حوارات
يواجه كل إنسان أنواعاً مختلفة من الخوف، وهي حالة اضطراب نفسية يشعر بها الفرد أن ثمة أمراً مكروهاً سيحدث له في الحاضر، أو في المستقبل، ويتولّد عنه أحياناً الشعور بالقلق الشديد والاضطراب النفسي شبه المزمن.
وأعتقد أنه كلما سعى المرء إلى فهم جذور خوفه، سينجح في التغلّب عليه، أو على الأقل سيخفّف من تأثيراته السلبية على حياته، ونذكر من جذور ومسبّبات الخوف ما يلي:
- غُمُوض الحاضر والمستقبل: يمثّل شعور الفرد بغموض ما يمكن أن يحدث له في حاضره، أو ما يمكن أن يتعرّض له في المستقبل أشدّ أنواع الخوف في عالم اليوم المضطرب، وذلك بسبب أن الشعور المستمر بعدم التأكّد التام تجاه ما يمكن أن يحدث للإنسان في أي لحظة في حياته، ما يزرع في قلبه شعوراً مفرطاً بالخوف الشديد من حاضره ومن مستقبله، ومن أسوأ عواقبه العجز الاختياري عن اداء المهمات والواجبات والمسؤوليات الحياتية الاعتيادية.
-الخوف من الهجران: يشير الهجران في سياق الخوف الى شعور الانسان أنه في وقت ما سيهجره فلان من الناس وستتحوّل حياته إلى الأسوأ، وذلك بسبب اعتماديته العاطفية المفرطة على الآخرين، وفقدانه مهارات الاعتماد على الذّات، وربما بسبب إفراطه في الانغماس في كل علاقاته، من غير أن يعرف ما هي حقوقه مقابل بالشخص الآخر، وبسبب حساسيته العاطفية المفرطة، وربما بسبب خوفه من البقاء وحيداً مع نفسه لفترات معينة.
-الخوف المفرط من الموت: لم يحقّق إنسان عادي الخلود في الحياة الدنيا، والموت مصير محتّم على كل المخلوقات، ومن رحمة الله عزّ وجلّ بعبادة أنّه لا يطلعهم على موعد موتهم، ومن يسعى قدر ما يستطيع الى عيش حياة صالحة يُفترض ألاّ يخاف من الموت في أي وقت، أو مكان.
-مواجهة الخوف: لا يمكن إلغاء الخوف نهائياً بسبب كونه حالة فطرية، لكن الرضا التام بالقضاء وبالقدر، والتأمّل الفكري العميق حول أسباب الخوف، والتحدّث مع المقرّبين، وممارسة التنفّس البطني العميق، والتحفيز الذّاتي، والتوقّف عن التفكير الكارثي واستبداله بالتفكير الإيجابي هي بعض الوسائل، التي تساهم في تخفيف وطأة الخوف المفرط.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi