نقال العلوم... "سناب شات" إبليس ووزير الخراب

"في ضحى الاثنين جريت لي ونه"، قالها الشايب ثم عدل جلسته والخوف بعينيه يتنهد، ثم قال: "يا جماعة الربع، الديوانية مثل السوق، كل واحد يجلب بضاعته اللي يسولف عن الماضي، وثاني عن الطقس، وثالث من جيبه الفاضي، وكلهم كوم، واللي يدمّر العلاقات بين البشرية كوم ثاني. ولهذا يسرني أن أنقل لكم وصفا تفصيليا عن وصية امرأة أعرابية لولدها حيث قالت: أي بوني لا تخون السر، وإياك والنميمة، لأنها ما تخلّي مودة إلا كسّرتها، ولا ضغينة إلا ولّعتها، ولا جماعة إلا فرّقتها".

الرجل بكل حماسة قال: "صدقت يا حجي، النمّام مثل واحد شايل جركن بنزين، يدور على شرارة صغيرة عشان يولّعها".

ضحك المعاق وقال: "لا وأنتم الصاجين انا اشبهه بالسوسة اللي تنخر الخشب بسكات، لين تطيح كراسي الديوانية بروادها".

قال الشاب: "أشبهه بمندوب مبيعات بدل ما يبيعك بضاعة، يبيع لك عداوة، وللأسف انت اللي تدفع قيمة الفاتورة من صداقتك، وراحتك".

الخبير ضحك وقال: "بصو عليا يا جماعة مش على الحيطة. النمّام من الاخر بما انى خبير القعدة دي هو "سناب شات إبليس"، يصوّر لك الكلام بعد ما يبروزه يفلتر من نار، ويوزعها للكل"!

انفرجت اسارير الرجل وقال: "أو مثل "وكالة أنباء متنقلة" كل أخبارها عاجلة بس مفارقها الصج"!

الشايب: "والمصيبة نقال العلوم يجيك بوجه بريء، مثل اللي قاعد على يساري، ويقول: تراني ناصحن لك يا بعدي، وهو في الحقيقة شغال عند الشيطان مستشار".

الخبير: "وانا برضوه بقول كده، وازيد عليها، كمان احنا لو قلبنا في جيوبه حنلاقي بطاقة العمل بتاعته مكتوب فيها: وزير الخراب والدمار معتمد لدى إبليس".

المعاق: "زين... والحل"؟

الرجل: "بسيطة لا تفتحون اذانكم لكل واحد ينقل لك خبر عن غيرك، لان باچر يودي خبرك لغيرك، ولهذا أقترح نسوي للنمّام ديوانية بروحه، ونخليه ينمّ على نفسه".

وهنا تدخّل الشاب من آخر المجلس وقال: "يا الربع والله لو تحطونه بروحه بعد ساعة تلقونه متهاوش مع نفسه، وهو يقول: ترى فلان (أنا) قال عني أمس".

فضحك الجميع، وقال المتمولس: "تتفقون معاى ان نقال العلوم هو "أبو الإشاعات" شغال مع ابليس بنظام دوام كامل دون بصمة، تواجد بمهنة التفريق بين الناس ببلاش"؟

وفي هذه الأثناء رفع على مسامعنا الشيخ زغلول أذان الظهر.

$ $ $

"اللهم اربط على قلوب أهل غزة، وثبت أقدامهم واحفظهم بحفظك وأكرمهم بعزك ونصرك".

كاتب كويتي