الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
39°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدورة الثامنة من مسرح الطفل... تنوع كبير  وبرامج موازية متميزة
play icon
مشهد من مسرحية سيرك الغابة
الفنية

الدورة الثامنة من مسرح الطفل... تنوع كبير وبرامج موازية متميزة

Time
الاثنين 15 سبتمبر 2025
مفرح حجاب
المهرجان بحاجة إلى وضع آلية واضحة لتطويره

مفرح حجاب

استمرار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم وتقديم المهرجان العربي لمسرح الطفل الذي تم تأسيسه ورعايته (هنا الكويت) منذ الدورة الأولى في مارس 2013 وحتى الآن إنما يدل على حالة ايمان كبير من القائمين على المسرح والثقافة والإعلام بأهمية هذه التظاهرة المسرحية وقيمتها الحقيقية وانعكاسها على الحالة المسرحية وتطورها في الكويت والمنطقة العربية، وكذلك على وعي ومدركات ومستقبل الطفل العربي بشكل عام.

فالإعلان عن اقامة المهرجان جعل الكثير من الدول العربية تسعى وبشكل ملحوظ لإعادة الأمل في صناعة عروض مسرحية للطفل من أجل المنافسة بها وهذا من المؤكد سينعكس على حالة هذا النوع من المسرح في هذه الدول ويساهم في تطويرها، الأمر المهم في هذه التظاهرة هو مواكبة مسرح الطفل لكل ما يحدث في الحياة وتصحيح مفاهيم خاطئة وغرس قيم نبيلة وسلوك حسن من خلال الأدوات والوسائل الجديدة، فلا ينبغي أن يبتعد مسرح الطفل عن منظومة التجديد والتطوير ولا ينبغي ان تحل محله اي وسائل ترفيه أخرى لأنه مازال هو الوسيلة الأفضل والأقيم التي تقدم رسالة فيها كل التفاصيل للطفل بسهولة من خلال صناعة تبهره وتجذبه إليها وتجعله اكثر محبة واستقرارا وسلاما وتسامحا مع الآخرين.

فلم يكن مستغربا على الأطلاق ان تستمر الكويت في دعم هذه التظاهرة العربية فهي صاحبة الريادة الثقافية على المستوى الخليجي والعربي من قديم الزمن، وعلينا دائما ان نتذكر أن من ساهم في إنشاء هذا المهرجان وتأسيسه هو الدكتور حسين المسلم العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية والفنانة القديرة سعاد عبد الله ومعهما مجموعة من المخلصين.

في الدورة الثامنة من هذا المهرجان والتي أقيمت في الكويت من 1 إلى 10 سبتمبر الجاري حملت في مضمونها 8 عروض مسرحية ومجموعة من الورش المسرحية، لكن ابرز الدول المشاركة هي الكويت حيث قدمه فرقة المسرح الكويتي مسرحية "أمنية مفقودة"، وكذلك من الكويت أيضا مسرحية " الكنز" لفرقة المسح العربي، "سنوايت" لشركة الرؤية للإنتاج الفني وهو عرض مواز، ومن لبنان مسرحية " كله من الزيبق" وهو بالمناسبة عرض ضيف المهرجان، " أنا والمهرج" العراق، "القبطان والفئران" سوريا، "البحث عن السعادة" من تونس، "سيرك الغابة " من دولة الإمارات العربية المتحدة، هذا التنوع الرائع الذي حملته هذه الدورة يدل على ان هناك حالة مسرحية فيها الكثير من النضج في العالم العربي وتحمل قيمة فنية وثقافية من شأنها ان تساهم في بناء اجيال جديدة وتثقل وجدانهم بكل ما هو جميل ومفيد، بل وتعمل على بناء شخصيتهم وتحدد اهدافهم وتجعلهم اكثر طموحا من اجل غد افضل.

كما ان استمرار هذا المهرجان وضع محفزات وبرامج موازية للمهرجان ستجعل له رصيدا كبيرا عند الطفل العربي لاسيما تقديم مجموعة من الورش أو الندوات، فضلا عن استضافة كوكبة من المتخصصين في هذا النوع من المسرح.

الأمر الأهم هو ان مسرح الطفل هو من المسارح المبهجة والمليئة بالفرح والتسلية والرسائل، لكنه في نفس الوقت مسرح خطير جدا، ولابد من التعامل معه بتوازن وهدوء، لأن الطفل يتفاعل مع كل شيء بجميع حواسه، ولذلك العروض المسرحية التي تقدم للطفل تنعكس دائما على تصرفاته وقدراته وتنمية مواهبه وتعامله مع الآخرين، يبقى أمر مهم وهي وضع آلية لتطوير هذا المهرجان من دورة إلى اخرى من أجل مواكبة كل ما هو جديد في ادوات مسرح الطفل، لاسيما في طريقة تقديم العروض على المسرح، ويجب أن نشيد بنقل اكثر من عرض الى مسرح المتحف الوطني لأن ذلك يساهم في تقديم حالة افضل للعروض المسرحية، وكذلك بالنشرة الإعلامية التي صدرت من المجلس الوطني طوال أيام المهرجان.

آخر الأخبار