الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
37°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
ياحكومة... أَصلحي التعليم تنصلح الأخلاق
play icon
كل الآراء

ياحكومة... أَصلحي التعليم تنصلح الأخلاق

Time
الاثنين 15 سبتمبر 2025
أحمد الدواس
مختصر مفيد

مواطنة كبيرة السن، تسكن في صالة وغرفة مثل ما يعيش العزاب، وفي شارع تونس بعمارة قديمة، دون ان نذكر اسمها، ذهبت إلى وزارة الصحة قبل سنوات، وتقدمت من احد المسؤولين لتعطيه شيكاً بمبلغ مليوني دينار، وتطلب منه ان يخصصه لمركز صحي يستفيد منه الناس.

ومن أمثلة الخير، تطوع شباب وفتيات كويتيون لترميم وصيانة منازل الأُسر الفقيرة، والمتعففة في مناطق القرين وتيماء وصباح السالم والصلـيـبية، وتبرع مواطن لفلبينية مصابة بالسرطان بـ 2600 دينار عملت لديه أقل من شهر، واشترى لها تذكرة سفر إلى موطنها، وفي حدثٍ نادر تنازل مواطن أمام المحكمة عن حقه بالبيت لإخوته حتى يبقي الود بينهم. أربع ورقات فقط، مثلا، عن الأخلاق الفاضلة بملف أسميته السلوكيات الحميدة في المجتمع الكويتي، وبطبيعة الحال هناك أخلاق جيدة لكنها غير ظاهرة، أما السلوكيات السيئة فلدي منها حتى اليوم "ثلاث مجلدات"، كل مجلد به 500 صفحة، ما يعني انحطاط الأخلاق في مجتمعنا، وموت الضمائر، هل يُعقل ذلك؟

الأمثلة كثيرة، فهناك الابن الذي رفع قضية على أمه لإخراجها من البيت، والأم تبكي أمام القاضي، وتقول: "ليتركني أموت فلم يبق من العمر شيء".

مشاجرات الطلاب على أتفه الأسباب، عقوق الوالدين، نواب كانوا يعبثون بالتعليم ويضعفونه. ويحمل لقب الدكتوراه ولا يملك مفردات الكلام وأسلوب الحوار. اعتداء على الطبيب في المستشفى. اقتحام المخافر أو الاعتداء اللفظي على رجل الشرطة. ولأن الضمائر ماتت انتشر بيع الشهادات الجامعية المزيفة، فكيف يكون حال البلد إذا تولى هؤلاء الشباب إدارة الدولة؟

منهج الحكومة التعليمي لا يبني شخصية المواطن الصالح، فما انفكت تغدق الأموال الطائلة بمليارات الدولارات لإصلاح الاقتصاد العربي أو الأفريقي، أو الآسيوي، والأميركي الجنوبي، وشبابها الكويتي يصطف بطابور طويل ينتظر الوظيفة، وشعبها يعاني العسر، وتكاليف المعيشة، فالأقربون أولى بالمعروف، وهل مفروض على الكويت أن تساعد دول العالم أبد الدهر بمورد ناضب يوما ما؟

يُـقال إذا أردت ان تعرف ما إذا كانت الدولة، أي دولة، تتجه اتجاهاً صحيحاً فلا تنظر الى ما تمتلكه من موارد نفطية أو ذهب، وإنما انظر الى مستوى التعليم فيها، فدولة مثل تايوان، مثلاً، تضربها الزلازل والأعاصير الموسمية، وهي فقيرة، فليس بها نفط أو معادن غنية، واضطرت في وقت ما ان تستورد الرمل، نعم الرمل، من الصين لأغراض البناء.

لكن حكومتها اهتمت بتطوير الفرد من خلال اكتساب المهارات والتعليم الجيد والارتفاع بجودة المعلمين فطلبت مساعدة مالية بسيطة من المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وحولت سكانها الى طاقات بشرية ذات خبرات مفيدة فأصبحت تايوان من بين الدول الآسيوية المتقدمة أو ما يُسمى "النمور الآسيوية "، فالمعرفة وخبرات المواطنين هي أكبر الأصول قيمة، أما سنغافورة فجزيرة فقيرة الموارد، لكنها تميزت بنظام تعليمي ممتاز، يُعتبر من أفضل أنظمة التعليم في العالم، وتنفق حكومتها على التعليم بشكل كبير لدرجة ان مرتب المعلم مماثل لمرتب المهندس، لان هدفها تعليم الطلاب كيفية التفكير وحل المشكلات ومعرفة المهارات الجديدة، ورفعت حكومتها شعار "تدريس عدد اقل من المواد ولكن بفهم أكبر"، وتشتهر البلاد بكفاءة المعلمين السنغافوريين بسبب تدريبهم المُتواصل فكل سنة يتلقى المدرسون مئة ساعة لتطوير مهاراتهم التعليمية. إعملي يا حكومة على إصلاح التعليم حتى نصلح المجتمع، اجعلوا التلميذ يفهم الدرس، ويفهم مادة الدين، فما فائدة انه يحفظ ولا يفهم، ولا يدخل الصف وقلبه يخفق من الخوف، وينتظر عصا المعلم أو شتائمه، اصنعوا رجالا بأخلاق فاضلة يتولون إدارة الدولة.

آخر الأخبار