الخميس 18 سبتمبر 2025
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الإرهاب الصهيوني والوقاحة الأميركية
play icon
كل الآراء

الإرهاب الصهيوني والوقاحة الأميركية

Time
الأربعاء 17 سبتمبر 2025
حمد سالم المري
صراحة قلم

بسبب الحماية الاميركية، تمادى الكيان الصهيوني في إرهابه، فأصبح يصول ويجول في المنطقة دون خوف، أو رادع، لأنه يعلم أن من يتصدى له، فعلياً، يتصدى للولايات المتحدة الاميركية التي تعتبر القوة العظمى في عصرنا الحالي.

هذا الكيان المصطنع، زرعته المملكة المتحدة البريطانية في أربعينات القرن الماضي في فلسطين، ليحقق لها هدفين أساسيين، الأول التخلص من اليهود الذين كانوا يفسدون فيها، وفي اوروبا، والهدف الثاني، خلق ورم خبيث في قلب الدول العربية لكي يكون بمثابة الأداة، التي بسبب وجودها لن تستقر هذه الدول، وتكون حجة لاستمرار النفوذ البريطاني في المنطقة.

مع مرور السنوات، وتربع اميركا على عرش الدول العظمى، وجدت الإدارة الاميركية في دعم الكيان الصهيوني، فرصة لتثبيت نفوذها في المنطقة، وبخاصة أن اللوبي اليهودي في اميركا يعتبر من أقوى منظمات الضغط هناك، لأنه يسيطر على الإعلام، والمال، ويستطيع أن يؤثر على الانتخابات الاميركية، وعلى سياستها، الداخلية والخارجية.

وبسبب هذا الدعم الأميركي، عاث الكيان الصهيوني في المنطقة إفساداً، وتمادى في إرهابه الذي تعدى الأراضي الفلسطينية المحتلة التي يقصفها ليل نهار، لينتهك سيادة الدول العربية، بالزحف البري، مثلما فعل في سورية، والقصف الجوي مثل ما فعل في سورية، والعراق، واليمن، وإيران، بحجة مشاركتها اللوجستية الداعمة لـ"حماس"، ومع ذلك تمادى هذا الكيان المصطنع أكثر ليقصف تونس وقطر، رغم أن الدوحة تحمل لواء المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية لوقف الحرب في غزة، وتستضيف مكتب "حماس" بناء على طلب الإدارة الاميركية.

تجرأ الكيان الصهيوني على انتهاك سيادة دولة قطر، وقصف مكتب "حماس" فيها، لم يأتِ من فراغ، بل جاء بسبب ما يراه الصهاينة من وقاحة الرئيس الاميركي دونالد ترامب في تعامله مع دول المنطقة، وبجاحة تصريحاته المستفزة، ودعمه المستمر للكيان، فعلمت أن أحداً لن يتعرض لها، فأخذت تطيش في المنطقة دون خوف أو رادع.

كانت حماقة "حماس" في 7 أكتوبر 2023 عذرا لهذا الكيان المصطنع في تدمير غزة، وإبادة شعبها، ومن ثم التمادي في قصف دول المنطقة، مثلما كان ابن لادن ومحاربة الارهاب عذرا للإدارة الاميركية لاجتياح أفغانستان، والعراق، وقصف عدد من المناطق الباكستانية الحدودية، وإعطاء نفسها الحق في مطاردة ابن لادن في أي بقعة من الأرض.

وقد تشبه الكيان الصهيوني بما فعلته اميركا، بتصريح مندوب الكيان في الأمم المتحدة، أن لإسرائيل الحق في مطاردة منتسبي "حماس" في أي دولة كانوا، ضاربا بالقوانين والأعراف الدولية عرض الحائط.

سكوت دول المنطقة عن العربدة الصهيونية، ليس خوفاً من هذا الكيان المصطنع، بل أنها تعلم أن التصدي له عسكرياً هو تصدي لاميركا وأوروبا من ورائها، مما يجر المنطقة إلى حرب عالمية ثالثة، حتما ستكون أشرس من الحربين العالميتين السابقتين، وستكون تكلفتها البشرية والمالية عالية جدا، خصوصا أن دول المنطقة تعتمد في أسلحتها على الصادرات الاميركية والأوروبية، وهذا يجعل نتيجة الحرب محسومة لصالح الكيان الصهيوني المدعوم من الدول العظمى.

للنصر على الكيان الصهيوني يتحتم على الدول العربية، أولا الرجوع إلى الله تعالى، باتباع أوامره، واجتناب نواهيه، واتباع سنة نبيه محمد (صلى الله عليه وسلم)، والسير على خطى الصحابة الكرام.

وثانيا الاعتماد على نفسها في التصنيع العسكري، والعمل على تطويره بما يتلاءم مع التطور الحالي، إتباعا لقول الله تعالى: "وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".(صدق الله العظيم).

al_sahafi1@

آخر الأخبار