السبت 27 سبتمبر 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
مستقبل إنتاج البيض
play icon
كل الآراء

مستقبل إنتاج البيض

Time
الخميس 25 سبتمبر 2025
محمد إبراهيم الفريح

تشير التوقعات العالمية إلى أن صناعة البيض مرشحة للنمو بنسبة تصل إلى 20 في المئة حتى عام 2035، مع تركّز نحو 90 في المئة من هذه الزيادة في الأسواق الناشئة، ومن بينها الكويت، وفقاً لتقرير المنظمة العالمية للبيض.

ويُعزى هذا النمو بالأساس إلى ارتفاع مستويات الدخل وتطور أنماط الاستهلاك، خصوصاً في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، مما يدفع عجلة الإنتاج نحو التوسع.

وفي الوقت الذي يتزايد فيه الطلب في الأسواق الناشئة على البيض كمصدر غذائي أساسي، تتجه الأسواق المتقدمة إلى المطالبة بمنتجات ذات قيمة مضافة، مثل البيض العضوي، أو المدعّم بأحماض الأوميغا.

أما على صعيد الاستهلاك الفردي، فتُظهر الأرقام تفاوتاً كبيراً؛ إذ لا يتجاوز معدل الاستهلاك 50 بيضة سنوياً في بعض مناطق أفريقيا، بينما يتخطى 300 بيضة سنوياً في دول مثل اليابان والمكسيك.

وتشهد الأسواق الناشئة أسرع معدلات نمو في الاستهلاك، مدفوعة بزيادة الدخل وتحسّن مستويات المعيشة.

وقد أكد كبار الخبراء الدوليين أن البيض سيحافظ على مكانته كأحد أبرز مصادر البروتين الحيواني، بمعدل نمو سنوي يناهز اثنين في المئة خلال العقد المقبل.

غير أن تلبية هذا الطلب المتزايد في المناطق النامية ستتطلب تطوير أنظمة توزيع البيض، واعتماد ستراتيجيات تسويقية مبتكرة، مع التحول نحو أنظمة الإنتاج في المراعي المفتوحة بدلاً من الأقفاص التقليدية.

إن تزايد الطلب العالمي سيستوجب ضخ استثمارات مالية ضخمة في قطاع الأعلاف، وإنتاج البيض الخالي من الأقفاص، إلى جانب التوسع في المنتجات ذات القيمة المضافة.

كما ستتركز الاستثمارات الستراتيجية على التحديث والابتكار، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي والـ"روبوتات" وتقنيات الزراعة الدقيقة لتحسين الكفاءة وتعزيز الأمن الغذائي، وسيشمل الابتكار مجالات عدة، مثل علم الوراثة، والتغذية والصحة الحيوانية والمعدات.

في الكويت، يتركز إنتاج البيض بشكل أساسي لدى شركتين تمتلكان إمكانات جيدة في تصنيع الأعلاف عالية الجودة، بفضل ما تملكهما من مصانع متطورة.

أما بقية مزارع إنتاج البيض، فمازالت تعتمد على عمالة غير مدربة، وآلات قديمة، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وزيادة نسبة الفاقد، فضلاً عن مشكلات متعلقة بالقوارض والطيور، مما يضيف ما لا يقل عن 10في المئة يومياً إلى تكلفة العلف.

الحل المقترح: منذ تأسيس الشركة المتحدة للدواجن عام 1974، على أساس توحيد مربي الدواجن في كيان واحد، تبيّن أن الحل يكمن في تجميع منتجي الدجاج والبيض تحت مظلة شركة متكاملة تصنع الأعلاف، وتشغيل مصنع متطور لتجهيز الدواجن، إضافة إلى مركز متكامل لجمع البيض وتوزيعه.

فبدلاً من الاعتماد على مطاحن صغيرة بطاقة إنتاجية تتراوح بين طن وطنين في الساعة، يمكن إنشاء مصنع ضخم بطاقة 100 طن في الساعة، مع شراء المواد الخام بكميات كبيرة لخفض التكلفة. ويتكوّن علف الدواجن عادة من الذرة، كسبة، فول الصويا، المسحوق الجيري، ثنائي فوسفات الكالسيوم، بالإضافة إلى المركزات التي تضم خليطاً من الفيتامينات والمعادن، مثل النحاس، والمنغنيز والكالسيوم والفوسفور.

وعادة ما يتم استيراد هذه المركزات من شركات عالمية، غير أن التوجه نحو الشراء المباشر من المصانع المتخصصة سيوفر في التكلفة، مع إمكانية تعديل الخلطات بما يتناسب مع العمر الإنتاجي للدواجن لتحقيق أفضل النتائج ، كما ينبغي أن يزوّد مصنع الأعلاف بمركز تحليل متكامل لتحديد أفضل الخلطات العلفية، وفقاً لعمر وإنتاجية الدواجن، إلى جانب وجود أطباء بيطريين لمتابعة جودة الإنتاج وضمان سلامته ..

إن تبني مشروع وطني متكامل لتطوير صناعة الأعلاف والدواجن في الكويت بات ضرورة ملحّة. وهنا يبرز دور وزارة التجارة، والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في دعم إنشاء شركة وطنية متخصصة، لا تقتصر خدماتها على قطاع الدواجن فحسب، بل تمتد لتشمل أعلاف الأسماك والمواشي والأبقار، وحتى أعلاف الحيوانات الأليفة.

بهذا، يمكن للكويت أن ترسّخ مكانتها كأحد اللاعبين الفاعلين في صناعة البيض، إقليمياً وعالمياً، مع ضمان أمنها الغذائي واستدامة مواردها الزراعية.

رئيس جمعية مربّي الدواجن سابقاً

آخر الأخبار