مساحة للوقت
حان وقت التحرك الدولي، بعد تفويض مبعوث أممي رفيع لدعم التعاون بين الكويت والعراق، بشأن إعادة رفات الأسرى والمفقودين الكويتيين والممتلكات.
وهنا نجد لزاماً علينا إعادة نشاطنا، وجهودنا الوطنية الخاصة لدعم جهود هذا المبعوث الأممي، وجمع كل الوثائق والمعلومات، وبخاصة المستجدة منها، التي حصلنا عليها طوال سنوات انتظار عودة رفات أسرانا المفقودين في العراق.
وفي اعتقادنا أن الكويت اليوم هي بحاجة ماسة إلى إعادة نشاط كل الناشطين من أهالي الأسرى والمفقودين إلى الواجهة، بإحياء لجنة شؤون وطنية، بالتعاون مع الجهات المعنية بهذا الملف الوطني المطلوب إغلاقه، والمهم والملح في وزارات الداخلية والخارجية والدفاع والصحة، للمساندة السياسية والشعبية لملف المفقودين، الذي تجاوزت عملية البحث عنهم أكثر من 34 عاماً!
لقد جاء هذا التكليف الأممي لدعم هذا التعاون بين الكويت والعراق ليفتح صفحة جديدة للمهمة الإنسانية بين البلدين الشقيقين، من أجل الانتهاء من أهم الملفات الإنسانية الملحة العالقة بينهما.
إن التحرك الأممي اليوم سوف يحقق تقارباً كبيراً في وجهات النظر في بقية القضايا المتعلقة بالحقوق، السياسية والقانونية والاجتماعية والاقتصادية، التي يجب مواجهتها بشكل مباشر وأخوي، ومنطقي يرضي كلا الطرفين.
نعم، نحن بحاجة ماسة إلى دعم دولي كبير لهذا الملف لتعزيز العلاقات الثنائية، والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين لمستقبل أفضل، ومشرق للعلاقات الثنائية بين الحكومتين والشعبين.
إن مظلة مجلس الأمن الدولي هذه ستكون خطوة مهمة ودافعاً محصناً لتحقيق الاستقرار والسلام والأمن، ولا شك أن هذا التعاون لدعم جهود المبعوث الأممي يجب أن يقابله رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي والسياسي من كلا الطرفين، الكويت والعراق، حتى يكون لهذا التعاون أولوية خاصة. ونحن، أهالي الأسرى والمفقودين، نحتاج إلى المكاشفة الصادقة التي يسعى اليها مجلس الأمن لتحقيق النجاح المنشود بإعادة رفات أسرانا ومفقودينا، والممتلكات الرسمية والوطنية الضائعة والمنهوبة منذ 35 عاماً.
إن الإحصائية المتوافرة التي نعلمها تشير إلى أن هناك أكثر من 321 رفاتاً لأسرانا لم يتم الكشف عن مصيرهم من إجمالي العدد الفعلي 605 أسرى مفقودين، وهناك عدد من المفقودين الذين أُعلن استشهادهم بحكم قضائي من دون الكشف عن العثور على رفاتهم.
من هنا نحن نأمل أن تبدأ حكومتنا الوطنية بالإعداد لهذه المهمة الإنسانية منذ اليوم، والتحرك من أجل تحقيق هذا الإنجاز والتعاون باحترافية ودقة تامة، والتعاون مع أهالي المفقودين.
ونتمنى التوفيق للجميع ونجاح تعاون مهمة الحكومتين الكويتية والعراقية، والمبعوث الأممي لمجلس الأمن الدولي...والله المستعان والموفق.
كاتب كويتي