بوضوح
كل أبٍ وأمٍ يتمنيان أن يريا أبناءهما ناجحين في دراستهم، لكن النجاح الحقيقي لا يتوقف عند الشهادة أو المعدّل.
النجاح يبدأ من البيت، حيث يتشكل حب التعلم، وتُبنى شخصية الطفل، وتُزرع فيه الثقة، والقدرة على مواجهة الحياة.
اليوم، لم يعد التعليم مجرد كتب ودفاتر، بل أصبح مهارات تفكير، وحب استطلاع، وقدرة على حل المشكلات.
في عالم سريع التغير، الوظائف والمهن تتبدل، والتحديات لا تنتظر أحداً، لذلك، دور الأسرة لم يعد فقط متابعة الواجبات، أو السؤال عن الدرجات، بل هو غرس عادة التعلم المستمر في حياة أبنائنا.
كيف نفعل ذلك؟
• أولاً: اجعلوا من القراءة عادة يومية، فالطفل الذي يقرأ يتعلم كيف يسأل، ويبحث، ويفكر.
• ثانياً: شجعوا أبناءكم على تجربة أشياء جديدة، حتى لو بدت بسيطة، كتعلم مهارة يدوية، أو استخدام برنامج جديد.
• ثالثاً: امدحوهم عند المحاولة، لا فقط عند النجاح، فالتجربة والخطأ هما الطريق الحقيقي للتعلم.
• رابعاً: كونوا قدوة؛ فالأب الذي أو الأم التي يقرأ او تقرأ، أو يتعلمان شيئاً جديداً، يرسلان رسالة أقوى من ألف نصيحة.
أبناؤنا يحتاجون إلى مهارات حياتية أكثر من حاجتهم إلى معلومات جامدة.
يحتاجون إلى التفكير النقدي، والقدرة على اتخاذ القرار، والتعامل مع الأزمات.
هذه المهارات تبدأ من البيت، وتُستكمل في المدرسة والجامعة.
ولنكن صرحاء: لا نملك رفاهية الانتظار. مستقبل أوطاننا واقتصاداتنا يعتمد على جيل قادر على الابتكار والإنتاج، لا على البحث عن وظيفة حكومية فقط.
هذا الجيل نصنعه نحن، حين نمنح أبناءنا بيئة آمنة، مليئة بالحب، محفزة على التعلم.
التعليم مسؤولية وطنية نعم، لكنه يبدأ من حضن الأسرة. فلنجعل بيوتنا منارة للتعلم، ولنعلم أبناءنا أن الشغف بالمعرفة والقيم أغلى هدية يمكن أن نحملها معهم إلى المستقبل.
***
نسأل الله أن يرحم شهداءنا الأبرار، ويحفظ كويتنا الحبيبة، ويبارك في جهود كل من يعمل من أجل نهضتها، تحت راية سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما.