الخميس 11 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الذكاء العاطفي...سرّ التفوق في التجارة الكويتية
play icon
كل الآراء

الذكاء العاطفي...سرّ التفوق في التجارة الكويتية

Time
الأحد 07 سبتمبر 2025
م.طلال العبيد

في الاقتصاد الكويتي المتسارع، حيث تتنامى المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتتنافس العلامات التجارية على حصة السوق، أصبح النجاح التجاري لا يعتمد فقط على جودة المنتج أو الخدمة، بل على قدرة رائد الأعمال على بناء علاقة عاطفية حقيقية مع عملائه.

تشير الدراسات الحديثة إلى أن نجاح أي مشروع تجاري يرتكز على الذكاء الاجتماعي والعاطفي، بينما يقتصر دور الجانب الفني أو التشغيلي فقط.

هذه المعادلة قد تبدو صادمة للبعض، لكنها تعكس حقيقة ميدان الأعمال: العميل لا يشتري المنتج فقط، بل يشتري التجربة والشعور الذي يمنحه إياه التاجر.

العلاقة مع العميل، استثمار لا ينضب في السوق الكويتي، الذي يشهد حراكاً اقتصادياً ملحوظاً ونمواً في مشاريع الشباب، تبرز أهمية التواصل الإنساني كعنصر حاسم في التفوق على المنافسين. فالتاجر الذي ينجح في تحويل العميل من مجرد مشترٍ إلى صديق للعلامة التجارية، يكسب ليس فقط عملية بيع واحدة، بل مسوقاً مجانياً ينقل تجربته الإيجابية إلى محيطه الاجتماعي.

هذه "العلاقة العاطفية" هي ما يحوّل العميل إلى شريك حقيقي في نمو المشروع، فتراه يوصي الآخرين بالتجربة، يدافع عن العلامة عند النقد، بل ويشعر بالانتماء وكأنه جزء من قصة نجاحها.

إدارة الأعمال اليوم لم تعد مجرد أرقام وجداول مالية، بل فنّ قراءة مشاعر العملاء والتعامل معها، فالقائد الناجح هو من يملك مهارات الإنصات، التعاطف، وفهم احتياجات العملاء غير المعلنة، فكلما كان التاجر ذكياً عاطفياً في تعامله، ازدادت نسبة رضا العملاء، وبالتالي ارتفعت المبيعات بشكل تلقائي.

الكويت، بما تمتلكه من بيئة داعمة للمشاريع الناشئة، وبحضور جيل شاب طموح، تقف أمام فرصة لتصدير نماذج نجاح عالمية قائمة على الجمع بين قوة الفكرة وجودة المنتج، والذكاء العاطفي في الإدارة.

هذه المعادلة هي التي تجعل من المشاريع المحلية قصص نجاح قابلة للتكرار والانتشار، وتعزز من مكانة الكويت كبيئة جاذبة لريادة الأعمال والاستثمار البشري.

الخلاصة: إذا كان رأس المال هو وقود المشروع، فإن العلاقة العاطفية مع العملاء هي الأوكسجين الذي يُبقيه حياً وينمّيه. فكل رائد أعمال كويتي يسعى إلى التميز يحتاج إلى الاستثمار في بناء تجربة عاطفية صادقة مع عملائه، ليحوّلهم من مستهلكين إلى سفراء للعلامة التجارية، ومن مشترين إلى داعمين لرحلة النجاح.

كاتب كويتي

آخر الأخبار