قال أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن الدوحة تعرضت يوم 9 سبتمبر لاعتداء غادر استهدف اجتماع الوفد المفاوض لحركة "حماس" في مسكن أحد أعضائها، في حي سكني يضم مدارس وبعثات ديبلوماسية. وأدى الهجوم إلى سقوط 6 شهداء، من بينهم مواطن قطري يخدم في قوات الأمن الداخلي، وإصابة 18 شخصًا بجراح.
وأكد أمير قطر خلال كلمته في أعمال الجلسة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هذا الاعتداء يعد "انتهاكًا خطيرًا لسيادة دولة، وخرقًا سافرًا وغير مبرر للأعراف والمواثيق الدولية"، مشيرًا إلى أن العالم صُدم بملابسات هذه الفعلة الشنعاء التي صنفتها قطر إرهاب دولة.
وأضاف: "خلافًا لادعاءات نتنياهو، لا يدخل العدوان ضمن حق مزعوم في ملاحقة الإرهابيين، بل هو اعتداء على دولة صانعة سلام، كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، وتبذل منذ عامين جهودًا مضنية للتوصل إلى تسوية توقف حرب الإبادة في غزة".
وأشار إلى أن الهجوم كان محاولة لقتل سياسيين أعضاء وفد تفاوضه إسرائيل، وهم يعملون على دراسة ورقة أمريكية للرد عليها. وأكد أن الوساطة القطرية، التي جرت بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، أسفرت عن تحرير 148 رهينة، وأن أي محاولة لاغتيال الوفد تهدف إلى إفشال المفاوضات.
وشدد أمير قطر على أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، تستخدم الحرب لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في القدس، وتسعى لفرض إرادتها على محيطها العربي، واصفًا دعايتها التي تصف المعارضين بالإرهابيين أو المعادين للسامية بأنها محاولة لتبرير سياساتها.
وأشاد بدور الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، مؤكّدًا أن العنف لا ينهي القضية الفلسطينية، وأن قطر اختارت الوفاء لمبادئ القانون الدولي وعدم الخشية من قول الحق. وأضاف: "انخرطنا في وساطة شاقة لوقف الحرب وواجهنا حملات تضليل لن تثنينا عن مواصلة جهودنا، ونواصل جهود الوساطة في مناطق متعددة من بينها إفريقيا".
كما أكد أمير قطر موقف بلاده الثابت في دعم سوريا ولبنان، ورفض التدخلات الخارجية، لا سيما محاولات إسرائيل لتقسيم سوريا، مشددًا على ضرورة انسحابها من المواقع التي احتلتها في لبنان. وأكد أن تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم أثبت قدرة قطر على جعل المنافسة الرياضية ساحة للتواصل والتقارب.