السفير الفرنسي اولفييه غوفان
أكد أن "سويفت فالكون" نموذج مميز للشراكة المتقدمة
فارس غالب
أكد السفير الفرنسي لدى الكويت أوليفييه جوفان أن تمرين "سويفت فالكون"، الذي يركّز على الجانب الجوي يُجسّد نموذجًا مميزًا على مستوى الشراكة العسكرية المتقدمة بين فرنسا والكويت، ويعكس درجة عالية من التناغم والانسجام العملياتي بين القوات المسلحة في البلدين، لافتا الى انه ثمرة تعاون طويل الأمد قائم على الثقة المتبادلة والالتزام المشترك بأمن المنطقة ويعد فرصة لتعميق التنسيق العملياتي وتعزيز سرعة الاستجابة وفعالية القوات في مواجهة الأزمات.
وقال: في ظل بيئة إقليمية تتّسم بتوترات مستمرة وظهور تهديدات غير تقليدية وغير متناظرة، تكتسب هذه التمارين أهمية ستراتيجية قصوى، فهي تتيح لنا اختبار وتعزيز قدراتنا المشتركة على التحرك الفوري والمنسّق، وتساعد في تبادل الخبرات في مواجهة التحديات، سواء كانت تقليدية أم هجينة، موضحا أن هذه التمارين تُشكّل مساهمة مباشرة في دعم التضامن الستراتيجي بين فرنسا والكويت، وتسهم في ترسيخ أمن الكويت واستقرار منطقة الخليج والمنطقة الأوسع بشكل عام.
وحول أهمية مشاركة القوات الفرنسية في مثل هذه التمارين بالنسبة للعلاقات الثنائية مع الكويت، أوضح أن المشاركة الفاعلة للقوات الفرنسية في هذه التمارين ركيزة أساسية من ركائز علاقاتنا الثنائية، فهي تعبّر عن إرادتنا المستمرة في ترسيخ تعاون دفاعي قوي ومستدام، يتماشى مع التحديات الأمنية الراهنة. كما تمثل رسالة واضحة على التزامنا إلى جانب الكويت، خصوصًا في مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، وبناء القدرات.
لؤلؤة الغرب ونسيم العرب
وأشار إلى أن تمرين "سويفت فالكون" في قاعدة أحمد الجابر ترك انطباعًا قويًا لديّ، سواء من حيث المستوى العالي للتنسيق أو من حيث الواقعية العملياتية، كما أن التعاون الممتاز بين القوات الفرنسية والكويتية كان واضحًا وجليًا، واستدرك قائلا: لكن ما شدّني بشكل خاص هو روح الزمالة، والاحترافية، والثقة المتبادلة التي سادت بين الجانبين، وهذا يعكس عمق الروابط التي نسجت بين جيوشنا على مدى عقود من التعاون المشترك.
وحول وجود خطط لزيادة عدد أو نوعية التمارين المشترك بين البلدين في المستقبل القريب أجاب "نعم، هناك عدة مشاريع قيد التطوير تهدف إلى تعزيز التعاون العسكري بين فرنسا والكويت بشكل أكبر".
وكشف عن العمل على تمديد مدة تمرين "سويفت فالكون"، مع توسيع نطاق الوسائل الجوية المستخدمة، بما في ذلك إشراك المروحيات، بهدف تعزيز مستوى الانسجام والتفاهم العملياتي بين الطيارين الفرنسيين والكويتيين، كما أن النسخة القادمة من تمرين "لؤلؤة الغرب" المقررة في عام 2026 تمثل محطة مهمة، حيث سيكون تمرينًا مشتركًا واسع النطاق يجمع جميع أفرع القوات المسلحة الفرنسية والكويتية، ونعمل على التحضير لتمارين أخرى، مثل تمرين "نسيم العرب" الذي يركّز على الجانب البحري، خصوصًا في مجال فرق الغطس وإزالة الألغام.
يوم الباستيل
واكد ان التعاون العسكري يعكس متانة الشراكة الستراتيجية بين البلدين، وشدد على أن التعاون الدفاعي بين فرنسا والكويت يقوم على أسس تاريخية وروابط قوية، لا سيّما تلك التي تعمّقت خلال حرب تحرير الكويت، حيث شارك 18 ألف جندي فرنسي إلى جانب إخوانهم الكويتيين في المعركة من أجل السيادة والحرية. وتُجسّد اتفاقية الدفاع الموقعة عام 1992 - وهي الأقدم بين فرنسا ودولة في منطقة الخليج - هذا الترابط الوثيق وتعكس علاقة قائمة على الوفاء والثقة المتبادلة.
وبشأن وجود اتفاقيات جديدة للتعاون بين البلدين سواء كانت عسكرية او امنية او غيرها قال "نحن نرحب بتوسيع آفاق التعاون بين بلدينا، الذي يشمل إدماج ضباط كويتيين وفرنسيين في هياكل القوات المسلحة، وتنظيم التمارين المشتركة، والتوسع المستمر في برامج التدريب العسكري للكوادر الكويتية في فرنسا.
ولفت إن هذه الدورات التدريبية والأنشطة الميدانية المشتركة تعزز ما يمكن تسميته بـ"الانسجام العملياتي"بين قواتنا.