الاثنين 15 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الثأر لا يبني دولة... وعقلية التسامح تبني الأمم
play icon
الأخيرة

الثأر لا يبني دولة... وعقلية التسامح تبني الأمم

Time
الأربعاء 10 سبتمبر 2025
أحمد الجارالله
حديث الأفق
  • حين كنا ننتظر الطعام رأيت حارس السجن قبالتي
  • قلت لمرافقي اطلب منه أن يأتي ويشاركنا الأكل
  • خشي الرجل أن أعذبه وأسجنه كما كان يفعل بي
  • كنت بعد كل وجبة تعذيب أطلب الماء ولا يعطيني
  • قال أحدهم: الذي كان معنا يظهر عليه المرض
  • كان القرويون يرون سرقات الطحان ويسكتون
  • زار أحد أولاده في المنام وأخبره بأنه يُعذّب
  • لو رأى الناس إنصافاً منا لازدادوا بلعن أبينا
  • ضجّ الناس من الأولاد وبدأوا يترحّمون على الأب

التسامح يبني الأمم، وهذا ما فعله نيلسون مانديلا حين أصبح رئيسا للجمهورية، فهذه القاعدة جعلت جنوب أفريقيا تخرج من عباءة الانتقام المتبادل، وتجعلها دولة ذات شأن، فيما كانت في الماضي منبوذة.

عن هذه القاعدة العظيمة التي أرساها هذا الزعيم لخصها في مذكراته بالقصة التالية:

كتب مانديلا في مذكراته: "بعد أن أصبحت رئيساً، طلبت من بعض أفراد حمايتي التجول معي داخل المدينة مترجلين، ودخلنا أحد المطاعم، فجلسنا في أماكننا وطلب كل منا ما يريده من طعام، في الوقت نفسه الذي كنا ننتظر الطعام وقع بصري على شخص جالس قبالتي، ينتظر دوره بما طلبه، فقلت لأحد أفراد حمايتي: اذهب إلى ذلك الرجل واطلب منه أن يأتي ويشاركنا الأكل على طاولتنا.

جاء الرجل فأجلسته إلى جانبي، بدأ كل منا في تناول غذائه، فيما كان العرق يتصبب من جبينه ويده ترتجف، لا تقوى على إيصال الطعام إلى فمه، وبعد أن فرغ الجميع من الأكل، وذهب الرجل في حال سبيله، قال لي حارسي الشخصي: إن الرجل الذي كان بيننا تظهر عليه علامات المرض، فقد كانت يداه ترتجفان، ولم يستطع الأكل إلا الشيء القليل. أجبته: لا أبداً ليس كما ظننت، إن هذا الرجل كان حارسا للسجن الانفرادي الذي كنت أقبع فيه، وفي أغلب الأحيان، وبعد التعذيب الذي كان يمارس عليَّ كنت أصرخ، وأطلب قليلا من الماء، فيأتي هذا الرجل ويتبول على رأسي في كل مرة، لذلك كان يرتعد خوفاً من أن أعامله بما كان يفعله معي، أي أعذبه أو أسجنه، لكن ليست هذه أخلاقي، فعقلية الثأر لا تبني دولة، في حين عقلية التسامح تبني أمماً".

بدّل الصاع صاعين ليترحّم الناس على الطحان

يحكى أن طحاناً مسناً كان يسكن قرية نائية، وكان إذا جاءه قروي بقمح ليطحنه، يأخذ إضافة إلى أجرته صاعاً من الطحين.

وكان القرويون يرون سرقات الطحان ويسكتون، لكنهم يدعون عليه بالعذاب، وبعد سنين مات الطحان، وآلت المطحنة إلى أبنائه.

في إحدى الليالي، زار الطحان أحد أولاده في المنام، وأخبره بما يناله من العذاب بسبب سرقاته من القرويين.

فتناقش الأولاد في مسألة عذاب أبيهم، واقترح أصغرهم أن ينصفوا الناس، ويكتفوا بالأجرة حتى يرفع الله العذاب عن أبيهم، اعترض الأخ الأكبر، وقال: لو رأى الناس إنصافا منا لازدادوا في لعن أبينا لعدم إنصافه لهم، واقترح أن نأخذ بدل الصاع صاعين، وعندها سيترحم أهل القرية على أبينا، ويطلبون المغفرة له كونه كان يرفق بهم.

استحسن الأولاد الفكرة، وأخذوا بدل الصاع صاعين، إضافة إلى الأجرة، فضج الناس من قسوة الأولاد، وبدأوا يترحمون على الأب ويدعون له بالمغفرة.

زار الطحان ابنه في المنام مرة أخرى، وأبلغه برفع العذاب عنه بسبب دعاء أهل القرية، وهكذا نجا الأب من العذاب وتوارث الأحفاد فكرة الأخ الكبير، وازدادت كمية الطحين الذي يسرقونه حتى لم يكن يعود الناس إلى بيوتهم إلا بقليل من الطحين، وازداد الأولاد والأحفاد ثروة.

نكشات
  • عندما تعيش الملمات عليك أن تتذكر أن الله تعالى قال إنه مع الصابرين، ففي الحياة سعادة وكذلك فيها شقاء، وفيها المر والحلو، والقدر فيه خير وشر، ولقد آمنا به.
  • يقول الفاهمون: الوقت هو العملة الوحيدةالتي ننفقها دون أن نعرف رصيدنا منها...كلام جميل.
  • الغرفة المظلمة ليست مخيفة، بل هي غرفة هادئة وفيها السكينة، إذاً إنها غرفة غير مخيفة، وهنا عندما تدرك ذلك فأنت ناضج، ولست خائفاً.
  • عندما توضع الأحذية فوق أرفف زجاجية في محال مكيفة وتباع الكتب على الأرصفة، اعلم أننا نهتم بأقدامنا وليس بعقولنا.
  • إذا استمررنا في استقرار المنصب الوزاري في بلدنا فإن هذا معناه أننا في طريق التطور والإبداع، خصوصاً إذا كان الوزراء مبدعين، ويحتاجون إلى الوقت.
  • قالت العرب قديماً، وربما حديثاً: لا ترافق حديث السن، وحديث الغنى، وحديث القيادة، ولا تعاند قديم المهنة وقديم المعرفة، وقديم الجيرة.

آخر الأخبار