الأربعاء 17 ديسمبر 2025
15°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
سفير ألبانيا لـ'السياسة': الكويت أقرب حلفائنا في المنطقة
play icon
سفير ألبانيا إلير هوسا
المحلية

سفير ألبانيا لـ"السياسة": الكويت أقرب حلفائنا في المنطقة

Time
الأربعاء 24 سبتمبر 2025
فارس غالب
أكد أن لدى بلاده فرصاً استثمارية واعدة في السياحة والطاقة والعقارات
  • للصندوق الكويتي دور بتمويل مشاريع تنموية منذ التسعينيات شملت الصحة والتعليم
  • شواطئ الأدرياتيكي والأيوني جبال للمغامرة ونوفّر للسائح الخليجي خدمات تلبي تطلعاته
  • تقدمنا في تحسين مناخ الاستثمار من خلال إصلاحات تتوافق مع المعايير الأوروبية
  • يمكن للمستثمر الأجنبي تأسيس شركة في وقت قصير عبر منصات إلكترونية
  • الكويت من أولى الدول الخليجية التي مدت يد العون إلى ألبانيا بعد تحوّلها السياسي
  • ندرك الدور المحوري للكويت في محيطها ومواقفنا في المحافل الدولية تتلاقى
  • التبادل التجاري لا يزال محدوداً مقارنة بإمكانات البلدين وشهد نمواً تدريجياً
  • يمكن أن تكون الكويت جسراً لمنتجاتنا إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي

رسم سفير جمهورية ألبانيا لدى دولة الكويت إلير هوسا، في لقاء مع "السياسة"، صورة شراكة دافئة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود بين البلدين، مؤكدا أن الكويت كانت من أوائل الدول التي ساندت التحوّل الألباني عام 1991، وأن أثر ذلك "محفور في وجدان الألبان. وأوضح أن العلاقات لم تعد تقليدية، بل تطورت إلى تنسيق سياسي وديبلوماسي متواصل، ومسار عملي لتعميق التعاون الاقتصادي والثقافي والتعليمي، عبر إنشاء لجان مشتركة للتشاور وفتح آفاق أوسع للاستثمار والسياحة والتعليم.

وتحدث السفير عن مسار العلاقات الثنائية، مؤكداً أنها تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم العميق، مبيناً أنها انتقلت من مرحلة الدعم الكويتي لألبانيا في بدايات تحوّلها السياسي، إلى شراكة متنامية تشمل اليوم السياسة والاقتصاد والثقافة.

وأشار هوسا إلى أن العلاقات السياسية والديبلوماسية بين البلدين تشهد اليوم تطوراً نوعياً، من خلال حوار دائم وتنسيق مشترك في القضايا الدولية والإقليمية، لافتا إلى وجود توافق كبير بين الجانبين في دعم الأمن والاستقرار وحل النزاعات بالطرق السلمية.

وأضاف: إن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل آليات للتشاور السياسي، وإنشاء لجان مشتركة تضم وزارات ومؤسسات مختلفة، بما يعزز مسيرة التعاون الثنائي ويضع أسسا أكثر رسوخا للشراكة المستقبلية. كما أوضح أن العلاقات الكويتية – الألبانية لا تقتصر على الجانب السياسي فحسب، بل تشمل مجالات اقتصادية وثقافية وتعليمية وإنسانية، مشيرا إلى الدور البارز للصندوق الكويتي للتنمية في دعم مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة في ألبانيا.

ولفت إلى الفرص الواسعة المتاحة أمام المستثمرين الكويتيين في قطاعات السياحة والطاقة المتجددة والزراعة والعقارات، فضلًا عن الاهتمام المتزايد بتعزيز التبادل الثقافي وتنظيم أسابيع ثقافية متبادلة، إلى جانب برامج التعليم والتبادل الأكاديمي التي تمنح الشباب دورا أكبر في توطيد أواصر الصداقة بين البلدين.

وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

العلاقات الثنائية والسياسية

كيف تصفون مستوى العلاقات السياسية والدبلوماسية بين ألبانيا والكويت اليوم؟

العلاقات بين ألبانيا والكويت متميزة وراسخة، تقوم على الاحترام المتبادل والتفاهم العميق منذ أوائل التسعينات. فقد كانت الكويت من أوائل الدول الخليجية التي مدت يد العون إلى ألبانيا بعد تحوّلها السياسي عام 1991، وقدمت دعما اقتصاديا وإنسانيا كبيرا في مرحلة حساسة من تاريخنا. وهو ما ترك أثرا بالغاً في نفوس الألبان، ومنح الكويت مكانة خاصة لدينا. اليوم، يمكن القول إن العلاقات السياسية والديبلوماسية تشهد تطورا متواصلاً، فهي لا تقتصر على الصداقة التقليدية، بل تقوم على تعاون متنوع في مختلف المجالات. مع تواصل مستمر بين القيادتين، وتطابق في وجهات النظر إزاء الكثير من القضايا الدولية، فضلًا عن دعم متبادل في المحافل الأممية.

هل هناك خطط لعقد مشاورات سياسية دورية أو لجان مشتركة بين البلدين؟

نعم، هناك اهتمام متزايد من الجانبين بتفعيل آليات التشاور السياسي وتنظيم اجتماعات دورية على مستوى وزارات الخارجية. نحن نؤمن بأن المشاورات المنتظمة تعزز التفاهم وتفتح المجال للتنسيق في ملفات متعددة. كما يجري العمل حاليا على تطوير أطر التعاون المؤسسي من خلال إنشاء لجنة مشتركة للتعاون الثنائي، تضم ممثلين عن وزارات الخارجية والاقتصاد والتعليم والثقافة، والاستثمار، لتكون منصة عملية لرسم خارطة طريق للتعاون المستقبلي، ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، واقتراح اتفاقيات جديدة. إلى جانب ذلك، هناك مقترحات لتعزيز الديبلوماسية الشعبية عبر تنظيم زيارات متبادلة على المستوىيين البرلماني والبلدي، بما يسهم في توسيع قنوات التواصل بين الشعببين الصديقين.

ما الدور الذي يمكن أن تلعبه ألبانيا في القضايا الإقليمية والدولية التي تهم الكويت ومنطقة الخليج؟

ألبانيا، بصفتها عضواً في الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تسعى إلى الإسهام في تعزيز الاستقرار والأمن الدولي. نحن نتابع عن كثب التطورات في الخليج، وندرك الدور المحوري للكويت في محيطها. من هذا المنطلق، يمكن لألبانيا أن تدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية، إلى جانب تبادل خبراتها في التحول الديمقراطي والإصلاح المؤسسي. كما أن مواقفنا في المحافل الدولية تتقاطع مع الكويت في قضايا أساسية مثل احترام السيادة، دعم حقوق الإنسان، ومكافحة التطرف.

كيف تنظر ألبانيا إلى الدور الإنساني والديبلوماسي للكويت عالمياً ؟

الكويت تحظى بتقدير كبير عالميا بفضل ريادتها في العمل الإنساني والديبلوماسي، ويكفي إعلانها "مركزًا للعمل الإنساني" ومنح سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد لقب "قائد للعمل الإنساني " ليعكس مكانتها المتميزة. في ألبانيا، لمسنا أثر المساعدات الكويتية من خلال مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية، الذي ساهم في بناء مدارس ومستشفيات ومساجد وبنى تحتية أساسية. هذه المساعدات كانت رسالة صداقة حقيقية للشعب الألباني. ديبلوماسيا، نرى الكويت وسيطاً موثوقاً وصوتاً معتدلاً يسعى دائمًا إلى تقريب وجهات النظر وتسوية الخلافات بالحوار، وهو ما يتوافق مع رؤيتنا في تفضيل السلم والتعاون.

التعاون الاقتصادي والاستثماري

ما حجم التبادل التجاري الحالي بين ألبانيا والكويت، وما القطاعات التي يمكن أن تشهد نمواً أكبر؟

التبادل التجاري لا يزال محدودا مقارنة بإمكانات البلدين، رغم أنه يشهد نموا تدريجيا في السنوات الأخيرة. يتركز حالياً في المنتجات الزراعية والغذائية من جانب ألبانيا، وبعض السلع الكمالية أو التقنية من جانب الكويت. لكننا نرى إمكانات واسعة للتوسع، خصوصا في قطاعات الأغذية العضوية والزراعة، الطاقة المتجددة، السياحة، العقارات، إضافة إلى مجالات الصحة والتعليم العالي. فالكويت يمكن أن تكون جسرا لمنتجاتنا إلى أسواق الخليج، فيما تمثل ألبانيا بوابة للمنتجات الكويتية نحو دول البلقان والاتحاد الأوروبي.

ما أبرز الفرص الاستثمارية التي تقدمها ألبانيا للمستثمرين الكويتيين؟

ألبانيا بلد غني بالفرص، ونرحب بالمستثمرين الكويتيين بشكل خاص. في السياحة، توفر شواطئ الأدرياتيكي والبحر الأيوني والطبيعة الجبلية فرصا لإنشاء منتجعات وفنادق، إلى جانب السياحة العلاجية والبيئية.

هل هناك مشاريع كويتية قائمة أو خطط لتعزيز الحضور الاستثماري في ألبانيا؟

نعم، للصندوق الكويتي للتنمية دور بارز في تمويل مشاريع تنموية منذ التسعينات، شملت البنية التحتية والصحة والتعليم، وكان لها أثر ملموس على حياة المواطنين. إلى جانب ذلك، هناك بعض الاستثمارات الخاصة في السياحة والعقارات، لكنها ما زالت في بداياتها. ونعمل على تشجيع مزيد من رجال الأعمال الكويتيين لزيارة ألبانيا واستكشاف الفرص مباشرة. كما تُناقش فكرة افتتاح مكتب استثماري للصندوق الكويتي في ألبانيا ليكون منصة لتسهيل الشراكات ومتابعة المشاريع المستقبلية

كيف تعمل ألبانيا على تحسين بيئة الاستثمار وتقديم التسهيلات للمستثمر الأجنبي؟

ألبانيا حققت خلال السنوات الأخيرة تقدما ملحوظا في تحسين مناخ الاستثمار، من خلال إصلاحات تشريعية وإجرائية متوافقة مع معايير الاتحاد الأوروبي، الذي نسعى للانضمام إليه.

اليوم يمكن للمستثمر الأجنبي تأسيس شركة في وقت قصير عبر منصات إلكترونية حديثة وبإجراءات مبسطة. كما توفر الحكومة حوافز وإعفاءات ضريبية خاصة في قطاعات ستراتيجية مثل الطاقة المتجددة، السياحة، والزراعة، إضافة إلى إنشاء مناطق اقتصادية وصناعية مجهزة ببنية تحتية متطورة وتسهيلات جمركية.

السياحة والثقافة

ما الذي يميز ألبانيا للسائح الكويتي والخليجي؟

ألبانيا تتميز بتنوع طبيعي وثقافي فريد؛ شواطئ الأدرياتيكي والأيوني، جبال مثالية للمغامرة والتسلق، ومدن تاريخية مثل تيرانا وبارات وجيروكاستر. نوفّر للسائح الخليجي خدمات تلبي تطلعاته، من فنادق ومنتجعات فاخرة إلى مطاعم بمأكولات عالمية، مع أسعار مناسبة تجعل من ألبانيا وجهة اقتصادية وعائلية في آن واحد.

هل هناك اهتمام من الجانب الألباني بتوقيع اتفاقيات تخص العمالة أو التدريب المهني مع الكويت؟

بالتأكيد، هناك اهتمام متزايد من جانبنا بتعزيز التعاون في مجال العمالة، لا سيما العمالة الماهرة وشبه الماهرة، ونعمل على إعداد برامج تدريبية مشتركة لرفع كفاءة القوى العاملة الألبانية بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل في الكويت. كما نركز على تطوير اتفاقيات في مجال التدريب المهني وتبادل الخبرات في قطاعات متعددة مثل الهندسة، الرعاية الصحية، التكنولوجيا، والخدمات، بما يضمن شراكة مستدامة تعود بالنفع على اقتصاد ومجتمع البلدين.

التعاون الدولي والإنساني

كيف تنظر ألبانيا إلى الدور الكويتي في تقديم المساعدات الإنسانية عالميا؟

ألبانيا تثمّن عاليًا الدور المتميز الذي تضطلع به الكويت في المجال الإنساني على المستوى الدولي. فالكويت تُعد نموذجًا في تقديم المساعدات الطارئة ودعم برامج التنمية في الدول المحتاجة، وهو دور يعكس التزامها العميق بالقيم الإنسانية العالمية. وقد لمست ألبانيا هذا الدور مباشرة من خلال المشاريع التي موّلها الصندوق الكويتي للتنمية في مجالات التعليم والبنية التحتية والصحة، وهي مشاريع تركت أثرًا ملموسًا في حياة المواطنين. بالنسبة لنا، الكويت شريك موثوق يمكن الاعتماد عليه في المبادرات الإنسانية الإقليمية والدولية.

هل هناك تعاون قائم بين المؤسسات الإنسانية في البلدين؟

نعم، هناك تعاون قائم ومثمر، حيث أسهم بيت الزكاة وعدد من المؤسسات الخيرية الكويتية في دعم مشاريع تعليمية وصحية في ألبانيا، إلى جانب بناء مدارس ومساجد ومرافق مجتمعية.

كما يجري العمل على برامج مشتركة لتعزيز قدرات الجمعيات الخيرية الألبانية، وتبادل الخبرات في إدارة المشاريع الإغاثية والإنسانية. هذا التعاون يجسد روح التضامن بين الشعبين، ويعزز حضور البلدين في المبادرات الإنسانية الدولية.

كيف يمكن توسيع التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي؟

نعتقد أن التنسيق يمكن أن يتعزز عبر تبني مواقف مشتركة تجاه القضايا الإنسانية، وتبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة، حماية البيئة، ودعم حقوق الإنسان. ألبانيا والكويت قادرتان على إطلاق مبادرات مشتركة، ودعم مشاريع تنموية في الدول النامية، إضافة إلى تعزيز دور منظمات المجتمع المدني. نحن ملتزمون بتوسيع هذه الشراكات لتكون أكثر فاعلية داخل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، بما يعكس رؤية مشتركة لدعم السلام والاستقرار والتنمية.

الجالية الألبانية في الكويت... حلقة وصل

رداً على سؤال عما اذا كانت هناك جالية ألبانية في الكويت؟ وما طبيعة أنشطتها ومساهماتها؟ قال السفير هوسا: "نعم، هناك جالية ألبانية مقيمة في الكويت تشكل حلقة وصل مهمة في تعزيز العلاقات بين بلدينا، ويعمل أفرادها في قطاعات متعددة تشمل التجارة، الخدمات، الفنادق، والتعليم، كما يساهم بعضهم في أنشطة مجتمعية وخيرية تعكس قيم التعاون والتكافل".

رسالة إلى الشعب الكويتي

أكد السفير إلير هوسا في رسالته إلى الشعب الكويتي والمستثمرين الكويتيين أن ألبانيا بلد آمن، ومستقر، ويزخر بفرص استثمارية كبيرة ومتنوعة، مرحّباً بالشراكة مع رجال الأعمال الكويتيين. ودعاهم إلى زيارة ألبانيا والتعرف عن قرب على مجالات الاستثمار الواعدة في السياحة، العقارات، الطاقة، والزراعة. وأشار إلى أن الكويت تعد شريكا ستراتيجياً لألبانيا، وأن الشعب الألباني يثمن العلاقات الوطيدة التي تجمعه بالشعب الكويتي، معرباً عن أمله في ان تسهم هذه الروابط في تعزيز التعاون والتبادل في مختلف المجالات، بما يعود بالنفع على البلدين.

آفاق المستقبل 

أعرب السفير هوسا عن تطلعه إلى مستقبل مشرق للعلاقات الألبانية – الكويتية خلال السنوات الخمس المقبلة، مؤكداً السعي إلى تعميق التعاون في المجالات الاقتصادية والسياحية والتعليمية والثقافية، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الجانبين، كما شدد على أهمية توسيع التعاون في المشاريع الإنسانية، ولا سيما قطاعات التعليم، الصحة، والبنية التحتية، بما يسهم في تحسين حياة المواطنين وتعزيز الروابط الإنسانية بين الشعبين.

آخر الأخبار