خلال أمسية في مكتبة الكويت الوطنية
أجمع المتحدثون في ندوة "الإنسان في الشعر الكويتي... د. سعاد الصباح نموذجاً"، التي احتضنتها مكتبة الكويت الوطنية، بحضور الشيخة فضيلة محمد عبدالله المبارك الصباح، والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عائشة المحمود، أن سعاد الصباح خاضت في مدونتها الشعرية التي بدأتها في النصف الثاني من القرن الماضي صراعاً لم يهدأ حتى الآن في سبيل تكريس حق الإنسان في الحرية والكرامة، والتعبير عن رأيه وأحاسيسه بعيداً عن القمع والمصادرة، ليصبح شعرها سيمفونية... دفاعت فيها عن حقوق الإنسان.
وقد ربط المتحدثون، خلال الندوة التي أدارها الكاتب والإعلامي علي المسعودي، المضمون بالشكل في أشعار الدكتورة سعاد الصباح، واستقصوا كيفية توظيفها التقنيات الفنية في إبراز مرتكزها الأثير، ألا وهو الإنسان، رجلاً وامرأة وطفلاً. فقد أكد الناقد والأكاديمي دكتور إيهاب النجدي، في بحثه "الدراما والإنسان... ملامح من شعر سعاد الصباح"، تميّز شعر الدكتورة سعاد الصباح بعناصر فنية وجمالية عديدة، سواء على مستوى البناء اللغوي، أو على مستوى التشكيل التصويري.
من جانبه أوضح الناقد وأستاذ الأدب العربي في الجامع الأردنية د. بسام قطوس أن د. سعاد الصباح حملت همَّ الإنسان العربيّ، والدفاع عن حقه في الحرية والكرامة في مدونتها الشعرية الممتدة على نحو أكثر من عشرين مجموعة شعرية، حيث كان الإنسان أحد أهم العنوانات التي عاينتها وهي تحمل هموم الثقافة العربية والمثقفين العرب. بدورها، استقصت الدكتورة أنوار السعد صور الوطن وكيفية أنسنته في شعر سعاد الصباح، وبحثت في سيكولوجية المرأة وانتماءاتها وصفاتها التي عكستها قصائد الشاعرة سعاد الصباح من خلال اللفظة المستخدمة وإيقاعها، أو عن طريق توظيف الخصائص الشعرية الخاصة بنفسية المرأة. إلى ذلك، اهتمت الدكتورة تماضر زاهي العطروز بتبيان الإيقاع وأبعاده الدلالية في الانسجام السياقي الافتراضي في ديوان سعاد الصباح "في البدء كانت الأنثى"، مشيرة إلى أن سعاد الصباح مثّلت، حسب قولها، صوتاً نسائياً فارقاً في المشهد الشعري العربي، تجاوز حدود التقليد ليؤسس لجمالية خاصة تستمد قوتها من المضمون الجريء والشكل المبتكر.