الأحد 14 سبتمبر 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الكويت والسعودية... ستة عقود من الأخوّة الراسخة وشراكة المستقبل
play icon
كل الآراء

الكويت والسعودية... ستة عقود من الأخوّة الراسخة وشراكة المستقبل

Time
الخميس 11 سبتمبر 2025
بسام القصاص

في كل محطة من محطات التاريخ الحديث، تظل العلاقات الكويتية – السعودية ركيزة متينة في بنيان الخليج العربي، ومثالاً للأخوّة الصادقة التي تتجاوز حدود السياسة والاقتصاد، إلى وحدة المصير.

فقد نسجت الدولتان خيوط علاقتهما عبر العقود على أساس الثقة المتبادلة والجوار الحسن، والتلاحم الشعبي، لتعكس اليوم في عهد سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهده سمو الشيخ صباح خالد الحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أبهى صور القوة والتكامل الستراتيجي.

ترتبط الكويت والسعودية بجذور ممتدة منذ بدايات القرن العشرين، عززتها الاتفاقيات الحدودية والتنسيق المشترك. غير أن اللحظة الأبرز تجلت خلال الغزو العراقي عام 1990، حين وقفت المملكة إلى جانب الكويت قيادةً وشعباً، وفتحت أراضيها للحكومة الكويتية الموقتة وأبناء الكويت، وساهمت بقوة في التحرير، لتبقى تلك المواقف شاهدًا على عمق الأخوّة التي لا تنكسر.

تحولت العلاقات بين البلدين خلال العقود الأخيرة من حُسن جوار إلى شراكة ستراتيجية شاملة، ففي مجال الطاقة، وُقِّعت عام 2022 مذكرة تفاهم لتطوير حقل "الدرة" البحري بطاقة إنتاجية تصل إلى مليار قدم مكعب يوميًا من الغاز و84 ألف برميل يوميًا من الغاز المسال. وفي 2024، وُقِّعت ثلاث اتفاقيات مهمة شملت التعاون البيئي والاعتراف المتبادل بشهادات البحارة والتنسيق الدبلوماسي. وفي ديسمبر من العام ذاته، أُعلن عن تأسيس أول مجلس أعمال سعودي – كويتي لتعزيز الاستثمارات وفتح آفاق أكبر للقطاع الخاص، في خطوة تعكس الانتقال من التنسيق الحكومي إلى الشراكة الاقتصادية المؤسسية.

أما في مايو 2025، فقد أُعلن عن اكتشاف نفطي جديد شمال حقل الوفرة في المنطقة المقسومة بقدرة إنتاجية تفوق 500 برميل يوميًا، ما يكرّس التعاون النفطي كأحد أعمدة الشراكة.

وقد جسّدت الزيارات المتبادلة متانة العلاقات الثنائية؛ إذ اختار سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الرياض كأول وجهة خارجية بعد توليه مقاليد الحكم، في دلالة على مكانة المملكة كعمق ستراتيجي للكويت.

كما شهدت الكويت زيارات رفيعة المستوى من القيادة السعودية، أبرزها لقاءات الأمير محمد بن سلمان مع القيادة الكويتية، التي أكدت توافق الرؤى في القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية. وفي يونيو 2024، أسفرت زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان للكويت عن توقيع حزمة اتفاقيات جديدة عكست ديناميكية العلاقة واتجاهها نحو آفاق أرحب.

تشير بيانات الربع الأول من عام 2025 إلى أن صادرات الكويت إلى السعودية بلغت 78.3 مليون دينار كويتي، مقابل واردات بقيمة 161.8 مليون دينار، ما يعكس رصيداً تجارياً لصالح السعودية بنحو 83.5 مليون دينار.

أما حجم التبادل التجاري الإجمالي في عام 2023 فقد بلغ نحو 2.67 مليار دولار، لتظل السعودية أحد أكبر شركاء الكويت التجاريين في المنطقة.

اليوم، ومع القيادة الرشيدة لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وولي عهده سمو الشيخ صباح خالد الحمد، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تنطلق العلاقات الكويتية – السعودية نحو مرحلة أكثر عمقاً واتساعاً، حيث تتلاقى "رؤية السعودية 2030" مع "رؤية الكويت 2035" في مجالات الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر والتحول الرقمي وتطوير البنية التحتية.وستبقى العلاقات الكويتية – السعودية عنواناً للأخوّة الصادقة والتكامل الستراتيجي، فهي ليست مجرد تعاون عابر، بل مسيرة ممتدة من التضامن والمواقف المشتركة.

واليوم، ومع مرور ستة عقود على هذه العلاقة الراسخة، يتجدد العهد بأن تظل الكويت والسعودية شريكتين في الأمن والتنمية وركيزتين لاستقرار الخليج ونموذجًا يُحتذى به في العالم العربي والإسلامي.

كاتب مصري

آخر الأخبار