تُعد منطقة كبد واحدة من المناطق التي تُعاني من مشكلة رمي المخلفات بشكل عشوائي، وقد أصبحت تلك ظاهرة تشكل تهديداً بيئياً وصحياً كبيراً.
يتسبب التخلص غير المنظم من النفايات في تلوث البيئة، وتدهور المناظر الطبيعية، وتهديد الحياة البرية، مما يجعل هذه المشكلة واحدة من القضايا التي تستدعي اهتماماً فورياً من الأفراد والجهات المعنية على حد سواء. كما أن هناك عوامل عدة تساهم في تفاقم مشكلة رمي المخلفات في منطقة كبد. أولاً، فتلك المنطقة تُعتبر منطقة صحراوية مفتوحة، مما يجعلها عرضة لاستخدامها كمكان للتخلص من النفايات من بعض الأفراد والشركات غير المسؤولة.
ثانياً، قلة الوعي البيئي لدى البعض تؤدي إلى التخلص من النفايات، مثل مخلفات البناء، الأثاث القديم، والنفايات المنزلية والاغنام الميتة، دون مراعاة التأثيرات السلبية، وكذلك غياب الرقابة الصارمة، ونقص الحلول اللوجستية لجمع النفايات في المناطق النائية يُفاقمان من المشكلة.
تترك ظاهرة رمي المخلفات في كبد آثاراً وخيمة على البيئة والمجتمع، فمن الناحية البيئية تتسبب النفايات في تلوث التربة، خصوصا عندما تتضمن مواد كيماوية أو نفايات خطرة.كما أن تراكم النفايات يؤثر سلباً على الحياة البرية، إذ قد تتناول الحيوانات مواد ضارة مما يشكل خوفا على الاطفال بهذه المنطقة. من الناحية الجمالية، تُشوه المخلفات المظهر الطبيعي للمنطقة، مما يقلل من جاذبيتها كوجهة للترفيه أو التخييم، أما من الناحية الصحية، فقد تؤدي النفايات إلى انتشار الأمراض نتيجة تكاثر الحشرات والقوارض.
والتصدي لهذه المشكلة، يجب اعتماد نهج شامل يجمع بين التوعية، التشريعات، والبنية التحتية، وينبغي تعزيز حملات التوعية البيئية التي تستهدف الأفراد والشركات، مع التركيز على أهمية إعادة التدوير والتخلص السليم من النفايات.
يمكن للجهات الحكومية، خصوصا بلدية الكويت تكثيف الرقابة على المنطقة، وفرض غرامات رادعة على المخالفين، كما يوصى بإنشاء مراكز مخصصة لجمع النفايات في المناطق القريبة من كبد، مع توفير حاويات نفايات كافية ومناسبة.
وأخيرًا، يمكن تشجيع المبادرات المجتمعية، مثل حملات التنظيف التطوعية، لتعزيز الشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه البيئة.كما لا يقتصر الحل على الجهات الرسمية فقط، بل تتطلب مشاركة فعالة من أفراد المجتمع.
يمكن للأفراد المساهمة من خلال التخلص من النفايات في الأماكن المخصصة، وتجنب رمي المخلفات أثناء الرحلات البرية، والإبلاغ عن أي تصرفات غير مسؤولة، كما يمكن لهيئة البيئة تنظيم فعاليات لتثقيف الجمهور وتشجيعهم على حماية المناطق الطبيعة.
إن مشكلة رمي المخلفات في منطقة كبد ليست مجرد تحدٍ بيئي، بل هي مسألة تتعلق بالمسؤولية الجماعية تجاه الحفاظ على جمال الكويت وصحة سكانها.
من خلال التعاون بين الحكومة والمجتمع يمكن تحويل كبد إلى منطقة نظيفة ومستدامة، لذا التصدي لهذه المشكلة يتطلب إرادة حقيقية وجهوداً مستمرة، لضمان بيئة صحية ونظيفة للأجيال الحالية والقادمة.
كاتب صحافي