غوتيريش: المجاعة في غزة وصمة عار عالمية... ونطالب بوقف العقاب الجماعي وحل الدولتين

• خلال افتتاح الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك

• بيربوك: آلاف الأطفال في غزة يأكلون الرمال ويشربون مياهاً ملوثة

في افتتاح الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تحذيراً شديد اللهجة بشأن الأوضاع في غزة، مؤكداً أن "الأهوال في غزة تقترب من عامها الثالث، ونطاق الموت والدمار يتجاوز أي صراع آخر"، مشدداً على أن إعلان المجاعة في القطاع رغم صدور تدابير ملزمة من محكمة العدل الدولية يمثل "وصمة عار على الضمير العالمي" ويجب تنفيذ هذه التدابير فوراً.

وأضاف: "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني أو التدمير الممنهج لمقدرات حياته، والحل الوحيد القابل للتطبيق لإحلال السلام في الشرق الأوسط هو حل الدولتين".

كما حذّر غوتيريش من أن العالم يواجه بعد 80 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة التحديات نفسها التي واجهها المؤسسون، بينما مبادئ المنظمة محاصرة وركائز السلام والتقدم تتهاوى. وأكد أن غياب المساءلة يفاقم الفوضى ويزيد عدد المقابر، داعياً إلى إصلاح مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلاً وشفافية وفاعلية، وإلى الالتزام بالقانون الدولي باعتباره مسألة حياة أو موت لملايين البشر.

كما شدد على أن حقوق الإنسان هي أساس السلام، وهي حقوق عالمية وغير قابلة للتجزئة أو الانتقاء.

من جانبها، أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك أن قوة المنظمة الدولية لا تكمن في نصوصها، بل في إرادة الدول الأعضاء على تنفيذ الميثاق ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق القانون الدولي.

وقالت بيربوك في كلمة مؤثرة أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ80: "هذه ليست دورة احتفالات رغم مرور 80 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة، بل لحظة تأمل مؤلمة في واقع عالم يموج بالأزمات والانتهاكات... حيث يعيش آلاف الأطفال الأيتام في غزة بين الركام يأكلون الرمال ويشربون مياهًا ملوثة، وأطفال في هاييتي يعيشون رعب العصابات المسلحة، فكيف يمكننا أن نحتفل بينما هذه الصور تصفع الضمير الإنساني؟"

وأضافت أن أنظار العالم مصوبة نحو قاعة الجمعية العامة، وعلى المجتمع الدولي أن يثبت أنه جدير بهذه المسؤولية، مشددة: "المشكلة لا تكمن في ميثاق الأمم المتحدة ذاته، بل في تقاعس الدول عن تنفيذ ما جاء فيه. الميثاق لا يفشل... ما يفشل هو عزم الدول على تفعيله، وعلى محاسبة من ينتهكونه".

وختمت بيربوك مؤكدة أن قتل المدنيين في غزة يشكّل دليلاً على قصور في حماية القانون الإنساني، وليس في نصوص الميثاق نفسها، مطالبة بضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وإعادة الاعتبار للقانون الدولي كحاجز أمام الفوضى والانتهاكات.