الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
خانت حيلي قطر
play icon
كل الآراء

خانت حيلي قطر

Time
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
م. عادل الجارالله الخرافي

لنتعامل مع الاعتداء الاسرائيلي المجرم على دولة قطر الشقيقة بعقل بارد، رغم أن الهدوء لا يكفي في مثل هذه الحالات، لكن لا بد من التعاطي مع المسألة بكل هدوء، كي تكون الأمور واضحة أمام الجميع.

أولا، إن الدوحة هي المكان الذي تجري فيه المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأميركيين، وقطر دولة مستضيفة، وليست طرفا، بالتالي فإن أي حركة سلبية تحسب على الراعي الأميركي لإسرائيل، الذي هو في الوقت نفسه حليف لدول الخليج العربية، وله قاعدة عسكرية كبيرة في قطر، واتصالات وطيدة مع الأطراف كافة.

ثانيا، إن العدوان السافر دليل على عدم قناعة تل ابيب بأي مفاوضات، وهي تنفذ خططها بعيدا عن التزامها بالقانون الدولي، بل تؤكد مرة اخرى انها بعيدة كل البعد عن هذا القانون، وهي بشكل او اخر "الورع المدلل" الذي لا يرفض له والده (واشنطن) اي مطلب، وكلما ارتكب جريمة عند والده المبرر، الذي يحاول فرضه على الاخرين.

ثالثا، لم تكتف اسرائيل بالاعتداء، بل اعلنت تبنيه، وهذا يعني مخالفة صريحة للاتفاقات الدولية كافة، وجريمة حرب موصوفة.

رابعا، كلما اشتد الحبل على العنق الإسرائيلي هرب رئيس حكومة الحرب نتنياهو إلى ارتكاب جريمة جديدة كي ينسى العالم جريمته الأولى، وهذا ديدن قادة الكيان الصهيوني منذ زمن طويل.

خامسا، عندما تكون هناك مفاوضات، وقرب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، او صفقة جزئية، يعمد المفاوض الإسرائيلي إلى ارتكاب جريمة، فهذا يدل على عدم قبوله بأي اتفاق، خصوصاً أنه أدرك في المفاوضات السابقة، والاتفاق الذي تلاها في نوفمبر الماضي، أن المقاومة الفلسطينية ليست لقمة سائغة، وأنها قادرة على فرض شروطها، بل أكثر من ذلك، أنها قادرة على المضي بالتفاوض إلى ابعد مدى، بينما الشارع الاسرائيلي يضغط، حاليا، على حكومته، ما يعني الاعدام السياسي لنتنياهو، إذا سار بالصفقة.

سادسا، نشرت هيئة البث الاسرائيلية خبراً نقلاً عن مصادر حكومية أن "الجيش الاسرائيلي انتظر عودة قيادات "حماس" من تركيا لاستهدافهم في قطر".

إن هذا الخبر بحد ذاته يبيّن الخوف الإسرائيلي من أنقرة إذا جرى الاعتداء على أرضها، وتدرك أن العواقب ستكون وخيمة.

هذا يحيلنا إلى النظرة التي تنظر بها الدول إلينا، وأننا لا نستطيع رد العدوان، أو أن التسامح ليس لغة يفهمها الجميع، فحين قصفت الولايات المتحدة إيران، ردت الأخرى بقصف قطر، وحين لم ترضخ "حماس" للشروط الأميركية والإسرائيلية، قصفت تل أبيب العاصمة القطرية الدوحة.

ماذا يعني ذلك؟

لا شك أن دول الخليج كافة ليست طرفاً مباشراً في أي حرب، بل هي تعمل على تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين، وذلك، وهي تمارس ذلك الدور بكل احترافية، وتلتزم اي تعهدات تقطعها، وتمارس الحيادية، حتى لو كان الامر على حساب مصالحها، ولا شك أن قطر عملت كل الوقت بهذه المبادىء، ولم تحد عنها ابداً.

في المحصلة، تعدت اسرائيل كل الخطوط الحمراء، وبات من المهم اتخاذ موقف لا يخالف المبادىء المتفق عليها دولياً، لكن في الوقت نفسه يوقف العربدة الإسرائيلية المدعومة أميركياً في العالم العربي، وهذا لا يكون إلا بموقف موحد وصارم، عربيا وخليجيا، كي لا تكرر إسرائيل فعلتها مرة أخرى في دولة آمنة.

يبقى القول إن الدوحة، هذه الواحة الجميلة خليجياً لا يمكن أن تصاب بضيم، فكيف إذا كان عدواناً ممن لا يُؤمن له عهد؟

لهذا أقول: خانت حيلي قطر.

آخر الأخبار