حوارات
يحصف المرء عندما يكمل عقله، لا سيما لما يجود رأيه، وعندما يحتكم إلى عقله في كلامه وسلوكياته، ويبدأ يتّصف بالرزانة. وعكس الحصافة الغباء، والتهوّر والطيش والجهل، ومن بعض ما أعتقد أنّها سلوكيات تأتي ضدّ الحصافة، نذكر ما يلي:
-الاغترار بالسلامة المنطوية على الهلكة: الحصيف، لا سيما من يستمر يتعلّم من تجارب الحياة، لا ينسى إطلاقاً أنّ الدّهر متقلّب، وأنّ السلامة في عالم اليوم المضطرب، لابدّ أن تخفي في داخلها الخطر.
ولهذا السبب، فهو يستمر مستعداً على الدوام لتقلّب الدهر، ويأخذ استعداده مسبقاً، ويضع خططه الحياتية، ويضع خططاً بديلة لها، حتى لا يأخذ على حين غرّة.
-عدم معرفة العدو الحقيقي: الحصيف يعرف أصدقاءه الحقيقيين، لكنه يعرف أكثر أعداءه الحقيقيين، ومن لا يعرف من هو عدوه الحقيقي لم يتعلّم من تجاربه الحياتية، ولم يسع الى امتلاك الحكمة، ولا يملك القدرة على الحكم الرزين على شخصيات الآخرين.
ولا يعرف ولو قليلاً عن لغة الجسد، ولا يعرف كيف ينصت، ويبدو وكأنه يسير في حياته خبط عشواء.
- كشف الشؤون الخاصة: يحصف ويرزن المرء عندما يكتم أسراره وشؤونه الخاصة عن الآخرين، فكيف بإنسان عاقل في عالم اليوم المضطرب، أن يشارك الناس خصوصياته وشؤونه الأسرية، ومن يفعل هذه الأمور لا بدّ أن يكون إمّا ساذجاً وإما أحمق.
-كشف الأولويات والتطلّعات والخطط والأهداف الشخصية: يصمت الحصيف ويسجن لسانه عندما يرتبط الأمور بأولوياته وأهدافه الشخصية، وذلك بسبب خصوصيتها، ولأنه ليس من الحصافة أن ينطق أحدهم بها أمام عامة الناس، وعواقب هذا السلوك الطائش في عالم اليوم المضطرب لا تعدّ ولا تحصى.
- عدم التعلّم من تجارب الحياة: سمة الحصيف اللبيب الأريب هي التعلّم السريع من تجارب الحياة، وكلما زادت تجاربه زادت معرفته لدروس الحياة، وزادت حكمته، ومن يتعلّم من تجاربه يندر أن يكرّر أخطاءه السابقة.
- الانخداع بالمدح الكاذب: لا ينخدع الحصيف بمن يمدحه بسمات يعرف أنه لا يملكها، وكما قيل في السابق "السرّاق يداخلون الرجال على التعارف" (المدح المفرط).
كاتب كويتي
DrAljenfawi@