رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي تضع إكليلا من الزهور على نصب رمزي لشهداء المقاومة الإيرانية في ساحة الأتوميم في بروكسل (مجاهدي خلق)
طهران: الحوار مع أميركا و"الطاقة الذرية" على أسس مختلفة... وعراقجي: مستعدون لرقابة على التخصيب
طهران، بروكسل، عواصم - وكالات: أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إنهاء سوء التفاهم بين إيران وقطر، مؤكداً أنه تمت تسويته بالكامل عقب زيارته الأخيرة للدوحة، ووصف عراقجي في حوار مع صحيفة "الشرق" القطرية، المحادثات مع المسؤولين القطريين بأنها كانت مثمرة وجادة وبناءة، قائلا "ليس هناك أي خلاف بين البلدين، وأن سوء الفهم الذي حدث بيننا تم حله بالكامل بعد هذه الزيارة"، مشيدا بلقائه مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، مؤكداً أن نتائج المحادثات كانت إيجابية وتطرقت إلى العلاقات الثنائية وسوء التفاهم الناجم عن رد إيران على الضربة الأميركية ضد منشآت بلاده النووية، الذي شمل قصف قاعدة العديد في قطر.
ولفت عراقجي إلى أن محادثاته مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن كانت مثمرة وذات فائدة كبيرة، مشيرا إلى أنه بحث خلال اللقاءات الاستقرار الإقليمي وأهمية تجديد الحوار بين الدول المجاورة، والجهود المشتركة للتصدي لطموحات النظام الإسرائيلي التوسعية وعدوانه، منوها إلى أنه بحث أيضاً في الدوحة البرنامج النووي الإيراني، حيث تم بحثه بشكل معمّق خلال الاجتماعات، لافتاً إلى أن قطر حافظت باستمرار على موقف بنّاء حيال هذا الملف، فيما شهدت زيارة عراقجي للدوحة أيضا عقد لقاءات مع وفد حركة "حماس" ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.
على صعيد آخر، أكد عراقجي أن طهران مستعدة لصفقة واقعية تتضمن رقابة وقيوداً على تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات، وقال لصحيفة "الغارديان" البريطانية أن طهران منفتحة على الديبلوماسية بصفقة واقعية ودائمة، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة للحوار، مضيفا بالقول "مستعدون لصياغة اتفاق واقعي ودائم يتضمن رقابة صارمة وقيوداً على التخصيب مقابل رفع العقوبات"، محذرا من أن فشل اغتنام هذه الفرصة السانحة قد تكون له عواقب مدمرة للمنطقة وما بعدها على مستوى جديد كلياً، متابعا أنه إذا كانت أوروبا تريد حقاً حلاً ديبلوماسياً، وإذا أراد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يركز على قضايا حقيقية، فعليهما منح الديبلوماسية الوقت والمساحة التي تحتاجها للنجاح، مشيرا إلى أن البديل للديبلوماسية ليس جيداً.
وقال إن بلاده ستبدأ الحوار مع الولايات المتحدة عند استعدادها لمفاوضات عادلة، مع استمرار التواصل عبر الوسطاء، كاشفا أن طهران وواشنطن تواصلان تبادل الرسائل عبر وسطاء، مشيرا إلى خطأ الترويكا الأوروبية بتفعيل آلية الزناد وتعقيد الأمور، مؤكدا أن طهران لن تعود إلى طاولة المفاوضات في ظل الشروط السابقة؛ بل سيكون من الضروري الاتفاق على إطار عمل جديد في ظل الوضع الراهن، كما أكد أن المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الحرب ستختلف عن السابق، لافتا إلى قرب التوصل لاتفاق شامل يشمل رفع العقوبات وإضافة عناصر جديدة.
من جانبه، كشف عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني علي رضا سليمي عن احتمالية مناقشة البرلمان الإيراني "بشكل عاجل" انسحاب طهران من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلى بحث إجراءات إيران مقابل آلية الزناد، مؤكداً متابعة البرلمان الإيراني وسائر المؤسسات المعنية بحزم الخطوات المقبلة لمواجهة الضغوط الغربية.
بدوره، شدد القائد العام للجيش الإيراني أمير حاتمي على ضرورة الاستعداد الدائم للقتال، مؤكدا أن إيران اليوم تفهم الحرب ونوايا العدو الشرير بشكل أدق وأعمق من أي وقت مضى، وخلال جولة تفقدية شملت وحدات الجيش في أصفهان وتبريز وهمدان، حيث أجرى استعراضا لجاهزية القوات المسلحة برفقة عدد من القادة والضباط والمقاتلين والطيارين، قال حاتمي "في الحرب المفروضة الأخيرة التي استمرت 12 يوما ضد الكيان الصهيوني، كانت كل مكونات الدولة من الجيش والحرس الثوري إلى قوات التعبئة وعامة الشعب في قلب المعركة، وقد أظهروا صمودا أسطوريا ليرسخوا مكانة إيران الإسلامية في التاريخ".
واعتبر أن الحرب الأخيرة كشفت عن نوايا العدو الحقيقية، قائلا "القضية النووية كانت مجرد ذريعة، أما الهدف الحقيقي فكان تدمير القدرات الستراتيجية لإيران وفي مقدمتها البرنامج النووي والتكنولوجيا الصاروخية".
تظاهرة حاشدة في بروكسل تطالب بالحرية لإيران وإسقاط نظام الملالي
بروكسل، عواصم - وكالات: اهتزت ساحة الأتوميم في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل بأصوات عشرات الآلاف من المتظاهرين، بما في ذلك عشرات الآلاف من الإيرانيين القادمين من مختلف أنحاء أوروبا، الذين تجمعوا لدعم مطالب الشعب الإيراني بالحرية والديمقراطية، ورفضاً لسياسات النظام الإيراني، وشهدت التظاهرة التي دُشنت تحت شعار "إيران الحرة"، مشاركة واسعة من الجاليات الإيرانية والأوروبية، إلى جانب شخصيات دولية بارزة، لتؤكد رسالة موحدة تطالب بإسقاط نظام الملالي ودعم المقاومة الإيرانية.
وفيما تحولت ساحة الأتوميم إلى منبر عالمي للتعبير عن تضامن المجتمع الدولي مع الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية، أكدت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي أن نظام الملالي يواجه أزمة البقاء، حيث يتزايد غضب الشعب الإيراني وتصميمه على إسقاطه، معتبرة أن التظاهرة في قلب أوروبا تعكس إرادة الشعب لتحقيق الحرية والعدالة، وأن وحدات المقاومة داخل إيران هي طليعة النضال، تقود الشعب نحو ثورة ديمقراطية وتحمل شعلة الأمل في مواجهة القمع والاستبداد. وبينما نوهت رجوي إلى خطة النقاط العشر لإيران المستقبل التي تقوم على إقامة جمهورية ديمقراطية علمانية تحترم المساواة وتلغي عقوبة الإعدام وتضمن حرية التعبير وسيادة الشعب، داعية العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني وإنهاء سياسة المماطلة مع النظام ودعم حق الإيرانيين في تقرير المصير، أكد نائب الرئيس الأميركي الأسبق مايك بنس التزامه بدعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران، بينما وجه رئيس وزراء بلجيكا الأسبق غاي فيرهوفستادت رسالة قوية مفادها أن إرادة الشعوب لا يمكن إسكاتها، ودعا رئيس مجلس العموم البريطاني الأسبق جون بركو أوروبا إلى تبني موقف داعم لحق الشعب الإيراني في تقرير مصيره، وطالب عضو الكونغرس الأميركي السابق باتريك كينيدي بتصنيف "الحرس الثوري" الإيراني كمنظمة إرهابية، كما دعا نائب البرلمان الأوروبي السابق أليخو فيدال-كوادراس إلى موقف دولي موحد ضد سياسات النظام الإيراني.
وألقى ممثلو الجاليات الإيرانية في أوروبا كلمات عبرت عن إرادة الشعب الإيراني في مواجهة الظلم والقمع، مما أضفى بعدًا شعبيًا قويًا على الحدث، وطالب المتظاهرون بدعم خطة النقاط العشر التي طرحتها مريم رجوي لتحقيق إيران ديمقراطية، ورفض سياسات الحرب والمجاملة الدولية مع النظام الإيراني، وتبني الخيار الثالث القائم على دعم الشعب والمقاومة، كما طالبوا بوقف الإعدامات في إيران وإلزام المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، والاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي.