"طالبان" ترفض تسليم قاعدة باغرام للولايات المتحدة... وترامب يهدد

الحركة تحذر واشنطن من "تكرار الفشل" وتصف طلب الرئيس الأميركي بأنه "أشبه بالمستحيل" وتلوّح بالعنف

كابل، عواصم - وكالات: فيما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أفغانستان، بـ"عواقب سيئة" في حال لم تُسلّم حكومتها قاعدة "بغرام" الجوية إلى الولايات المتحدة، قائلا على منصته "تروث سوشيال": "إذا لم تُعد أفغانستان قاعدة بغرام الجوية إلى من أنشأها، أي الولايات المتحدة، فإن أمورا سيئة ستحدث"، وصف مسؤول بارز في حركة "طالبان" حصول واشنطن على القاعدة بأنه "أشبه بالمستحيل"، مؤكدا أن كلمة الفصل بشأن قاعدة باغرام تعود لزعيم "طالبان"، مشيرا إلى أن أميركا تعهدت خلال اتفاق الدوحة بعدم استخدام القوة أو التهديد ضد سيادة أفغانستان، كما رفض المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، تصريحات ترامب، وحض الولايات المتحدة على تبني سياسة الواقعية والعقلانية، قائلا على منصة "إكس" إن أفغانستان تنتهج سياسة خارجية اقتصادية وتسعى إلى بناء علاقات بناءة مع جميع الدول على أساس المصالح المتبادلة والمشتركة.

من جانبه، انتقد نائب المتحدث باسم الحكومة الأفغانية حمدالله فطرت، تهديدات ترامب، داعياً واشنطن إلى تفادي تكرار الفشل الذي وقعت به في الماضي، مؤكدا أن الحكومة الأفغانية شددت في جميع المحادثات الثنائية مع الولايات المتحدة على أن استقلال أفغانستان ووحدة أراضيها تحظى بأهمية كبيرة، قائلا "نجدد التأكيد على ضرورة تبنّي سياسة واقعية وعقلانية بدلا من تكرار المحاولات الفاشلة في الماضي"، منوها إلى أن الولايات المتحدة تعهدت بموجب اتفاقية الدوحة التي وقعتها عام 2020، بعدم تهديد أفغانستان أو ممارسة الضغط على وحدة أراضيها واستقلالها السياسي، داعياً واشنطن إلى الالتزام بهذه الالتزامات.

بدوره، قال قائد الجيش الأفغاني فصيح الدين فطرت، دون أن يسمي ترامب، "أخيرا، قال البعض إنهم دخلوا في محادثات مع أفغانستان لاستعادة قاعدة باغرام الجوية، مضيفاً أن الاتفاق حتى على شبر واحد من الأراضي الأفغانية مستحيل، وفي السياق، أوضح المسؤول الأفغاني أنه حتى لو قدّمت إدارة ترامب وعوداً اقتصادية وأمنية لبعض قادة "طالبان" بهدف استمالتهم، إلا أن كلمة الفصل تعود إلى زعيم الحركة ملا هبة الله آخوندزاده، لافتا إلى أن معظم القادة في "طالبان" لا يأخذون كلام ترامب على محمل الجد، ويعتقدون أن تصريحاته الأخيرة شبيهة بما قاله سابقاً حول أوكرانيا وكندا وغيرها.

في الوقت نفسه، كشف مقرب من قيادة "طالبان" عن مخاوف كبيرة داخل الحكومة من أن تدعم الولايات المتحدة معارضي الحركة وتقدم الدعم العسكري والمالي للجبهات المناهضة لطالبان، مؤكدا أن عدداً من مسؤولي الحركة نقلوا إلى زعيمهم مخاوفهم ويسعون لإقناعه بتنفيذ إصلاحات حكومية، ناقلين له أن السخط الداخلي تزايد بشكل غير مسبوق وأصبح من السهل أن ينضموا إلى الجبهات المناهضة للحركة، بينما تعتبر عملية تسليم قاعدة باغرام الجوية إلى الجانب الأميركي قضية معقّدة للغاية، فالحركة التي قاتلت القوات الأميركية على مدى عقدين كاملين، ترى في باغرام "رمزاً لسيادتها".

وكان ترامب أعلن قبل يومين أن بلاده تنوي استعادة قاعدة باغرام، قائلا إن هناك محادثات جارية مع أفغانستان لاستعادة القاعدة وإعادة تأسيس وجود عسكري أميركي محدود هناك، منتقدا إدارة سلفه جو بايدن، قائلا إنها غادرت القاعدة من دون مبرر، واصفا ذلك بأنه تصرف غير كفء، وأشار ترامب إلى أن أحد أسباب رغبة الولايات المتحدة في استعادة القاعدة الجوية الواقعة على بعد 50 كلم شمال العاصمة كابل، هو أنها تبعد ساعة واحدة فقط من المكان الذي تصنع فيه الصين صواريخها وأسلحتها النووية، وفي أول رد غير مباشر على تصريحات الرئيس الأميركي، قال نائب رئيس الاستخبارات في "طالبان" ملا تاج مير جواد في تسجيل صوتي بُثّ على التلفزيون الرسمي ليل أول من أمس "إذا لزم الأمر.. سنستأنف العمليات الانتحارية لحماية نظامنا".