مسحوق الكرز… أمل جديد لتعزيز صحة الدماغ

كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة كينت البريطانية أن تحويل فاكهة الكرز إلى مسحوق قد يفتح آفاقاً جديدة في مجال الوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بالعمر.

وأوضحت نتائج البحث أن المسحوق الناتج عن إعادة تدوير ثمار الكرز التالفة أو غير الصالحة للتسويق التجاري، يحافظ على نسبة عالية من مركبات "الأنثوسيانين" و"الكيرسيتين"، وهي من الفلافونويدات المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات.

نشاط بيولوجي أعلى في النماذج المخبرية

أظهرت التجارب المخبرية أن مسحوق الكرز يمتلك نشاطاً بيولوجياً أعلى في الخلايا مقارنة بالعصير أو الفاكهة الطازجة، مما قد يجعله أكثر قدرة على دعم صحة الدماغ ومقاومة الإجهاد التأكسدي، وهو أحد العوامل المرتبطة بالخرف وألزهايمر. لكن الباحثين أكدوا أن هذه النتائج ما تزال في مراحلها الأولى، ولم تُختبر بعد على نطاق سريري واسع عند البشر.

الفلافونويدات وصحة الدماغ

تدعم هذه النتائج أدلة سابقة تشير إلى أن الأنظمة الغذائية الغنية بالفلافونويدات — ومنها الأنثوسيانين والفلافان-3-أول — ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف وتراجع القدرات الإدراكية مع التقدم في العمر.

وتشير بعض الدراسات الوبائية إلى أن زيادة استهلاك الفلافونويدات قد تقلل من احتمالية الإصابة بالخرف بنسبة ملحوظة، وإن اختلفت النسب بحسب نوع المركّب الغذائي والسياق الصحي.

خطوة نحو ستراتيجيات وقائية

مع تسجيل أكثر من 10 ملايين حالة خرف جديدة سنوياً حول العالم، تكتسب مثل هذه الأبحاث أهمية خاصة. ويرى العلماء أن إدخال مسحوق الكرز أو غيره من الأغذية الغنية بالفلافونويدات ضمن النظام الغذائي قد يشكل جزءاً من ستراتيجية وقائية بسيطة ومستدامة، لكنه لا يغني عن الحاجة إلى دراسات سريرية طويلة المدى لتأكيد فعاليته في الوقاية من الخرف.

خلاصة

النتائج واعدة وتشير إلى أن مسحوق الكرز قد يحمل فوائد مستقبلية لصحة الدماغ، لكن الحديث عن "حماية فعّالة ضد الخرف" ما يزال سابقاً لأوانه، إذ ينصح الخبراء في الوقت الحالي بالتركيز على نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه، باعتباره أحد أهم عوامل الحماية الطبيعية لصحة الإدراك مع التقدم في العمر.