الجمعة 12 سبتمبر 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
إلى السيدة الفاضلة وزيرة الشؤون الاجتماعية
play icon
كل الآراء

إلى السيدة الفاضلة وزيرة الشؤون الاجتماعية

Time
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
حسن علي كرم

كُنتُ قبل سنوات أتعامل مع بعض الجمعيات التعاونية، إذ كنت أزودها ببعض المواد الغذائية التي أجلبها من الخارج، إلا أنني انقطعت عن العمل التجاري المتعب، وحمدت الله أني خرجت من حفرة التجارة بدشداشتي سالماً، لا دائن و لا مديون، لذلك تعلمت دهاليز وسكيك وملاعب الجمعيات التعاونية، من القمة الى عمال الرفوف، الذين لا بد أن تدس في جيبه كم دينار كي يبرز بضاعتك على سلع أخرى مشابهة أو مختلفة.

الجمعيات التعاونية كانت ولا تزال "مغارة علي بابا"، وهذا يكفي كي نتصور، ولو من قبيل المتابعة، أن الجمعيات التعاونية، وإلى هذه الساعة لا تزال "مغارة علي بابا" رغم الضوابط إلى حد ما التي نجحت وزارة الشؤون الاجتماعية بفرضها على إدارات الجمعيات والمتابعة اللصيقة لأنشطتها وضبط وربط العمل.

أقول الجمعيات التعاونية لن تكون كما تريدها السيدة الوزير ة والحكومة المبجلة، لأن بصراحة المسألة فوق قدرات أي مسوول إداري كويتي أو وافد.

تعيين مديرين عامين برواتب توازي راتب وزير في حكومة دولة الكويت، ونواب عامين برواتب وكيل وزارة، هذا يعني مداخيل الجمعية وأرباحها ستصرف على موظفيها، ولن يستفيد المساهم بفلس أحمر، هذا اذا عرفنا أن ادارة الجمعية لا يقتصر نشاطها على المدير ونائبه، فهناك مجلس إدارة وموظفون ومدققون ومحاسبون وعمال ومسؤولو رفوف، وامناء مخزن وضباط أمن، هذا الى اخر المنظومة التعاونية، اذن أنتم بقرارات التكويت جعلتم الجمعيات التعاونية بيت زكاة او شركة مغلقة ومصلحة حصرية على موظفي وعمالة الجمعية.

لهذا السؤال: ما هو الحل أو البديل؟

بتسليم الجمعيات إلى القطاع الخاص أقدر، وأجدر على ادارة الجمعيات بأقل مصروفات وأرباح أعلى (وهذا مجرد مثل)، وانا يدخل في حسابي أرباح المشتريات السنوية مبلغ، رغم ضآلته، لكنه يطمئنني على ان الجمعية تربح، وأن ادارتها عينها على حركة البيع.

الخلاصة خصصة الجمعيات التعاونية في تقديري يبقى الحل الامثل والاقل صداعاً للشؤون والحكومة، وهناك تجربة خصصة ناجحة طبقت على احدى الجمعيات التعاونية العريقة، وكانت ناجحة، وعلى الوزارة ان تتابع تجربة تلك الجمعية لعلهاتكون ناجحة.

تعيين مديرين ونواب مديرين وبقية التوليفة الادارية، هذا يعني انك خلقت امبراطورية عظمى بلا مبرر.

أعيدوا للجمعيات التعاونية سيرتها السابقة، حين كانت الجمعيات بضائعها محدودة بالضروريات للأسرة، فيما حاليا أضحت مدنا تجارية مخيفة، ومطاعم خمس نجوم، محال ذهب وبيع احذية وملابس نسائية ورجالية، ومقاهي وكراجات تصليح سيارات، فماذا بقي وماذا تركتم لأهل السوق؟

صحافي كويتي

[email protected]

آخر الأخبار