غزة تُباد... الدمار يخيم على المدينة... و150 غارة إسرائيلية في يومين

"القسّام" تتنقل مع الرهائن بين أماكن عدة لحمايتهم... والاحتلال يقصف مستشفى الرنتيسي للأطفال

غزة، عواصم - وكالات: في تصعيد للإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ نحو عامين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن نحو 150 غارة جوية ومدفعية على مدينة غزة خلال يومين، ونشر توثيقا لعدوانه العسكري على المدينة، شمل صورا ومقاطع مصورة لما قال إنهم جنود داخل المدينة بعد بدء العملية البرية، ووفقا لشواهد ومصادر، يكثف جيش الاحتلال قصفه المدفعي والجوي والنسف عبر روبوتات مفخخة، لإرهاب الفلسطينيين وإجبارهم على النزوح ضمن حرب إبادة وتهجير، وزعم جيش الاحتلال قي بيان أمس أن قواته تعمق المناورة البرية في المدينة، قائلا "بدأت قوات الفرقتين 98 و162 العمل في مدينة غزة ضمن عملية عربات جدعون 2"، مضيفا أنه نفذ خلال يومين نحو 150 غارة على المدينة بالطيران والمدفعية.

ومع توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في مدينة غزة، وسط وعيد وزير الحرب يسرائيل كاتس بتدمير كامل المدينة، تحوّلت معظم المناطق في غزة إلى أنقاض جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة، في حين كرر جيش الاحتلال أمس، زعمه فتح مسار انتقال مؤقت إلى الجنوب عبر شارع صلاح الدين، وقال فارون من جحيم الاجتياح البري إن القصف الكثيف لم يهدأ والخطر يزداد، وقال فار يقيم قرب ساحة الشوا أنّه سمع فجر الثلاثاء أصوات انفجار هزّ الأرض بشكل مرعب، مشيرا لاستهداف مربّع سكني يضمّ منازل العديد من العائلات، دمّرت ثلاثة منازل بشكل كامل، مؤكدا أنّ أغلب المنازل التي دمّرت حتى الآن مأهولة بالسكّان وعدد كبير من سكانها تحت الأنقاض ويصرخون، فيما قال مواطن آخر، يدعى أبو عبد زقوت "انتشلنا الأطفال بعدما تحوّلوا إلى أشلاء"، وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن القصف ما زال مستمرا بشكل كثيف على مدينة غزة وأعداد القتلى والإصابات في ازدياد.

من جانبها، أكدت السلطات الصحية في قطاع غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مستشفى الرنتيسي للأطفال في ساعة متأخرة من ليل أول من امس، قائلة إن الاستهداف تم للطوابق العلوية للمستشفى وعلى ثلاث مرات متتابعة يفصل بينها بضع دقائق، مضيفة أن الجريمة تؤكد مجددا سياسة الاحتلال الممنهجة ضرب واخراج المنظومة الصحية في قطاع غزة عن الخدمة بشكل كامل، موضحة أن مستشفى الرنتيسي هو التخصصي الوحيد في قطاع غزة حيث يضم تخصصات الأورام وغسل الكلى وتخصصات أخرى كأمراض الجهاز التنفسي والهضمي، ويتواجد فيه نحو 80 مريضا يتلقون العلاج ضمن تخصصات مختلفة إضافة الى 4 حالات عناية الأطفال و8 حالات عناية حديثي الولادة، مشيرة إلى أنه نتيجة القصف غادرت 40 حالة المستشفى بحثا عن أماكن آمنة والنجاة بأطفالهم فيما تبقى 40 مريضا مع مرافقيهم و12 حالة عناية مركزة و30 من طاقم المستشفى.

وفي بيان منفصل، أفادت السلطات الصحية في قطاع غزة بأن الاحتلال يُفشل وبشكل متعمد محاولات منظمة الصحة العالمية لإدخال الوقود إلى مستشفيات غزة، قائلة إن الاحتلال يصر على منع منظمة الصحة العالمية من استخدام طرق بديلة لإيصال الوقود لمستشفيات غزة والشمال، محذرة من أن منع توريد كميات الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفيات غزة يعني توقف الخدمة الصحية بشكل كامل، مبينة أن الأزمة تهدد بتوقف عمل مجمع الصحابة الطبي ومستشفى الخدمة العامة ومحطة الاكسجين المركزية وسيارات الاسعاف ومستشفيات أخرى خلال ايام، مشددة على أن توقف محطة الأكسجين المركزية وسيارات الاسعاف في محافظة غزة يعني أننا أمام كارثة صحية وإنسانية خطيرة.

بدوره، كشف مصدر في حركة "حماس" أن كتائب القسام تنقلت مع الرهائن الإسرائيليين إلى أماكن عدة في المدينة، من أجل تفادي إصابة الأسرى، مؤكدا أن هناك خشية على حياة الأسرى جراء القصف الإسرائيلي العنيف، مضيفاً أن مصيرا مجهولا يلف حياتهم مع القصف العشوائي.