الخميس 11 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
'الحالة' السورية
play icon
كل الآراء

"الحالة" السورية

Time
الأحد 07 سبتمبر 2025
خالد أحمد الطراح

في تصريحات الرئيس السوري الموقت أحمد الشرع الأخيرة، تكرر قول "الحالة السورية" في تحليل، وتناول الأوضاع السياسية، والاقتصادية في بلاده، ومناقشة المحيط الجغرافي لسورية، وتطوراته، وتحدياته.

يبدو أن الرئيس الموقت أحمد الشرع اختار تصدير تعبير جديد، أو كلام إعلامي جاذب عبر تكرير القول عن "الحالة السورية"، في مناسبات، ولقاءات إعلامية، وسياسية، إذ اخذ الحديث منحى فلسفيا، وواقعيا، وبراغماتيا، على خلاف تاريخ العمل المسلح، والمتهور سياسياً.

الحديث العقلاني، بالتأكيد، له تأثيره الجماهيري، وله جاذبيته، وأبعاده الإيجابية، لكن المتمعن في تاريخ الرئيس الشرع، وتحديداً حين كان معروفاً بـ"الجولاني"، خلال سنوات النضال المسلح، والعمل تحت رايات جبهات قتالية، وتنظيمات دينية سياسية، يكتشف أن الماضي لم يكن عقلانياً.

هذه التصريحات توضح رؤية قيادية جديدة تكمن في "الحالة السورية"، وهي رؤية قائمة على عقلانية التحليل، والخطاب السياسي، والواقعية في تناول التحديات داخل سورية وخارجها، ومحيطها الإقليمي، وعلاقاتها الخارجية.

تبرأ رئيس الإدارة الانتقالية السورية أحمد الشرع ورفاقه، من علاقتهم، مع جماعة "الإخوان المسلمين"، والتنظيمات الإرهابية، الذي عمل سابقاً تحت مظلتها في محيط سورية، والعراق أيضاً، وربما الهدف في إعادة بناء صورة ذهنية جديدة للشرع، وأعضاء إدارته.

الاستفهام الواجب الطرح؛ هل السيد أحمد الشرع الشخص نفسه الذي التحق في تنظيمات إرهابية، ومارس القتل، ونفذ عمليات انتقامية؟ الجواب: نعم هو الشخص ذاته.

لذلك، يبدو أن مهمة الشرع الجديدة اللجوء إلى العقلانية في الحديث، وتماسك الأفكار السلمية لإعادة سورية إلى حظيرة المجتمع الدولي، والعربي، وبناء جسور من علاقات واعدة، لأن تحديات ومتطلبات العمل تقتضي تقديم خطاب سياسي، وإعلامي جديد، وإزالة رواسب الماضي الجهادي.

بلا شك، أن الرئيس الموقت الشرع بحاجة إلى تقديم صورة مختلفة عن الارتباط الباطني لتاريخه، ونهجه، ودعم تدفق الحوارات الهادئة، وغير الحماسية، والمتشنجة، لأن العالم ينظر بدقة شديدة إلى سورية الشرع بعد انهيار نظام بشار الأسد.

من الصعب فصل النواة الصلبة للماضي عن الحاضر، والمستقبل، بسبب الارتباط الجماهيري الذهني، مع الصورة التي رسمها "الجولاني" في الماضي، تعبيراً عن الأهداف الجهادية، والأفكار الدينية المسيسّة، والمتطرفة.

والاستفهام الملح؛ هل يمكن للسيد الشرع أن يتمتع في خصال عقلانية، وبرغماتية سياسية بهذه المرحلة، وهو الفرد نفسه الذي حمل السلاح الانتقامي في السابق؟ الجواب: لكل مرحلة خطاب، وظروف، وتحديات.

ومن الصعب الإجابة نيابة عن الرئيس الموقت أحمد الشرع، بشأن فصل تاريخ العمليات القتالية الماضية، التي ارتبطت بالشخص ذاته على حين اختلف، اليوم، أسلوب الحديث، وتغيرت الأهداف عن الماضي الجهادي.

صلابة العقلانية في التفكير، والتخطيط، والعمل، والتنفيذ، تحتم المراجعة الدقيقة، والتحليل السلوكي، للسيد أحمد الشرع، وتقييم أسباب، وأهداف تصدير مقولة "الحالة السورية"، وهل هذه الحالة سيناريو موقت أم سيناريو يلد آخر؟

مهما ازدانت المرحلة الحالية بالشعارات العقلانية، والأقوال الموضوعية، والبرغماتية، إلا أن الطريق سيظل وعراً أمام أي مسرحيات هزل سياسي، أو مناوشات، ومساومات، موقتة.

إن "الحالة السورية" تحتم توافر واقع ميداني قائم على مبادئ دستورية حديثة، وعدم التأخير، ولا التأجيل في التطبيق تحت أي حجة كانت، لصياغة عاجلة لدستور مدني، لا يتأثر في ماضي الرئيس الموقت الشرع، ورفاق النضال، ولا في أقنعة بلاغية.

آخر الأخبار