من يكسب أخيراً يضحك أكثر، الكويت منذ نحو ثلاث سنوات تنكب الحكومة على لحل اللغز الصيني الموعود حله في الكويت، هذا اللغز يأتي إثر توقيع ما سمي اتفاقات التفاهم بين الكويت وجمهورية الصين.
128 اجتماعاً عقدتها الحكومة بحضور رئيس مجلس الوزراء وغالبية الوزراء والاختصاصيين المعنيين بالاتفاق الكويتي- الصيني، لقدوم الصينيين المبارك إلى أرض الكويت المباركة لا للسياحة، او التعرف ببلاد الدانة واللؤلؤ، لكن الاخوة الصينيين يتعذرون لأسباب لا نعرفها، وقد يعرفها العارفون بالألغاز.
128 اجتماعاً "على شنو" حتى هذه اللحظة بعد سنوات من التأجيل والتمديد!
الصينيون ما يعرفون الدلع فهم لا يضيعون ساعاتهم بالدلع وشرب الشاي والكرك، إذن فالاجتماعات الأسبوعية الكويتية "على شنو" إذا كان الاخوة في الصين العظمى لم يخطوا حرفاً واحدا من الاتفاقية، ولا أدوات الحفر والشحن، ولم يضعوا طابوقة في جدار ميناء مبارك، ولم يظهروا جيدتهم بإكمال المشروع، طالما المسألة خاضعة لنزاعات حدودية بين البلدين الجارين. عندما نرى ونسمع حضور كبريات الشركات الصينية تعمل في البصرة، علينا أن نفهم أن المنافسة دخلت لا بين الكويت والعراق على شبرين من البحر، انما صراع الحضور، فالعراقيون يريدون من البصرة ان تكون دبي الثانية، و"ريفيرا الفرنسية"، وقطر الخليجية وصلالة العمانية. إن العراق الجديد لم يعد عراق صدام، واستعراض العضلات والقوة الغاشمة، إنما عراق التنمية والمستقبل المنشود الذي يشجع الخمسة ملايين عراقي المهاجرين على العودة الى وطنهم والاسهام في البناء والتنمية. هناك عشرات زها حديد يعشن خارج العراق، وهناك عباقرة وعلماء واختصاصيون، فيما قيمة الوقت قضية ضائعة في الكويت، فكم من المشاريع التي طرحت فقط في الربع الاخير من العام الماضي والربع الاول من الحالي، لكن كلها كانت وعودا اطلقت في الهواء وتبخرت.
نحن نشغل انفسنا بالأسوأ، ونترك الأهم، مثلاً، تطوير الجزر، والمنطقة الشمالية والمناطق الحرة هو حلم الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد، الجزر، فهل كانت معجزة حتى يتم إهمالها او تأجيلها والى متى ولم؟
أحلام واحلام ومشاريع نضعها او نرسمها على الورق، ثم تتبخر او تطير عبر الاجواء المفتوحة يتلقاها او يخطفها آخرون ثم يعترف هؤلاء أنهم سرقوا مشاريع.
في المحصلة: الكويت لن تحقق أحلام شعبها والشياب واحلام اجيال قادمة، إذا بقينا نفكر ما قبل سنة الهدامة الاولى. نغالط أنفسنا أو نكذب بالوعود السخيفة والقول "الهون أبرك ما يكون"، إحنا وين رايحين ووين قاعدين، والعالم يصنع المعجزات؟
صحافي كويتي
[email protected]