة شعارات الإصلاح مجرد حبر على ورق، ودغدغات انتخابية لأرباب المصالح على حساب الوطن، جاء الوزير الطبطبائي ليحرك مياهه الراكدة وينتقل به من عهود التلقين الى عصر الابتكار والإبداع واستثمار المواهب الشابة لخدمة الوطن، وتوفير احتياجات سوق العمل المدربة الماهرة.
النفضة الشاملة التي طالت المناهج، لا سيما في مرحلتي الابتدائي والمتوسط، بدا معها الوزير مرتاحا لبدء عام دراسي جديد وفق خطة مدروسة وفرت الكثير على المال العام، ووضعت الأمور في نصابها الصحيح، مؤكدا أن "التعليم هو الركن الأساسي في التنمية، إذ لا يمكن بناء دولة عصرية من دون تعليم متميز ومنتج.
وأضاف الطبطبائي: "إن العبث الذي ساد طوال العقود الأربعة الماضية في العملية التعليمية، أوجد مخرجات لا تواكب سوق العمل، بل تزيد من البطالة المقنعة"، مشخصا بعين الخبرة سلبيات العهود السابقة التي من أبرزها أن "المناهج كانت مبنية على التلقين والحفظ"، ما جعل الطلبة يعتمدون على الذاكرة، ولا يُعملون عقولهم لجهة الابتكار والتفكير والمعرفة وتنمية الموهبة، لذا كانت وجهتنا الأولى إجراء نفضة للمناهج".
وتابع: "إن هناك الكثير من الغث في الكتب، بينما يغيب عنها تاريخ الكويت، وحكامها، وأهلها، والصفحات المشرقة في تاريخها"، وذلك كله كان نتاج أفكار تضخها تيارات معروفة، ولها باع طويل في التدخل بالعملية التربوية، لذا كانت الأوامر واضحة من صاحب السمو الأمير حيال تحديث المناهج لتواكب متطلبات العصر وجودة المخرجات.
وقال الطبطبائي: "رغم الفترة القصيرة لوجودنا في الوزارة، إلا أننا استطعنا إصلاح الكثير في هذا القطاع المهم"، مضيفا: "إن النفضة التي عملنا عليها كانت ضرورية لتصحيح المسار، فيما نعكف حاليا على تشجيع المتعلمين على الدخول في المهن التي يحتاج إليها سوق العمل في البلاد، كاشفا عن أنه خلال المرحلة المقبلة سيتم التعاون مع معاهد تدريب في مصر متخصصة في هذا الشأن، كي لا يكون هناك خريجون لا يعرفون غير الأعمال المكتبية فقط، كما كان يحصل سابقا، بل يكون الخريج منتجا في شتى المجالات".
وفيما أكد أن "الكويت لديها طاقات شابة، لكنها كانت تفتقد المنهجية الصحيحة، كما هي الحال في الدول المتقدمة، شدد الطبطبائي على أن "الوصول الى الأهداف المنشودة يتطلب العمل من خارج الصندوق، ولهذا نفكر حاليا في أن يكون بكل محافظة ما يسمى "مدارس الأفق" وهو مشروع سيقام في مدارس حكومية تدار بخبرات تعليمية محلية أو عالمية، وتعتمد مناهج دولية متطورة تركز على العلوم والتكنولوجيا والرياضيات، للعناية باستقبال التلاميذ والطلبة، على ألا تكلف الكثير من المال العام، ويشرف عليها خبراء من وزارة التربية، وهي تعمل كذلك على تخريج طلبة منتجين، لا سيما أن هناك الكثير من الشكاوى عن وضع بعض المدارس لأن العناية بها ليست كما يجب، خصوصا العناية الصحيحة".
وأشار الى أن العملية التعليمية متابعة من سمو أمير البلاد وسمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء، سعيا الى خلق جيل جديد محترف، عبر مناهج جديدة ومتطورة، تم إعدادها بعناية فائقة لتحقيق هذه الأهداف.
وأوضح أن "ما مر على التعليم في الكويت في العقود الماضية أنتج مخرجات تصبح سريعا عالة على الدولة، مؤكدا أن هذا العهد انتهى تماما، وسندخل العام الدراسي الجديد بكثير من التغيير، لا سيما أن الطلبة هم أساس التنمية المستدامة إذا صقلت مواهبهم، وهذه مهمة كبيرة نضعها في الاعتبار، لأننا نؤمن أن الأساس ليس التعليم فقط، إنما التربية الوطنية القائمة على المواطن المنتج".
وأكد الوزير الطبطبائي أن "لدى الدولة الكثير من الأفكار وهي كلها للأفضل، لافتا الى أن الوزارة أجرت تعديلات على التقويم المدرسي "الروزنامة المدرسية"، والإجازات، لأننا وجدنا فيها الكثير من العبث".
الأشهر السبعة التي قضاها الوزير في منصبه كانت بمثابة تحد له في العمل والانجاز والتغيير والتطوير في كل ما يهم الميدان التربوي، لا سيما التعليم والمخرجات، لكنها ممتعة بالنسبة اليه، ومساره الوزاري الأهم بنظر القيادة السياسية التي تتابع وتسمع، وتنصح، وهذا يدفعنا الى القول إن استقرار المنصب الوزاري فيه الكثير من الفوائد، فقد شهدنا خلال الاربعين سنة الماضية، أن هذا الموقع التنفيذي التربوي الأهم لم يكن مستقراً، وكانت هناك تدخلات كثيرة، من نواب ومتنفذين او من تيارات عابثة، ما ساهم في إفشال ركن أساسي في الدولة، وهو بناء الأجيال الصاعدة، لكن حين تضع الرجل المناسب في المكان الصحيح، وتمنحه الاستقرار في عمله، فذلك يؤدي إلى المزيد من التقدم في المجالات كافة.
طبيعي أن الحديث يطول عن التعليم، خاصة أنك مع وزير متخصص، ذي حصافة في الرد وسداد في الرأي يضع الأمور في نصابها الصحيح بما يتعلق بالمهمة الموكلة اليه.
هذا الإنجاز والنهضة التعليمية الكبيرة، ما كانا ليتحققا لولا أن الأمور تديرها القيادة المدركة أن الكويت تستحق الأفضل، ولديها القدرة والإمكانات والإرادة، ولكن يبقى العمل والإنجاز هما ركيزتا تحقيق رغبات المواطنين ما دامت هناك قيادات فاعلة ومجتهدة كما هي حال وزير التربية م.سيد جلال الطبطبائي.