الخميس 18 سبتمبر 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
طرقنا لا تستوعب سياراتنا... ابنوا جسوراً
play icon
الافتتاحية

طرقنا لا تستوعب سياراتنا... ابنوا جسوراً

Time
الاثنين 08 سبتمبر 2025
أحمد الجارالله

مع بداية كل عام دراسي، يبدأ التذمر من ازدحام السير، وترتفع الأصوات تنادي بحل لهذه الأزمة المستمرة، بينما في المقابل تفيد التقارير بأن الطرق في البلاد تستوعب نحو 800 ألف سيارة، فيما تسير عليها أكثر من ثلاثة ملايين مركبة.

في هذا الشأن، المعروف عالمياً أن التخطيط المدني يكون لثلاثين أو خمسين عاماً، ويؤخذ بعين الاعتبار الزيادة السكانية، وكذلك المناطق المستجدة خلال تلك العقود، وبالتالي تجري عملية تخطيط الطرق وفق هذا المنظور.

في الكويت، منذ عقود شبكة الطرق والمواصلات، لا تزال على "طمام المرحوم"، رغم بعض عمليات التجميل في بناء جسور وغيرها، لكن لم يجر البحث بتحسين الشوارع في المناطق والعاصمة والمدن، فيما هي تعاني من الازدحام طوال الوقت، لذا تحتاج إلى رؤية حديثة.

في المقابل، المعلوم أن مشاريع رصف الطرق وتعبيدها تجري ليلاً، ولا تقفل نهاراً، وهذا موجود في كل الدول، لا سيما ذات الطقس الحار، سواء أكان العمل صيفا أو شتاء، وبالتالي لا تكون هناك أزمة، كالتي تحصل لدينا.

أيضاً هناك ثقافة استخدام المواصلات العامة، التي توفر الجهد والوقت والمال، وهذه غير موجودة لدينا، لهذا ترى أمام المدارس، كل صباح، عشرات المركبات التي تقفل الشوارع، وتعرقل حركة التنقلات، وفي كل سيارة تجد تلميذاً فقط، بينما قديماً، وقبل هذه الطفرة في السلوك الاستهلاكي، كان الطلبة والتلاميذ يذهبون عبر باصات المدارس، ولم تكن هناك أي أزمة.

اليوم الهدر بات هو الأساس في كل شيء، لذا نرى تسويفاً للوقت، والتأخر عن الدوامات، وكل هذا يكلف الدولة والشعب الكثير.

كل دول المنطقة وجدت الحلول لهذه الأزمة، ففي دبي، مثلاً، جرى إنشاء شبكة مواصلات حديثة، أهمها المترو، التي حلت الكثير من المشكلات، وخففت الازدحام، ووفرت الوقت على الجميع، بينما في الكويت لا يزال مشروع القطار شعاراً.

صحيح في الماضي كانت التدخلات بالمناقصات تعرقل المشاريع، فيما اليوم هناك إمكانية لحل جذري يقوم على توسيع دائرة العمل على تحسين شبكة الطرق والشوارع والمواصلات، لكن بحلول غير ارتجالية، ولا تقوم على رؤية ناقصة، أو تعرقل أعمال الناس.

صحيح أن وزيرة الأشغال العامة تؤدي دورها في هذا المجال، وهي مشكورة، لكن ذلك لا يعني البقاء من دون تخطيط جيد يراعي المستقبل، وفي الوقت نفسه لا بد من مراعاة أوقات الناس، دوامات المدارس والعمل، وهذا يعني أن يكون كل ذلك مأخوذاً في الاعتبار، حتى لا يكون الجهد المبذول كأنه حراثة في بحر.

لذا، من المفيد البدء بالتوعية وتشجيع الناس، كل الناس، على استخدام المواصلات العامة، وإطلاق مشروع المترو، الذي يمكن أن ينشئه القطاع الخاص المحلي أو الخارجي، طالما الطرق لا تستوعب الكم الكبير من المركبات، لأن ما يجري اليوم هدر مضاعف، للوقت والمال والجهد.

في هذا الشأن، علينا الإشارة إلى رجال شرطة أمن الطرق الخارجية الذين يقع العبء الكبير عليهم، فهم يعملون في ظروف قاسية لتنظيم السير، وفق إمكانات محدودة للبنية التحتية، وهؤلاء يجب شكرهم والاعتراف بجهودهم.

لهذا، نتوجه إلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، الشيخ فهد اليوسف، كي ينظر إليهم بعين الاهتمام، وتشجيعهم على ما يفعلونه يومياً، من تنظيمهم السير حتى في أكثر المناطق ازدحاماً.

الصين، رغم الكثافة السكانية حلت مشكلة ازدحام الطرق ببناء جسور كبيرة، ومترو وباصات نقل منظمة وجديرة بأن تكون مثالاً.

  • أحمد الجارالله

آخر الأخبار