95 عاماً من الإنجازات حققتها المملكة العربية السعودية، فيها الكثير مما يخدم مواطنيها، وفي الوقت نفسه، تخدم المستقبل الخليجي والعربي، فالرياض كانت ولا تزال العضيد الأمين للعواصم العربية، لأن قيادتها وضعت فلسفة واقعية تقوم على مبدأ "يد الله مع الجماعة".
من هنا، كانت اليد السعودية تبني في الداخل، واليد الأخرى تتعاون مع العرب، حتى الذين جاروا على المملكة في وقت ما، لم تتركهم، لأن الكبير يستوعب الصغير، والعاقل يعمل على حماية الجاهل من جهله.
لهذا، كانت القضية الفلسطينية في صلب العقيدة السياسية للمملكة، عملت على ما يجمع شمل العرب، فيما رفضت المغامرات الثورية القائمة على حماسة لا تعبر عن الواقع، لهذا سارت في طريق أثمر اليوم هذا الاعتراف العالمي المدوي بدولة فلسطين، في حين كانت بعض السياسات العربية، كما الفلسطينية أيضاً، تقوم على الشعارات الرنانة، كأنها تعبر عن حقيقة أن فاقد الشيء يتحجج بمبررات واهية كي يخفي ضعفه.
لهذا، كانت السعودية في "قمة فاس عام 1981" وحين أعلن ولي العهد السعودي، آنذاك، الأمير فهد بن عبدالعزيز المبادرة الأولى للسعودية في حل الصراع العربي- الاسرائيلي، تعمل بالسياسة الواقعية المبنية على معطيات صلبة، نسبة للوضع القائم حينها في فلسطين.
هذه المبادرة، للأسف، قوبلت بفتور من بعض الدول العربية، ومن فصائل كانت لها اليد الطولى في القرار الوطني الفلسطيني، وهو ما وجدته اسرائيل خشبة إنقاذ لها، فعمدت إلى رفضها، أي تقاطعت مصالح بعض الأطراف الفلسطينية والعربية مع اسرائيل، وكأن ذلك توزيع أدوار محكم.
رغم ذلك، لم تركن الرياض إلى الهدوء، إذ بعد ذلك التاريخ عملت طوال 20 عاماً على خدمة القضية الفلسطينية بكل ما لديها من قوة، ولهذا كان لها الدور الكبير في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، الذي كان البداية لقيام السلطة الفلسطينية الحالية، التي أعلنت عام 1993.
مع كل هذه التطورات، كانت الرياض تؤسس لمنهجية قائمة على مركزية القضية الفلسطينية، ولهذا عندما لم تسر الأمور كما كان مخططاً لها، جاءت مبادرة ولي العهد السعودي، حينذاك، الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، في قمة بيروت عام 2002، لتكون أساساً لمستقبل السلام في المنطقة.
طوال السنوات التي تلت إعلان مبادرة قمة بيروت، كان الوضع الفلسطيني يتأجج بفعل خلافات على مصالح خاصة لبعض قادة الفصائل، ولهذا عملت المملكة على استضافة أولئك في مكة المكرمة، وعقد الاتفاق فيها، لكن عملت "حماس" على نقضه قبل أن يجف حبره.
لهذا، اليوم حين تعترف 150 دولة بالدولة الفسطينية، فإن ذلك ثمرة لجهود تاريخية بذلتها، ولا تزال، المملكة العربية السعودية في هذا الشأن.
وهنا لا يمكن لأحد نسيان جهودها بإنهاء الحرب الأهلية في لبنان، من خلال "مؤتمر الطائف"، وكذلك موقفها الصارم أثناء احتلال الجيش العراقي للكويت، الذي عبر عنه الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بقوله: "لا بد أن ترجع الكويت، وإلا ستذهب السعودية أيضاً مع الكويت، إذا راحت كرامة الكويت راحت كرامة السعودية، نهائياً"، لهذا إن التزام السعودية بالقضايا العربية لا يمكن لعاقل إنكاره.
فهذه الجغرافيا العظيمة، والشعب العظيم، تقوده قيادة رشيدة قادرة، لذا رأينا في غضون عشر سنوات كيف تحولت المملكة قوة اقتصادية إقليمية ودولية لا يستهان بها، كما أن هذه المشاريع الكبرى التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بتوجيهات من الملك سلمان بن عبدالعزيز، تؤكد صوابية النهج السعودي، وقوته.
ولهذا، فإن هذه المكاسب هي هدية العيد الوطني لمملكة العز.