الخميس 06 نوفمبر 2025
22°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الشرق الأوسط بين التحولات الكبرى ومستقبل غزة
play icon
كل الآراء

الشرق الأوسط بين التحولات الكبرى ومستقبل غزة

Time
السبت 20 سبتمبر 2025
صالح بن عبد الله المسلم

يعيش الشرق الأوسط مرحلة شديدة التعقيد، يتداخل فيها البُعد السياسي مع الجغرافيا الاقتصادية والتحولات، الإقليمية والدولية، ومن بين أكثر الملفات حساسية يظل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، الذي دخل في طور جديد مع الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتي ألقت بظلال ثقيلة على استقرار المنطقة.

تشير التقديرات إلى أن غزة مقبلة على سيناريوهات متباينة، أبرزها:

- إعادة الإعمار بضمانات دولية، حيث تتدخل قوى إقليمية ودولية لإعادة بناء ما دمرته الحرب، مقابل ترتيبات أمنية وسياسية جديدة.

- استمرار الحصار والتصعيد، وهو سيناريو يحمل مخاطر انفجارات جديدة، تهدد الأمن الإقليمي.

- إدارة متعددة الأطراف، قد تطرح بعض الأطراف الدولية صيغة لإدارة القطاع عبر إشراف أممي أو إقليمي، في محاولة لمنع عودة المواجهة العسكرية المباشرة.

الحرب في غزة تجاوزت حدودها الجغرافية لتصبح ملفاً ضاغطاً على دول المنطقة، خصوصاً تلك المجاورة لإسرائيل وفلسطين.

الضغوط الإنسانية المتزايدة تولد تحديات أمنية واقتصادية لدول مثل مصر والأردن ولبنان، كما أن استمرار المواجهة يعرقل مسار مشاريع اقتصادية كبرى تسعى إليها دول الخليج، في إطار رؤية تنويع الاقتصاد، وربط المنطقة بممرات تجارية عالمية.

إقليمياً: هناك دعم سياسي وشعبي واسع للقضية الفلسطينية، يقابله حرص رسمي لدى كثير من العواصم العربية على تجنب الانجرار إلى مواجهة شاملة.

دولياً: تتباين المواقف بين قوى كبرى تدعم إسرائيل عسكرياً وسياسياً، وأخرى تسعى إلى الدفع نحو حل سياسي يعيد إحياء مسار الدولتين.

الشرق الأوسط مقبل على مرحلة إعادة رسم للتحالفات، فإلى جانب الحرب في غزة، هناك ملفات أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني، وأزمات البحر الأحمر، وتنافس القوى الكبرى على النفوذ في المنطقة.

فيما مستقبل غزة سيبقى مؤشراً رئيسياً لمدى قدرة الإقليم على الانتقال من دائرة الصراع إلى مسار الاستقرار والتنمية.

وبينما يبقى باب التوقعات مفتوحا، فإن المؤكد أن الحرب في غزة لن تنتهي بتسوية عسكرية فقط، بل بحاجة إلى مقاربة شاملة تُوازن بين الأمن والسيادة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كاتب سعودي

آخر الأخبار