الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان
طهران، عواصم - وكالات: تسابق إيران الوقت بعد تصويت مجلس الأمن قبل أيام على عدم رفع العقوبات المفروضة عليها بشكل دائم، وتنشط الديبلوماسية الإيرانية في محاولة لمنع إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، بحسب ما أفاد مصدر ديبلوماسي أممي لوكالة "تاس" الروسية، حيث أكد المصدر أنه نظراً لعدم اعتماد القرار، قد تُفرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بعد انقضاء مهلة الثلاثين يوماً، أي في 28 سبتمبر، لكنه أشار إلى أنه "مع ذلك، قد تستمر المحادثات بشأن تمديد الاتفاق النووي الأسبوع المقبل، بما في ذلك خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ينطلق في نيويورك اليوم".
وفي حين قلل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أهمية عودة العقوبات، متعهداً بالعمل على تخطيها، أثار تسريب تقرير حول الوضع الاقتصادي جدلاً في إيران، حيث ذكر موقع "رويداد24" أنّه مع اقتراب موعد تنفيذ آلية الزناد، يقف الاقتصاد الايراني على أعتاب صدمة وُصفت بالمدمرة، ونشر الموقع مقتطفات من تقرير منسوب إلى معاون الشؤون الدولية في غرفة التجارة الايرانية، توقّع أن ترفع عودة العقوبات نسبة التضخم إلى نحو 75 في المئة وتدفع النمو الاقتصادي إلى ما بين ناقص 1 وناقص 3 في المئة، فيما أشار التقرير إلى احتمال أن تتجاوز البطالة نسبة 12 في المئة، ما أعاد إلى الأذهان أقسى سنوات الحظر والعزلة المصرفية التي عرفتها ايران، واستند التقرير الذي جرى تسريب أجزاء منه خلال الأسابيع الماضية إلى بيانات تاريخية ونماذج اقتصادية ليرسم صورة مستقبلية بعد تفعيل آلية الزناد، وفق ما نقل موقع "رويداد24"، كما أوضح أن العقوبات الصادرة عن مجلس الأمن تختلف عن العقوبات الأميركية الأحادية، لأن الصين وروسيا وغيرهما كانت تجد منافذ لتجاوز الأخيرة، بينما العقوبات الأممية ملزمة قانوناً على جميع الدول.
في المقابل، نفت غرفة التجارة الإيرانية في بيان رسمي أي صلة لها بالتقرير، وأكدت أنه لم يحظَ بموافقة مؤسساتها البحثية، لكن نسخة تحمل ترويسة معاون الشؤون الدولية في الغرفة وصلت إلى موقع "رويداد24"، ما عزز الجدل حول مصداقيته.
من جانبه، أكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه رغم تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتقديمها مقترحات لتسوية الموضوع، فإن إجراءات الدول الأوروبية ستؤدي فعليا إلى تعليق مسار التعاون مع الوكالة الدولية، مشيرا في بيان إلى أن المجلس عقد جلسة برئاسة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لمناقشة الأوضاع في المنطقة وإجراءات بعض الدول على الساحة الدولية في مجال العمليات العسكرية والعقوبات، بما في ذلك بحث إجراءات الدول الأوروبية الثلاث ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بشأن البرنامج النووي الإيراني، مضيفا أنه تم تكليف وزارة الخارجية الإيرانية بمواصلة مشاوراتها في إطار الحفاظ على المصالح الوطنية.
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن تصويت مجلس الأمن الدولي بشأن إعادة فرض العقوبات على إيران يمثل خطوة استفزازية لا تخدم الديبلوماسية، مؤكدة أن موسكو وبكين شددتا على أهمية استمرار رفع العقوبات السابقة، قائلة إن روسيا إلى جانب الصين والجزائر وباكستان أكدت خلال جلسة مجلس الأمن ضرورة الحفاظ على نظام رفع العقوبات المفروضة سابقا على إيران، مضيفة أن الدول الأوروبية والولايات المتحدة مارست ضغوطا غير مسبوقة على الأعضاء غير الدائمين لإجبارهم على تبني موقف لا يتسم بالموضوعية، معتبرة التحركات الأوروبية المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة إلى جانب رئاسة كوريا الجنوبية لمجلس الأمن جاءت بطابع غير قانوني واستفزازي ولا تؤدي إلا إلى زيادة التوتر المحيط بالملف النووي الإيراني.