قصف غير مسبوق على غزة ونتنياهو يأمر بهدم المدينة "من جذورها"

غزة، عواصم - وكالات: فيما يشهد قطاع غزة منذ فجر أمس، قصفاً غير مسبوق من قبل جيش الاحتلال، في محاولة لدفع سكان القطاع إلى النزوح، كشفت صحيفة "هآرتس" عن توجيه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أوامر للجيش بهدم مدينة غزة من جذورها، وقالت مصادر محلية إن جيش الاحتلال شن قصفاً غير مسبوق بهدف السيطرة على مدينة غزة ودفع السكان إلى النزوح، وتقدمت الدبابات الإسرائيلية في محيط شارع الجلاء وحي الشيخ رضوان، في خطوة هي الأولى من نوعها داخل أحد أبرز شوارع مدينة غزة الرئيسية، فيما قال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن مدينة غزة تتعرض منذ فجر السبت لعمليات قصف عنيفة ومكثفة غير مسبوقة، بغارات جوية وقصف بقذائف الدبابات وإطلاق نار عشوائي من الطائرات المسيرة، مشيرا إلى أن الطائرات الإسرائيلية تشن أحزمة نارية ضد المدنيين العزل، مؤكداً وجود عدد من الضحايا والجرحى لا يستطيع أحد نقلهم بسبب القصف، مناشداً العالم التدخل الفوري لوقف المذبحة التي تحدث في مدينة غزة، وفجر جيش الاحتلال روبوتات مفخخة بين المباني شبه المدمرة ومنازل المواطنين التي لا تزال مأهولة في أحياء تل الهوى والرمال والزيتون والشجاعية وحيي عبد الرحمن والشيخ رضوان، وبحسب إحصائيات أولية، فقد استشهد وأصيب العشرات خلال الساعات الماضية جراء القصف الإسرائيلي المستمر على مدينة غزة، وكذلك بقصف منتظري المساعدات قرب محور نتساريم شمال مخيم النصيرات،وكشفت مصادر أن ثلاث فرق من الجيش تهاجم في وقت واحد مدينة غزة، وزعم ضباط إسرائيليون أن التقدم خلال الساعات الماضية كان كبيرا وتجاوز توقعات القيادات.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن نتنياهو وجه الجيش لهدم مدينة غزة من جذورها، قائلة في افتتاحيتها التي حملت عنوان "الغنيمة العقارية الإسرائيلية تشمل محو غزة من على وجه الأرض" إن مئات الجنود الإسرائيليين قُتلوا إلى جانب عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ضمن مخطط تحويل أراضي غزة إلى مشاريع إسكانية لضباط شرطة الاحتلال، مشيرة إلى أن الخطط تنسجم مع مقترحات وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي دعا إلى هدم القطاع، وخطة أوسع نطاقاً كشف عنها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تقضي بتحويل غزة إلى "غنيمة عقارية".

من جانبه، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بنزوح نحو 270 ألف فلسطيني من مدينة غزة باتجاه الجنوب، قائلا إنه وفي مقابل حالات النزوح لا يزال نحو 900 ألف شخص داخل المدينة وشمال القطاع يرفضون المغادرة رغم استمرار العمليات العسكرية، مضيفا أن طواقمه رصدت أيضا حركة نزوح عكسي، حيث عاد نحو 22 ألف شخص إلى مناطقهم الأصلية في مدينة غزة بعد أن نقلوا بعض ممتلكاتهم إلى الجنوب بسبب غياب مقومات الحياة الأساسية هناك، متابعا أن منطقة المواصي في خان يونس ورفح التي تضم نحو مليون نازح وتعتبرها إسرائيل "منطقة آمنة"، تعرضت لنحو 110 غارات أسفرت عن مقتل نحو 2000 شخص، إضافة إلى دمار واسع في ظل غياب المستشفيات والخدمات الأساسية، موضحا أن المساحات التي حددها الاحتلال كمناطق إيواء لا تتجاوز 12 في المئة من مساحة قطاع غزة، في وقت يحاول فيه استيعاب نحو 1.7 مليون شخص، واصفا ذلك بأنه "مخطط لإفراغ مدينة غزة وشمال القطاع من سكانهما"، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة تسجيل شهيدين جديدين بسبب المجاعة، ليرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 442 شهيدا بينهم 147 طفلا.

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن على دول العالم ألا تخاف من التهديدات الإسرائيلية بالانتقام، بسبب الاعترافات بالدولة الفلسطينية، لأن تل أبيب ستستمر في ذلك بغض النظر عما يتم القيام به، مضيفا أن هناك تصعيدا مستمرا من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلية لتدمير غزة بالكامل وفرض ضم تدريجي للضفة الغربية، معتبرا أن هناك فرصة لحشد المجتمع الدولي لممارسة الضغط على تل أبيب لوقف هذه السياسات، واصفا ما يحدث في غزة، بأنه "أسوأ ما شاهده في فترة ولايته، وربما في حياته".

في غضون ذلك، كشف السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي أن بلاده ناقشت مع دول الخليج إدارة قطاع غزة بعد الحرب، بما في ذلك احتمال تسليم هذه الدول السيطرة على القطاع، قائلا لوكالة "رويترز" للأنباء إن المحادثات جارية لإنشاء هيكل حكم مؤقت يضم دول الخليج العربية، مع احتمال تولي الولايات المتحدة دور الإشراف والمراقبة، مضيفا أن واشنطن لن تدعم السلطة الفلسطينية إذا استمرت في تمويل الإرهاب.

باريس، عواصم - وكالات: فيما تعلن البرتغال اعترافها بها رسميا اليوم، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيعترف بدولة فلسطين خلال المؤتمر الذي سيرأسه بالاشتراك مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غد الاثنين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قائلا: إن الاعتراف بدولة فلسطين جزء من خطة سلام شاملة تضمن الأمن والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين"، وبينما سيلقي ماكرون خطاباً لإضفاء الطابع الرسمي على الاعتراف في حدود الساعة الثالثة عصراً في نيويورك، خلال المؤتمر الذي سيرأسه بالاشتراك مع الأمير محمد بن سلمان، قال قصر الإليزيه "وفقاً لآخر الأخبار الواردة، سيتحدث محمد بن سلمان عبر الفيديو"، مضيفا أن عشر دول، من بينها فرنسا، ستعترف بدولة فلسطين خلال مؤتمر الغد، هي فرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا وبلجيكا ولوكسمبورغ والبرتغال ومالطا وأندورا وسان مارينو.

وفيما قال ماكرون في مقابلة مع محطة تلفزيون عبرية إن دولة الاحتلال تقوم "بتدمير صورتها ومصداقيتها بالكامل لدى الرأي العام العالمي بسبب الضحايا المدنيين في غزة، حذّرت الرئاسة الفرنسية من أن ضمّ إسرائيل للضفة الغربية رداً على عزم أطراف غربية بينها باريس الاعتراف بدولة فلسطين "خط أحمر واضح"، معتبرةً أنه سيكون أسوأ انتهاك للقانون الدولي، قائلة "سنطلب، نحن وشركاؤنا، من إسرائيل إجراءات فورية لضمان عدم انهيار السلطة الفلسطينية".